آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

ما هكذا نذود عن الوحدة يا صحيفة الوحدة..!
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 26 يناير-كانون الثاني 2010 08:09 م

لا أدري هل يعتقد الكاتب الذي بدّل آيات الله-عز وجل- بكلماته ومُسمياته الخاصة عبر مقاله في جريدة الوحدة، بأنه بذلك العمل الشنيع والمُقرف قد يُقنع مواطن واحد من الذين يُطالبون بالانفصال بأهمية الوحدة اليمنية أو بما يؤمن ككاتب؟

هل يعتقد بأنه قد أفحم وأخرس المدعو علي البيض، وأثبت فشله ودحض أكاذيبه هو وزمرته المُرتزقة في الخارج، عندما بدّل كلام الله العظيم بكلام عبد ذليل مثله ؟

هل يعتقد هذا المُخرّف المُحرّف لكلام الجبّار بأن من يُتابعون مقالاته قد استحسنوا إسفافه؟ هل يعتبر نفسه فارساً قد قام بعمل الفرسان وأنه دافع عن الوطن بمثل تلك الكلمات؟!

ثمة جدل حول ما نُشر في صحيفة الوحدة العدد961، فيما أن يكون كلام الكاتب الذي صاغ بعض الجمل في مقالته بنفس نسق سورة "الفيل" كاملة مع تبديل بعض الكلمات الخاصة به؛ عبارة عن تجاوز على كتاب الله الكريم.. أو أنه مُجرد استعراض بلاغي مُقتبس من القرآن مادام صاحبه لم (ينوي) تبديل الآيات الكريمة من باب الاستهزاء بالقرآن الكريم وبالله عز وجل كما حرّفه مسيلمة الكذّاب وبالتالي لا جناح عليه..! لكني أعتبر هذا الفعل سقوط كبير للكاتب المحسوب على المدافعين عن الوحدة، وهو-والله- أكثر من يضرونها إضافةً للضرر الذي يقدمه لنفسه في دنياه وآخرته عندما تجرّأ وجعل نفسه قادراً على مُجاراة أو حتى تقليد نسق كلام الله المُقدّس بطرحه الخالي من أي قيمة ثقافية أو دلالة سياسية..

العبد لله همدان واحد من ملايين اليمنيين البسطاء الذين –ربما- لا يرتقي تفكيرهم إلى مُستوى تفكير وثقافة هذا الكاتب الذي لا أعرفه ولا أقرأ له؛ لكني وغيري من البسطاء نستحقر مثل كاتب هذه الكلمات بكل ما تعنيه كلمة استحقار من معنى، مهما علت ثقافته وارتفع شأنه، وأياً كان نسبه وهدفه من هذا الفعل، إلا أن يُذعن بأنه أخطأ، و يُعلن بأنه تاب، وكلنا خطاءون والله غفور رحيم.

أخطأ هذا الواهم إن اعتبر كلماته انتصاراً لليمن ووحدته، والحق يُقال بأن ما كُتب قد أثار الناس، بل أن البعض ما فتئوا في تحميل الوحدة وزره وتجاوزه، بالرغم أنه لا شأن لها فيه، فليست- الوحدة اليمنية- من بقية أهل الكاتب كي تتأثر بأفعاله، كما أن الوحدة كما قلنا مرارا لا تأكل ولا تشرب ولا تسرق ولا تنهب ولا تحرّف ولا تنتسب لفرد أو فئة..

نوقن بأن الوحدة اليمنية حسناء طاهرة لا تحتاج منّا أن نكذب أو نُحوّر أو نستخدم أي وسائل قذرة لتجميلها كما يستخدم أعداء الوحدة بعض الطرق القذرة لتجميل مشروع الانفصال وتقبيحها.. الوحدة اليمنية تحتاج إلى من يُحققون الحق ويُبطلون الباطل، وليس إلى من يلبسون الرذائل لباس الفضائل.. الوحدة تحتاج إلى من يؤمنون بقدسيتها وأهميتها، وليس لمن يتغنون بالوحدة، وهم يلهثون وراء المصالح الآنية والمكاسب المادية والمعنوية الذاتية..!

على الاعلاميين أن يعوا جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فكل ما يكتب ويُقال في لوحٍ محفوظ وسوف يُحاسبون على كل حرف في آخرتهم.. كما أن الإعلام سلاح دنيوي ذو حدين، فإما أن يقوم بتعبئة الشعور العام في الوطن لصالح الوطن، عن طريق رصد وتوجيه اتجاهات الرأي والقناعة في الوطن بشكل ايجابي، وإمَّا أن يقوم-الإعلام والإعلاميين- بتهييج الشعور العام وإثارته سلبياً على الوطن.. وهنا يجب القول أن ما كتبه هذا المخدوع بنفسه في صحيفة الوحدة، ما هو إلا نموذج حي من نماذج الخطاب السياسي والإعلامي الأرعن الغير مسئول، والذي يُساعد على تأجيج مشاعر الغضب في حين أننا اليوم في أمس الحاجة إلى كبح جماح الحنق لدى كثيراً من الناس، وهذا الإدراك يلزم الساسة والإعلاميين على السواء أن يكون خطابهم السياسي مدروساً ودقيقاً، وأن يكونوا بقدر كاف من الوعي والنضوج والحكمة والمسؤولية والقدرة على تأمل العواقب المستقبلية لكل كلمة يقولونها أو ينقلونها إلى شعبنا اليمني المُسلم المحافظ العاطفي، لاسيما في ظِل وجود مرضى يتصيدون الأخطاء ليس لتقويمها بل لاستثمارها وترويجها وتعميمها.. كما يجب على صناع القرار الإعلامي أن لا يتهاونوا في مُحاسبة ومُعاقبة أصحاب هذه الزلات، لأن مثل هذه التجاوزات تُعبّر عن انهيارات دينية وأخلاقية نحن جميعاً محاسبون أمام الله عليها، زد على ذلك أن مثل هذه السقطات تُكبِّد الوطن خسائر كبيرة والله المُستعان على ما يفعلون.

Hamdan_alaly@hotmail.com