صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
مع كل عملية إرهابية يكون الارتباك الأمني هو سيد الموقف وغالباً ما يبدو تنظيم القاعدة متقدما بخطوة على الأجهزة الأمنية اليمنية التي باتت في حالة استنفار دائم في انتظار عملية جديدة للقاعدة التي تمكنت خلال عملياتها الأخيرة من الزج بمجموعة من العناصر الشابة "النظيفة أمنيا" لتنفيذ تلك العمليات ، في إشارة واضحة لقدرة القاعدة من التخلص من الرقابة الأمنية اللصيقة إلى حد ما بالعديد من عناصره في الجيلين الأول والثاني للتنظيم في اليمن.
شكل إعلان اندماج تنظيمي القاعدة في السعودية واليمن في تنظيم واحد الذي أعلن في شهر فبراير الفائت وهو الإعلان الذي تأخر إشهاره لأكثر من عام على اندماج التنظيمين بعد دعوة زعيم تنظيم القاعدة السعودي نايف القحطاني لأنصاره في المملكة بالتوجه لليمن .
ذلك الاندماج على المدى المنظور ساهم في دخول تقنيات وآليات وأفكار جديدة تعتمد على التكامل المادي والتكنيكي السعودي والكوادر البشرية اليمنية.
بتتبع هويات أعضاء القاعدة من الجيلين الأول و الثاني للقاعدة كان واضحا أن الغالبية العظمى منهم كانوا إما من مواليد السعودية أو عاشوا فيها لفترات طويلة بينما كان عدد كبير من منفذي العمليات الإرهابية الأخيرة لم يعودا كذلك ما يعني أن نبته الإرهاب قد صارت تحمل عبارة صنع في اليمن بدلاً عن صنع في السعودية.
لم تكن عمليتي استهداف الكوريين الجنوبيين في شبام حضرموت وصنعاء هما المرة الأول التي يستخدم فيها تنظيم القاعدة تقنية الأحزمة الناسفة ،فهو عمليا قام باستخدام هذه التقنية في غالبية العمليات الانتحارية أو التي قرر أعضائه القيام بمواجهات مسلحة مع عناصر الأمن لكنها المرة الأولى التي يقرر العمل فيها بأعداد صغيرة بشكل فردي وهي تقنية سيتبعها القاعدة خلال الفترة القادمة بشكل كبير بحيث تضمن له المرونة في التحرك والقدرة على استهداف شخصيات ومواقع سياحية دون أن تلفت الأنظار إلى هوية المنفذين الذين غالبا ما يجيدون التخفي ببساطة ولا يثيرون الانتباه إليهم.
كانت القاعدة إلى وقت قريب تفضل أن تكون أهدافها غربية أو أمريكية لكنها الآن بعثت برسالة مفادها استهداف أي عنصر أجنبي لان الهدف هو إحداث ذعر وإخافة أي دول أو عناصر تستهدف اليمن كوجهة سياحية لان المقصود هنا هو ضرب إحدى مصادر الدخل الاقتصادي لليمن والسياحة قد تكون واحدة من تلك المصادر للاقتصاد فالمقصود هنا هو تقويض تلك المصادر حيث سبق للقاعدة استهداف منشئات نفطية والتي بات اليوم من الصعب استهدافها نظراً للإجراءات الأمنية المشددة المتخذة في تلك الأهداف ،وهي إجراءات جعلت الحكومة تدفع بعناصر كبيرة من الجيش والأمن لحمايتها مما سبب خسائر كبيرة للاقتصاد نظرا للمبالغ المالية الطائلة التي تنفق على تلك القوات لحماية مواقع حقول النفط وأنابيبه.
الأهداف المفضلة للقاعدة كانت دائماً هي السفارات والفنادق والتجمعات السكنية التي يتواجد فيها أجانب لكن استهداف هذا النوع من الأهداف بات صعبا للإجراءات الأمنية حول تلك الأماكن وتم تحديد وتقليص تحركات العناصر الأجنبية من العاملين في السفارات والشركات الأجنبية والتي غالبا ما أصبحت تتم بحماية أمنية كبيرة.
العمليات الفردية لأعضاء القاعدة هي ما تعتبره القاعدة توجيه ضربات ذكية وذات فاعلية بإمكانيات بسيطة ومن اجل التقليل من الخسائر البشرية بين أعضائها ،ولكن ذلك لا يعني مطلقاً عدم وجود فرق دعم ومراقبة لمكان الحدث ولا شيئ بالتأكيد متروك للصدفة أو باختيار منفذ العملية الذي ينتهي دورة في الوقت الذي وافق فيه على تنفيذ العملية ،وما بعد ذلك متروك لصانع القرار الذي يتولى تجهيز العنصر وتزويده بالحزام الناسف وإيصاله لمكان تنفيذ العملية ومن ثم التحكم بجهاز التفجير عن بعد حتى لا يترك لعنصره الانتحاري فرصه اختيار المضي في تنفيذ العملية او التراجع عنها لأي سبب كان.
إن تقويض الاقتصاد وإنهاك ميزانية الحكومة ودفعها لتحمل المزيد من الأعباء،وتشتيت الجهد الأمني هي من أهداف القاعدة في حربها القادمة ،كما ان تنويع الأهداف المحتملة يكون خيارا واضحاً في تلك الإستراتيجية ، التي تعتمد أيضا على القيام بتجنيد عناصر جديدة وبناء خلايا نائمة والزج بها في عمق المؤسسة الأمنية والأماكن الأكثر حساسية في المؤسسات المدنية والحكومية الأخرى هو جزء من تكتيك القاعدة في حربها التي تهدف في الأخير لتقويض وجود الدولة انطلاقا من مكامن أعضائها وقياداتها المتواجدة في أماكن خارجة عن سيطرة الحكومة وفي حماية شخصيات قبلية تعتقد انها باحتضانها لعناصر القاعدة تساهم في الجهاد وحماية المجاهدين ، وهناك نوعين من تلك الشخصيات القبلية تقبل باحتضان وإيواء تلك العناصر الأول يتم عن طريق حصوله على مبالغ مالية مقابل الحماية،والثاني لديه خصومات مع الدولة أو أطراف فيها ويعتقد أن وجود هذه العناصر في حمايته يوفر له ذراع عسكري ضد خصومه.
هناك فكرة تقول أن القاعدة كتنظيم قد لا يكون هو المسئول الوحيد عن العمليات الإرهابية وان هناك صراع بين أجهزة أمنية ومراكز أو صراع شركات وأجهزة استخبارات أجنبية تستغل حالة الإرباك السائدة التي تسببت بها القاعدة ، وبالتالي تستخدم اسم القاعدة لضرب المنافسين وإلقاء ثوب يوسف على القاعدة التي باتت غطاء يتسع لان يوضع تحته أي عمل إرهابي ،خاصة وان هناك سوابق كثيرة لاستخدام القاعدة لتبرير القيام بأعمال عسكرية وتخريبية ضد دول أو استهداف لشخصيات سياسية وتجارية في إطار التنافس بين أجهزة الاستخبارات والشركات الاستثمارية الكبيرة.
لن نتحدث هنا عن اعترافات السعودي العوفي التي أدلى بها للتلفزيون السعودي عن فترة نشاطه في اليمن لان هناك العديد من الاستفهام التي برزت من خلال حديثه والذي بالتأكيد خضع لعشرات العمليات الفنية التلفزيونية (مونتاج ) التي تجعل من موضوع الاستدلال به ساذجا لدرجة كبيرة ،وفي اعتقادي انه جزء من سيناريو صراع الأجهزة الاستخبارتية في الأراضي اليمنية.
إن وجود أكثر من جهاز أمني تتشابه اختصاصاتها وغياب التنسيق فيما بينها في موضوع تبادل المعلومات وملاحقة العناصر الإرهابية بالإضافة لوجود قنوات اتصال مع الأجهزة الاستخباراتية الإقليمية والدولية غير رسمية ولا تتحلى بقدر من روح التعاون والشفافية كون تلك الأجهزة لها حساباتها ومصالحها الخاصة في عملية تبادل المعلومات وتوجيه التحقيقات باتجاه خدمة أهدافها يجعل من سيل المعلومات غير مجديا لعدم ارتباطه بقناة فلتره تعيد دراسة تلك المعطيات وعكسها على الواقع العملي والميداني في العمل ضد القاعدة،ويجعل القاعدة دائما متقدما بخطوة على الأجهزة الأمنية.