آخر الاخبار

نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة تصعيد عسكري في جبهات جنوب وشمال تعز ولحج وقوات ''درع الوطن'' تدفع بتعزيرات اضافية كبيرة خبر سار.. الشرعية تعلن تفويج ونقل حجاج اليمن عبر مطار صنعاء و4 مطارات اخرى دولية محكمة مصرية تقرر رفع إسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب عاجل.. انهيار غير مسبوق للعملة اليمنية أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' أسرع هدف وانجاز شخصي لرونالدو.. أحداث ساخنة شهدها ديربي الرياض بين النصر والهلال الكشف رسميا عن قصة الطائرة التي شوهدت وهي تحلق في سماء عدن لوقت طويل وما هو السبب

لا للغدر بثورتنا
بقلم/ وليد تاج الدين
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الأحد 03 يونيو-حزيران 2012 05:31 م

الوطن هو المكان والحيز الذي نجد فيه من الحقوق والمكتسبات ما لا يمكن أن نحصل عليه في أي مكان آخر من هذه الدنيا وهذا ما يجعلنا متميزين بالانتماء اليه.

وعند النظر في هذا الوصف ومحاولة اسقاطه على مفهوم الوطن فإننا نتغابى ونكون مخطئين خاصة وأننا لا نزال نحارب ونصارع كل شيء من حولنا فقط لأجل البقاء كحق يتمتع به حتى الحيوان في الغابة دون ان يتفضل به عليه احد, بينما توجد قوى وافراد في ذات الوطن شاءت لها الأقدار أن تصارع لأجل الاستئثار بكل جميل وذو قيمة في هذا الوطن.

فلاتزال معاناتنا قائمة من الجهل والفقر والمرض الذي قامت ثورة سبتمبر لأجل القضاء عليه حيث انخدع الثوار بنجاحها شكليا بتحول النظام الملكي الى جمهوري ورحيل اسرة بيت حميد الدين, لكن الصراع بدأ فعلا على السلطة بين رموز القبيلة وقيادات العسكر ووصلت صراعاتهم واختلافاتهم على تقاسم المصالح الى حد التصفية وكانت رموز القبيلة هي الأقوى في كل الصراعات ولم تفلح أي محاوله لتحجيمها وهذا ما يبرر تعامل الإمام في نظامه الملكي على الرهائن كسبيل لضبط القبيلة ومنع تمردها ولم تكن ثورة القبائل ضد الإمام الا للبحث عن دور في ديوان الحكم وفي الوقت الذي كان الثوار يبحثون عن الوطن وقاموا بالثورة كان رؤوس القبائل يتربصون بالثورة لينالوا منها.

ولهذا السبب ذهب الحكام بعد ثورة سبتمبر حاكما تلو آخر لأن القبيلة لم تجد مبتغاها منهم وتوقفت هذه الحلقة من الرؤساء عند صالح الذي كان اكثر قدرة على إدراك طرفي الصراع وعلى دراية بحاجة كل طرف, وكان صعوده للحكم من طرف العسكر مقبولا لدى القبيلة نتيجة ما استطاع ان يقدمه لها من طموحاتها مقابل التخلي عن الصلاحيات المخولة لأي رئيس آخر حتى أدرك رموز القبيلة والقوى العسكرية البارزة حينها أنهم لن يجدوا بديلا مناسبا يمنحهم من النفوذ ما قدمه لهم صالح وتحقق بهذا طموح الطرفين فأحدهم حالم بالظهور كحاكم والآخر حالم بالسيطرة على الثروة وممارسة النفوذ دون الحاجة لتحمل تبعات السياسة ومشاكلها.

وبينما تمكن صالح من الظهور وكأنه صاحب الأمر والنهي فقد كان ذلك مفيدا له في وقت ما لكن هذا اصبح لاحقا الخطأ الأكبر الذي لن يغفره له الشعب بسبب تكتمه طيلة فترة حكمه وعدم الإفصاح عن المتسببين بتدمير البلد والشركاء الحقيقيين له في تقاسم التحكم بشئون البلاد وثرواتها تحت طاولة حكمه.

وجاءت الثورة في وقت كانت القوى المستفيدة من حكم صالح قد بدأت باستشعار خطر انهيار منظومة صالح التي هم اهم اركانها الى جانب محاولات صالح الدفع بأقاربه وتلميعهم تدريجيا على حساب تلك القوى مما يهدد تلاشي نفوذها وضعف تمددهم على بر هذا الوطن وبحره ليجدوها فرصة للتخلص منه عبر تبني تطلعات الشعب وتأييد مطالبه وهي أخطر لعبة يمارسها العسكر ورموز القبيلة الذين شاركوا صالح تدشين حكمه وبالمثل ودعوه غير متأسفين عليه ومدعين البراءة منه ومن كل ما جرى إبان حكمه بعد ان كانوا يتلونون بذات اللون الأحمري الذي سرعان ما سحبوه منه فعفشوه ونفوا أي ادعاء للقرابة منه وبهذه اللعبة والتخلي السريع عنه انتصروا عليه وهي النقطة المؤلمة التي لم يستوعبها ربيع التغيير والتي لأجلها يسعى صالح بكل ما بقي له من جهد لتوضيح ما حدث لكن الصوت لم يعد مسموعا.

وبالفعل فقد كان الشعب وتحديدا رواد التغيير الذين كان لهم السبق في النزول الى الساحات اقل حيلة من هؤلاء القافزين على أكتافهم من الحزبيين والقبليين والعسكر الذين كان على الساحات ان ترفض دخولهم لأنهم لم يشتهروا سوى بالفشل السياسي سواء بمشاركتهم بالحكم او بادعائهم المعارضة لكن ذلك لم يحدث فهناك قوى دولية واقليمية لا تحبذ سوى دعم من يرعى مصالحها وستكون كارثة عليها لو استطاع الشعب ان يفرض ارادته الكاملة خارج اطار هذه القوى الباحثة عن المال وبالتالي فإن الظروف كافة كانت تقف الى جانب نفس القوى المشاركة لصالح والمتبرئة منه لاحقا.

أما الآن فلا عزاء للشعب اليمني في فقدانه اهم ثورة كان يعلق آماله عليها الا البحث عن وطن بديل يجد فيه من الكرامة والإرادة ما يمكن تحقيقه بعيدا عن هؤلاء, ويصبح الوطن حق متوارث للقوى التي تأبى الا ان تكون على رأس اي عملية تغيير كانت فعندها من القدرة والألوان الصبغية ما يكفيها لصبغ نفسها والتمازج مع أي لون قادم من ألوان التغيير لتصبح في قمته وهنا فقط تجلت حكمة هذه القوى بينما تجلت حماقتنا كشعب مغلوب عاطفي يصدق ما يقال ويكذب ما يحدث امام عينيه وحينها سنظل باحثين عن الوطن الذي لم نجده حتى الآن.

tajwalid@gmail.com