آخر الاخبار

منتخب اليابان يتخطى العراق ويبلغ نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين

قارئ الفنجان
بقلم/ سام عبدالله الغباري
نشر منذ: 8 سنوات و 8 أشهر و 9 أيام
الخميس 20 أغسطس-آب 2015 11:57 ص
- في تعز اليمنية ، شارع قديم إسمه 26 سبتمبر كناية عن ثورة الضباط الأحرار على الحكم الإمامي في العام 1962م ، بعد إلتئام شطر اليمنين إلى يمن واحد ، صار إسمه شارع الحب ، لكثرة العشاق الذين يرتادونه ، يسمعون كل شيء يبعث على البهجة ، تلك كانت لغة الحياة في ثمانينيات القرن الماضي ، حيث الحلم الجميل يتقدم بأغانٍ انيقة وطربية ، ينضح الحب من أسوارها ، وتتقدم الورود والأزهار العبقة قبل رجال القبيلة ، تختصر العناوين أكثر ما يمكن افتداءه من حب الوطن ، وعلو المصابيح ، ورونق السعادة ، تخلت اليمن عن كل أيام الكآبة ، وتقدم الحلم الوطني بعناق الأشقاء في أكثر ملاحم الحب أسطورية وفداءً وتضحية ، رُفع العلم الجديد من عدن ، وخرجت اليمن ترقص ، خرجت النسوة والأطفال والرجال والشيوخ ، خرج الطلبة والأطباء ، تدافعت الفتيات إلى الشوارع وإلى الجنوب الذي صار بعضاً مِـنا ، بحثن عن وجه آخر لجنة عدن ، كنت صغيراً والوحدة تكبر ، علي عبدالله صالح يعانق البيض ، شارب الأخير الكث علامة مميزة للكنة الجنوبي الحضرمي ، الصحف كلها تقول أن اليمن يفاجئ العالم بوحدته ، وأمله الإستراتيجي يدفع العرب نحو المعرفة البصيرة بجماليات الحب ، والسمو ، والتفاؤل ، وكأي حورية مليحة خرجت اليمن إلى اليابسة ، تقرأ فنجانها ، وعبدالحليم حافظ يغني رائعته التي لم يسمعها الكثيرين ممن خلقوا بعد الوحدة ، يقول بأنغام لا مثيل لها ، وألحاناً اقتطعت من سحاب الله ، ومن مقام النهاوند ، يشدو كمن لم يتعثر بشيء ، ينساب صوته الصافي كشلالات بني مطر ، ويذهب مع أمواج المخا الهادرة إلى العمق ، يغوص في عمق البحر العربي ، ويرشدنا بأنه لم يعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزاننا ، وقد حدث ذلك بعد أربعة أعوام من الوحدة ، كان القتال السبب الوحيد للمعركة ، الرغبة الجوفاء في النيل من اليمن الشمالي ، دفعت الإماميين إلى اختلاق قصة العداء بين أطراف العمل السياسي الجديد ، من يومها ونحن نتغذى على خيارات الوحدة أو الموت !.
- يعود حليم بالناي وتقاطيع وجه محمد الموجي ، وكلمات نزار قباني في رسالة لولده بتأكيد بقاء الحب كأحلى الأقدار ، يا إلهي ، حين ينتهي من آخر امتدادات القدر ، كيف يتغلغل اللحن في الدم ، يصل إلى القلب بلون الورد ، وببهجة العطر ، تشعر أن ما يجري في عروقه هو الرحيق الباريسي الفخم ، ويثور كل شيء حين تقتحم المرأة جزء القصيدة المذهل ، يُـسبّح "حليم" ربه ، ويستمر في وصف معشوقة السحر والسلام ، لو أن الحوثيين استمعوا لمثل هذه الأغاني ما رفعوا بندقية واحدة في صدورنا ، ولكان مؤتمر الحوار الوطني الذي عـُـقد قبل عامين في فندق "موفنبيك" بالعاصمة المحتلة صنعاء فرصة لممارسة الحب العلني ، إلا أن كل أعضاءه لم يكونوا سوى امتداد آخر لهمجية الشارع الذي يمور بالفوضى والزوامل القبلية وقصائد الثأر ، ولطميات أنصار الحوثي ، كان كل شيء مشحون في الصدور والنفوس ، وانتهى الأمر إلى أن صار الحب أطلالاً كما هو الحال في شارع تعز الشهير .
- اجعلوني رئيساً ، وقفوا احتراماً لكل تلك القرارات التي سأكتبها ، سألغي الجيش ، وانثر النساء الاسكندنافيات في كل الشوارع لضبط الأمن العام ، سأنصب صوامعاً طويلة وأثبت عليها مكبرات الصوت العملاقة لنقل أغاني عبدالحليم حافظ ، وسيلين ديون ، شاكيرا ومحمد عبدالوهاب ، سأمنع اللباس التقليدي ، لا جنبية لا زوامل ، لا سلاح ، لا ثياب ، لا أزياء رسمية ، أغنية نانسي عجرم : لون عيونك .. نشيدنا الوطني الجديد ، عند رأس كل شهر سأجعل الساحات العامة أماكناً للرقص ، والغناء ، وقصائد الغزل ، كل أعضاء حكومتي نساء جميلات من نيوزلندا ، سأنظم مسابقات لملكات الجمال ، وأمنع أي اعتراض يرفعه رجال الدين الذين سأشنقهم كلهم ، بلا استثناء ، سألغي كل مواد الدين والمذاهب وكتب التاريخ الإسلامي التراثي ، سأطبع الكثير من دواوين العصر الجاهلي ، وقصائد يزيد بن معاوية ، واقيم مدارس تحفيظ الغناء ، والفن ، سأجعل اللون الوردي منتشراً في كل مكان ، سأنثر العاطفة والحياة ، سأغني معكم كل الأغنيات ، ولن اسمح بأي اعتراض ، سأمارس ديكتاتورية الحب ، وغيرة الوطن .
- كل الذي تعلمناه وحفظناه منذ ألف عام لم يقدم لنا شيئاً سوى الكوارث والدماء ، كل النصوص التي نعتقد بقدسيتها ، جلبت لنا الحمقى والمقاتلين ، ستكون اليمن شيئاً آخر حين يغزوها الحب والقصيدة والغزل ، حين تترجم العاطفة سيختفي الإحتقان ، ظمأ القلوب أورث جفافاً قاسياً في كل شيء ، حتى الأبوة صارت مفقودة ، ذلك المعتوه من "بني حشيش" يقول لسيده الحوثي أنه سيقدم أولاده الستة قرباناً لعبوديته الأسيرة ، هذا هو الخلل المزمن في علاقتنا بالحب والسلام ، واعتباره عيباً يجرح الرجولة الموبوءة .
- أنا أقرأ الفنجان مع عبدالحليم حافظ في مساء يجمعنا معاً ، وقد انتهيت إلى ما أنتهى إليه في خاتمة معزوفته الشهيرة ، أن فاقد الحب مفقود .. مفقود .. مفقود .
-   .. وإلى لقاء يتجدد .
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالخالق عطشان
مأرب في حضرة الشيخ الزنداني
عبدالخالق عطشان
كتابات
د. محمد جميححلال على الشاطر
د. محمد جميح
علي العقيليمأرب لن تتحرر
علي العقيلي
هادي أحمد هيجاستراتيجية الحوثي
هادي أحمد هيج
مشاهدة المزيد