حراس العدالة حين يكذبون علناً
بقلم/ أحمد الزرقة
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 29 يوماً
السبت 02 يوليو-تموز 2011 05:43 م
1

تحاول الاطراف الحكومية والسياسية التشويش على مهمة وفد لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة التي بدأت في اليمن منتصف الأسبوع الماضي، عبر محاولة خلط الاوراق وتغيير اتجاهات التحقيق الدولي بخصوص الانتهاكات الرسمية لحقوق الانسان التي وقعت خلال الشهور الخمسة الماضية من عمر الثورة السلمية،هناك اكثر من اتجاه تحكم لقاءات البعثة الاممية لحقوق الانسان، منها ماهو سياسي ومنها ماهو حقوقي، السياسي تعكسه اللقاءات مع المسئولين السياسيين في بقية المنظومة الرسمية بشقيها السياسي والحكومي بالاضافة للالتقاء بالاطراف السياسية الاخرى في المعارضة، وبالتأكيد ستكون تلك اللقاءات مليئة بالاكاذيب وتبادل الاتهامات بين تلك الاطراف، وذلك سلوك معتاد ومتوقع من الاطراف السياسية في هذا البلد.

2

ما تم نشره الاسبوع الماضي عن لقاءات البعثة الاممية برئيس مجلس القضاء الاعلى والنائب العام والقضايا التي تم تناولها خلال تلك المقابلات تعكس خللا كبيرا لدى المسئولين في تلك المؤسسة المفترض انها جزء من منظومة الدفاع عن المواطنين ولا يجب لها ان تنحاز للنظام السياسي، خاصة وإن رئيس مجلس القضاء الاعلى ، والنائب العام قد اسهبا في لقائيهما بالبعثة الاممية عن "استقلال القضاء اليمني، وكيف يعمل بحرية وشفافية تامة ،وان الإجراءات المتعبة لنظر القضايا في المحاكم يتم وفقا للقوانين الوطنية ، والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحترم حقوق الإنسان كاملة".

3

كنت أتوقع أن يتحدث حراس العدالة المفترضون عن قضايا الانتهاكات لحقوق المواطنين وعن سجل الانجازات القضائية في متابعة قضايا حقوق الانسان ، وعن اسباب عدم قيام السلطة القضائية بواجباتها الدستورية والقانونية في متابعة آلاف القضايا المتصلة بالانتهاكات والاختطافات واعمال القتل المباشر للمواطنين، والالاف من المسجونين والموقوفين والمختطفين خارج اسوار القضاء .

4

كنت أتمنى أن يتكلم حراس العدالة عن ضحايا الاحتجاجات والثورة الشعبية السلمية، وتعرضهم للقتل والاحتطاف والاخفاء القسري، وعن ملف قتلى مذبحة المعجلة على يد القوات الامريكية، عن شهداء الحراك وشهداء صعدة وشهداء الثورة عن ضحايا مصنع الذخيرة في محافظة ابين،عن استخدام الاجهزة الامنية الاسلحة والغازات المحرمة دوليا ضد المعتصمين ، عن ضحايا إحراق ساحة الاعتصام في تعز، عن دفن درويش بعد سنة من مقتله وتعيين قاتله في منصب جديد يتيح له قتل المئات من الابرياء، وعن عدم قدرة القضاء في الوصول إليه بالرغم من وجود أوامر قضائيه بتقديمه للمحاكمة، عن احتجاز الاطفال واختطاف وتعذيب الشباب وانتهاك حرمات النساء.

5

كنت ارجو أن يتحدثوا عن فرار سجناء القاعدة من سجن مدينة المكلا، والتواطؤ في تسليم أبين للقاعدة، عن الانتهاك الامريكي للسيادة اليمنية وقتل المواطنين اليمنيين دون تمكينهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم، عن العقاب الجماعي بحق المواطنين وتجويعهم ، والتلاعب بالمشتقات النفطية، وحرمانهم من الماء والكهرباء، عن فصل الالاف من وظائفهم ، عن ممارسات الاجهزة الامنية القمعية، عن مصادرة الصحف واختطاف الصحفيين، وإستمرار حبس الصحفي عبد الاله حيدر بدون مبرر والتدخل الامريكي في منع الافراج عنه ،وعن التحريض الاعلامي ضد المواطنين، وتجنيد الالاف من الاطفال في المعسكرات والزج بهم في أتون الصراع السياسي والعسكري ، عن قطاع الطرق، وتجار السوق السوداء، عن تهريب الاطفال للشقيقة الكبرى، عن احتلال صنعاء من قبل ميليشيات النظام، عن مئات الاطفال الذين فقدوا أبائهم برصاص قناصة النظام ، عن ذلك الطفل الذي فقد عينيه برصاصات قناص حقير.

هناك أشياء كانت بالتأكيد أهم من القضايا الهامشية التي تم اقحام البعثة الاممية فيها هي اهم من استعراض تاريخ القضاء، وجهود تحقيق العدالة غير الموجودة اصلا.

تعامل السماوي والاعوش مع الوفد الاممي بعقلية الموظف التابع للنظام باعتبارهم جزء من تلك المنظومة، وليس باعتبار انهم يمثلوا ضمير الحق وروح العدالة، وبالتأكيد هناك فرق كبير بين الصورتين اعلاه.

Alzorqa11@hotmail.com