آخر الاخبار

“مأرب بارك”.. أوّل “مول” تجاري “مفتوح” في محافظة مأرب بمواصفات عالمية عدن..البنك المركزي يعقد اجتماعاً استثنائياً وهذا ما خاطب به البنوك في مناطق الحوثيين وزارة الداخلية تدشن البرنامج التدريبي لموظفي أمن المنافذ بدعم سعودي في ثالث حالة من نوعها خلال ثلاثة أشهر. وفاة مختطف في سجون مليشيا الحوثي بعد 7 سنوات من اختطافه السفير الأمريكي يناقش قضايا المهمشين والأقليات في اليمن مع الحذيفي أول رد من حركة حماس على أوامر محكمة الجنايات الدولية بإعتقال قادة في المقاومة المبعوث الأممي إلى اليمن يلتقي بعدة أطراف خليجية ودولية في العاصمة الرياض لدفع بالوساطة الأممية منظمة صدى توجه مناشدة عاجلة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وتحذر من الإجراءات القضائية غير القانونية التي تطال عدد من الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان في اليمن من عثر على موقع حطام طائرة الرئيس الإيراني؟ هناك روايتين الإعلان عن أكبر صفقة طائرات في تاريخ السعودية ومطار ضخم يستوعب 120 مليون مسافر

اليمن الذي كان سعيدا
بقلم/ أ. د. صالح عبدالرحمن المانع
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
السبت 12 سبتمبر-أيلول 2009 09:30 م

تمر جمهورية اليمن وشعبها في الوقت الحاضر بأزمة عصيبة، بدأت بشكل اقتصادي، ثم أصبحت ذات أبعاد سياسية وإيديولوجية. ولا شك في أن اليمن يعد اليوم واحدا من أفقر عشرين دولة حول العالم، وقد زاد من هذا الفقر وحدته، غلاء الأسعار الذي عانت منه بلاد كثيرة منذ أكثر من عامين، ثم تلا ذلك تراجع أسعار النفط نتيجة الأزمة المالية العالمية، مما أصاب اليمن في مقتل، حيث يمثل النفط حوالى 75 في المائة من إيرادات الحكومة اليمنية. وبالرغم من أن اليمن لا ينتج إلا كميات قليلة من النفط تصل إلى حوالى ثلاثمائة وستة وثلاثين ألف برميل في اليوم، إلا أن تراجع أسعار النفط قد أجبر الحكومة اليمنية لتقليص الإنفاق الحكومي إلى النصف تقريبا، في ميزانية العام الحالي.

واليمن الذي نعتقد خطأ أن معظم مواطنيه من الفلاحين، لا نجد أن الإنتاج الزراعي يمثل فيه سوى حوالى 19في المائة من الدخل القومي، بينما يمثل النفط والغاز وغيرهما من الصناعات الأولية حوالى 52 في المائة.

ولما كان معظم المواطنين يعتمدون على الدعم الحكومي المباشر وغير المباشر، سبب ذلك زيادة كبيرة في مستويات الفقر، حيث يعاني 35 في المائة من السكان من الذكور من البطالة.

وبالرغم من أن إنتاج النفط لا يكفي لسد حاجات هذا البلد المكتظ بالسكان، فإن الإحصاءات المتاحة من البنك الدولي ومن مصادر موثوقة أخرى تقول بأن آبار النفط اليمانية ستجف تماما، ما بين عامي 2017 و2020م بمعنى آخر فإن حجم إنتاج النفط سيتراجع في الوقت الحاضر، وحتى عشرة أعوام قادمة.

ويبقى الغاز هو الأمل المستقبلي الوحيد لليمن، حيث بدأت شركة توتال الفرنسية في التنقيب عن الغاز وتطويره منذ صيف هذا العام مدشنة مشروعا للغاز تبلغ قيمته أربعة مليارات من الدولارات.

الموارد المالية الضعيفة في اليمن ليست هي الإشكالية الرئيسية، ولكنها تدفع بإشكالات سياسية وإيديولوجية إلى الظهور. وما المشكلات الحاضرة من صراع سياسي ودموي في صعدة، وحركات انشقاقية في الجنوب، إلا ملمح واحد من ملامح المشكلات في هذا البلد. وإذا ما استثنينا ما تقوم به القاعدة، والعبء الاقتصادي الذي تمثله أعداد المهاجرين من الصومال وغيره من بلدان القرن الإفريقي، لشعرنا بفداحة هذه المصاعب التي تواجه هذا البلد.

إشكالية الحوثي والتي يقال إن لإيران يدا فيها، تشيع جوا من الاضطرابات، كما تشيعه الحرب الحالية في صعدة، أو الجولة السادسة منها التي راح ضحيتها الآلاف من المواطنين، واضطر أكثر من خمسة وثلاثين ألفا من سكان المناطق الشمالية، إن لم يكن أكثر، إلى النزوح نتيجة للعمليات العسكرية في المناطق الشمالية.

اليمن في حاجة إلى الاستقرار، بقدر حاجته إلى المعونة والدعم الاقتصادي الخارجي، وربما يأتي هذا الدعم من دول الخليج العربية، ومن الدول المانحة الأخرى، ولكن الاستقرار السياسي لن يأتي إلا بجهود عربية خيرة تضمد الجراح، وتجلب المتصارعين إلى كلمة سواء تكون فيها حياة الناس أعظم وأغلى من كل شعار زائف آخر..

اليمن بلاد العرب الأولى، ومنه انبثقوا في أرجاء العالم العربي منذ الأزل، والأمل أن يعود اليمن سعيدا كما كان من قبل.