آخر الاخبار

شاهد الصور.. مأرب برس يرصد فرحة أبناء تعز بدخول مدينتهم المحاصرة منذ 10 سنوات هل تغيرت أسعار الصرف بعد الاعلان عن المنحة السعودية؟ تعرف على الأسعار هذه اللحظة نواعم من بيت المؤيد والشامي والكحلاني.. أسماء أقارب قيادات حوثية تشغل مناصب عليا داخل مؤسسات دولية مقرها أمريكا... تفاصيل تكشف لأول مرة العليمي يتحدث عن ''أبلغ الأثر'' للمنحة السعودية الجديدة ويبشر الموظفين بشأن دفع المرتبات رئيس الوزراء يبشر بإيقاف التدهور في أسعار العملة الوطنية ودفع مرتبات موظفي الدولة وتحسين خدمات الكهرباء وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين.. وزير الصحة يقوم بزيارة تفقدية للجنة الصحية في بعثة الحج اليمنية بمكة المكرمة ''الأخلاق'' تعاقب لاعب الهلال السعودي بالإيقاف وغرامة مالية مسئول بحضرموت يكشف أسباب انهيارات صخرية جعلت المواطنين يغادرون المنازل وتسببت في أضرار نصائح للحجاج وتحذير من درجة حرارة تصل إلى 72°

حتى لا تختزل الثورة اليمنية في صراع هامشي
بقلم/ د:عبد القوي الشميري
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 9 أيام
الجمعة 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:16 م

إن المتتبع لمسار الأحداث الراهنة في اليمن يلحظ وجود مسارين أساسيين للصراع ، يتمثل الأول في الصراع القائم بين الشعب بكل فئاته معبرا عنه في الثورة الشعبية السلمية وبين النظام الحاكم ، وهو صراع موضوعي توافرت له كل أسباب الصراع وشروطه ، ولذلك اتسم هذا المسار بالطابع الثوري .

أما المسار الثاني فيتمثل في الصراع القائم بين النظام الحاكم وبعض العناصر التي خرجت عنه والتي كانت إلى وقت قريب جزءا لا يتجزأ من هذا النظام . وهو صراع يغلب عليه الطابع الشخصي ، فالخصومة الشخصية هي السائدة بين أطرافه بصرف النظر عن محاولات تصوير هذه الخصومة بأنها ذات طابع سياسي .

ومن جهة أخرى هناك حالة من التعاون والصراع في إطار قاعدة المثلث المكون لأطراف الصراع ومساراته . أي بين الثورة الشبابية التواقة إلى بناء دولة مدنية حديثة ، وبين رموز القبيلة التي مهما اتسم خطابها بالثورية فإنها لا شك تسعى لأن يكون لها دور مهم في إطار أية صيغة جديدة للحكم . لكن هذا المسار يغلب عليه طابع التعاون بالنظر إلى ظروف المرحلة وما تقتضيه من ضرورة التعاون بين كافة الأطراف التي تسعى إلى تحقيق هدف واحد متمثل في إسقاط النظام الحاكم ، وذلك دون إغفال لحالة الصراع الكامن بين أطراف هذا المسار ، والذي سيبرز على السطح بعد تحقيق الهدف المشترك بإسقاط النظام الحاكم ، حيث سيتحول هذا المسار الثانوي في الصراع إلى مسار رئيسي ، وذلك بسبب التناقضات الموضوعية بين طرفيه ، فالهدف المحوري لثورة الشباب في تأسيس دولة مدنية يتسيدها النظام القانون ، قد يصطدم بطموحات القبيلة في لعب دور أساسي في إطار صيغة الحكم القادمة .

شكل توضيحي لمسارات الصراع في اليمن

النظام الحاكم

الثورة القبيلة

وحيث أن المسار الأول للصراع هو المسار الحقيقي والموضوعي والمعبر عن حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي في اليمن ، فقد حاول النظام الحاكم تغييب هذا المسار والعزف على وتر المسار الثاني ، وبالتالي تصوير ما يحدث في اليمن على أنه صراع شخصي بين أجنحة القبيلة الواحدة ، وليس ثورة شعبية شاملة تمخضت عن واقع سياسي واقتصادي واجتماعي حافل بالتناقضات والسلبيات التي تفرض ضرورة القيام بعملية تغيير جذري شامل لهذه الأوضاع. وهو أمر – لاشك – يحمل في طياته افتئات كبير على الثورة اليمنية ، ومحاولة لتزييف ما يجري على أرض الواقع اليمني ، لان المسار الثاني للصراع لم يظهر إلا بعد أكثر من شهر من انطلاق الثورة في 11 فبراير 2011 ، وذلك بعد إعلان كل من اللواء على محسن الأحمر والشيخ صادق الأحمر تأييدهما للثورة في أعقاب مجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011 .

وبناء على التحليل السابق ، ينبغي على كل المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني عدم اختزال الثورة اليمنية المعبرة عن حقيقة الصراع القائم في اليمن ، في صراعات ثانوية بين النظام وبعض مراكز النفوذ القبلي ، تجري على هامش الثورة ، وإن كانت هذه الصراعات الثانوية في الواقع هي جزء من ثورة الكل ضد النظام بصرف النظر عن طبيعة الأهداف والأغراض التي يحملها كل طرف من هذه الأطراف التي يجمعها وحدة الهدف الرئيسي المتمثل في إسقاط النظام الحاكم .

وهناك مسالة تكتسب أهمية بالغة على صعيد التعرف على حقيقة ما يجري في اليمن ، وهل ما يجري هو ثورة شعبية بكل أبعادها أم مجرد صراع نفوذ بين بعض القوى الفاعلة في الساحة اليمنية ، وتتمثل هذه المسالة في ضرورة القراءة الموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن وهل تتوافر فيها كافة الشروط الموضوعية للثورة أم أنها لا تشكل بيئة ثورية وبالتالي نصبح أمام حالة تمثل صراع نفوذ .

إن القراءة الموضوعية للبيئة الداخلية اليمنية توضح بجلاء أن الأوضاع في اليمن قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من الاحتقان السياسي والاجتماعي عكس نفسه في حالة من الإحباط الاجتماعي منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن على أقل تقدير ، الأمر الذي وفر بيئة ملائمة لنضوج الفعل الثوري واستكمال الثورة لكافة شروطها الموضوعية لتنطلق في نهاية المطاف مستلهمة في ذلك الكثير من النماذج العربية في هذا المضمار .