آخر الاخبار

سلطة الحوثيين في مأزق.. تحرك جديد لنادي القضاة في صنعاء بشأن رفض المليشيات إطلاق سراح القاضي المعارض عبد الوهاب قطران وزير الداخلية يزور مقر الأكاديمية العسكرية العليا بعدن ويشيد بأدوارها في تأهيل الضباط للمرة الثالثة..الشيخ حميد الأحمر رئيسا لرابطة برلمانيون لأجل القـدس في أول رد على الاساءات التي طالت الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. بن عبود يطالب قنوات العربية والحدث وmbc بالاعتذار ويوجه انتقادا لقيادات حزب الإصلاح مطار إسطنبول يحقق انجازا دوليا جديدا ويتصدر قائمة مطارات أوروبا عاجل : الإمارات تحذر من منخفض جوي ..  وعاصفة شديدة خلال الايام القادمة مصر تكشف عن خسائر مالية مهولة لإيرادات أهم مضيق بالعالم بسبب توترات البحر الأحمر اجتماع عربي إسلامي بالرياض يطالب بعقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير السلاح إليها الشيخ  محمد بن راشد يعلن بناء أكبر مطار في العالم بكلفة 35 مليار دولار العليمي: ''ندعم جهود اطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن لكن الوصول حاليا الى سلام صعب''

قلق آني على محك الوعي الثوري
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و 5 أيام
الأحد 01 إبريل-نيسان 2012 01:10 ص

بين الصواب والخطأ خيط دقيق كما بين الشك واليقين ،وشتان بين الوعي واللاوعي في تفكير الكائن اللامبالي بما يلف حياته من مفارقات قياسا بالإنسان الواعي والمدرك لأبعاد معادلة واقعية ضاربة جذورها في عمق المشهد الوطني القائم الذي نعيش تشظياته في هذه اللحظة الآزفة من ماضٍ يأبى الرحيل ،يقابله حاضر مثقل اذا لم يكن مصفد بقصوره الذاتي ،وكأننا بحاجة وثب جماعي الى المستقبل ،ولن يأتي هذا الفعل المنتظر بفعل ثوري قبل قبر الماضي وهذا _في رأي الكثير_ فعل مكلف وتغير غير عميق ،بالإمكان تجاوزه الى تحقيق الأفضل شريطة عدم الالتفات له مهما كان المبررات..

هذا لا يعني اخفاقاً جماعياً لعام ونيف من التضحيات الشعبية يتقدمه جيل ثوري حالم وغير مسبوق في تأريخ اليمن ،لكنها لعنة الظروف الموضوعية الضاغطة والمعيقة لأي فعل تحرري للخلاص من الماضي في بلد تدميه تعقيداته القاهرة للطبيعي والممكن حد الاستحالة لو لم نهندس ادواتنا ونصقلها كما ينبغي مهما كانت ثقتنا بزوال الشرور ،يقابلها حرص على دقة التصويب الآني والإستراتيجي لوطن في مهب ريح الاحتمالات السيئة ،وهذا ما يصيب الوعي العاطفي بالقلق المفزع ...

وقبل هذا ،علينا أن نعود الى الذات ،لكي نكتشف قدراتنا بهدف استثمار طاقتنا في اعادة الخلق المجتمعي والوطني ،لأن الثورة _أي ثورة _ تأتي على واقع مرفوض استمراره ،لذا لم تكن ثورتنا ترفا نخبويا بقدر ما هي انفجار شعبي هائل قلب المعادلات وقلب الطاولة على نظام عائلي حاكم عابث وبغيض ومعارضة كبيرة اغلبها مؤتلف وهدفها واضح وما تبقى مشتت التكوين وقاتم المسالك ..

كنا شعب مقموع ومقهور ،واخشى انكسار قد يقصم استقامة واقعنا المعاش لنعود الى مربع الهزيمة النفسية للجموع التي قهرت قاهرها المتوحش ،لذا بات من الضروري أن نجعل من خروجنا الى فضاء الحرية خروجا مباركا مهما تكالبت علينا الوقائع بفعل تعقيدات الواقع ،وأي تراجع للهمم او شعور ذاتي بالهزيمة ،سيفقدنا قيمة التحول التاريخي الذي انجزناها وضحى اطهر شبابنا لأجله وبالفعل ، بدأت عجلات التغيير بالتحرك ولو بسرعة بطئية ،وفقاً لحساباتنا الثورية ..

من يدرك كنه ثورتنا العظيمة ويستوعب معطياتها وما يحيط بها من مخاطر،يدرك بأنها حصيلة نهائية لنضالات، وتعبيرا لا نهائياً لطموحات شعب بمختلف توجهاته الفردية والجماعية ،وعليه فان التضحية كانت اعظم ،ولو اكتملت انتصاراتها بتحقيق كامل اهدافها ،فان جيل الثورة سيدرك بأن تضحياته لم تذهب هدراً ولم تنتهي آمالنا على جدار الأمر الواقع ...

لهذا وغيره ، من الطبيعي أن يعود كثيرون الى الذات في لحظة غير طبيعية تمر علينا في ظل مواصلتنا لرحلة البحث عن الإنسان والهوية التي طمرها الديكتاتور وحاول اختزالها بشخصه وعائلته بوقاحة قامعة ودموية غير مسبوقة ،بدليل تعامله الهستيري مع صحوة الشعب بحثا عن العدل والكرامة والحياة اللائقة ،ولم يكتف المستبد المخلوع عند تهديدنا بقلع العداد ،وردة فعله الانتقامية والهستيرية لم تخطر على بال أحد ،ومع هذا خاب ،وهو تجرع مرارة مقامرته الفاشلة بالوطن واستهتاره بدماء شعبنا العظيم ..

وكلما تقدمت بنا الأيام المقلقة التي ينغصها المخلوع بهذيانه المضحك ،يؤكد عمق مأساته النفسية بفعل خروجه القسري من السلطة ،يبدو المشهد العام في طريقة للتعافي وربما ما نعيشه هذه الايام من لحظات قلق من الآخر ،ليس بين القوى الفاعلة في البلاد ،ولكنها تصل الى التفكير والحسابات الفردية التي تذكيها مخاوفنا من طموحات استئثارية لهذا الطرف على حساب البقية ،وهذا ما تدحضه معطيات واقع يمر برضاء الجميع ولا يزال مواتيا لمن اراد اللحاق به من القوى الوطنية والأفراد غير المتورطين بجرائم القتل والحرب...

وعودة الى الإنسان المسكون بالقلق ،والذي يعد العامل المحرك والهدف المحتمل من ثورة التغيير في المجتمع ونظامه السياسي ،فلكل انسان تصوره الخاص للشأن العام المفترض أن يعيشه ،وإذا لم يستوعب الخاص فسيفساء المشهد العام او يلامسه ،يظل تصورا خاصا خاضعا للتغيير والتطوير لكي يؤسس مناخا ملائما للتعايش مع الآخر دون تصادم أو اختلاف يتسبب في تعطيل محركات الثورة الذي تدفع بقطار التوافق نحو المستقبل لإحداث التحول التاريخي والتغيير المنشود والمأمول من الجميع ..

وفي نهاية الأمر،تظل تحركاتنا الثورية محكومة بعمق وعينا بخروجنا التاريخي بثورة عارمة على الواقع ،وتجربة عام ونيف من مسار الثورة تشير الى أن مدى الوعي كبير جدا فاق توقعاتنا ،ويُبشر بالنصر النهائي لثورتنا العظيمة ولو بعد حين ،وليس لأحد سبب في طول الانتظار لهذه اللحظة التاريخية التي نعيشها وتغيراتها التدريجية ،ولو لم نشعر بأثرها المدوي قبل الآن، لكنها ستأتي ذات صباح قريب.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد مختار الشنقيطي
سياسة حَكايا شخصية عن العلَّامة المرحوم الزَّنداني
محمد مختار الشنقيطي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يوسف الدعاس
عبد المجيد الزنداني.. الظاهرة التي لن تتكرر
يوسف الدعاس
كتابات
عبد الحكيم العفيريالسياسي اليمني " ؟!!
عبد الحكيم العفيري
خليل القاهريعندما يظمأأيوب
خليل القاهري
محامي/احمد محمد نعمان مرشدثَوْرَةُ القُضَاةِ مُسْتَمِرّةً
محامي/احمد محمد نعمان مرشد
د. عقيل المقطرياللص الأكبر....
د. عقيل المقطري
مشاهدة المزيد