الأسوشيتد برس تكشف عن الطرف المتورط في اشعال أزمة كهرباء عدن المفاوضات في طريق مسدود.. هنية يتحدث عن مشهد غير مسبوق في التاريخ.. ويكشف عن توافق مع مصر طارق صالح : معركتنا مستمرة ضد المشروع الإيراني وأدواته حتى استعادة الدولة ودفن خرافة الولاية بعد مزاعم عن غيابه.. حسم موقف الشناوي من مباراة الأهلي المصري والترجي التونسي مشروع سري لإيقاف دوران الأرض.. تفاصيل لحظة تعرض أمريكا لضربة نووية وكالة بلومبرج الأميركية تكشف عن أسباب منع الحكومة إصلاح كابل الإنترنت الرئيسي الذي تضرر في البحر الأحمر خطاب ناري للرئيس أردوغان متوعدا نتنياهو وإسرائيل عن كل قطرة دم بغزة هذا ما قام به مشرف حوثي مع 6 أطفال فرو من احدى المراكز الصيفية الحوثية قد تصل إلى 7 أو 8 درجات...العالم الهولندي يحذر من زلازل مدمرة ستقع الأسبوع المقبل تشمل تعيينات وإعفاءات.. الملك سلمان يصدر أوامر ملكية “عاجلة” في السعودية
حينما أحرق الشاب التونسي (محمد البوعزيزي) جسده في إحدى نهارات ديسمبر المنصرم، لم يكن ليدرك بأن ما أقدم عليه سيكون الشرارة الأولى التي أوقدت الزمن والأفئدة في مدن وبلدات تونس وساحاتها، ولم يكن ليدرك بأن جسده المشتعل سيكون سبباً لتحول الفصل القارص البرودة إلى شتاء ساخن وحار ..حتماً ترك هذا الحدث التونسي الخطير ،ولسوف يترك – شئنا ذلك أم أبينا- أثراً في نفوس الناس، وعقولهم، وسلوكهم، على امتداد الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج ،فهنالك ألف ألف عربة خضار تُصادر، وألف ألف روح يُغمطُ حقها،وألف ألف سلوك سلطوي يضيَّق سبل العيش على الشباب، ويغلق أبواب الأمل في وجوههم، وهنالك الكثير من الممارسات المهينة ،التي تنتهك حق الإنسان في الحياة ،وحقه في التعبير عن أرائه، وحقه في الكرامة ،وغير ذلك الكثير..
فهل نحتاج إلى أجساد محترقة كي نلتفت إلى حقوق الناس،ومعاناتهم ؟؟..العاقل الحكيم من اعتبر بغيره، والدرس التونسي مازال طازجا أمام الجميع، فصبر الناس لن يستمر إلى الأبد، خاصة بعد أن رأوا، وشاهدوا بأم أعينهم ثورة نقلت إليهم عبر الهواء، لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، بفضل حداثة الاتصالات، وتقنية المعلومات، وقنوات البث الفضائي المفتوحة على العالم ،،
ومع أن الثورات لا يمكن تصديرها،غير أنها معدية كفيروسات الأنفلونزا يمكن لها الانتشار عبر الهواء الملوث بشيوع الظلم وغياب العدالة الاجتماعية ، وانتهاك الحريات العامة،،
إن المراهنة على العصا الغليظة ،والحلول الأمنية، وعسكرة الحياة المدنية،كل ذلك لن يجدي نفعا حينما يضطر الناس إلى تقديم التضحيات، فالجياع والفقراء ،وهم وقود الاضطرابات الاجتماعية، لن يكون لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم وآلامهم ومعاناتهم، فليحذر، وليعتبر أولي الألباب !!
ما قد يقبل اليوم ويعتبر مكرمة وشهامة ،بل بطولة وجسارة يشكرُ عليها الحكام، وتحسب لهم وترفع من قدرهم، ورصيدهم في قلوب مواطنيهم، لربما لن تقبل منهم غداً، وستعتبر تنازلاتهم حينئذ ضعفاً، وتوبة مغرغر ،ووعوداً في الهواء،وتلك كانت قصة رئيس تونس ،فما كان يمكن قبوله من (زين العابدين بن علي) قبل شهر فقط، لم يقبل منه في اللحظة الحرجة،،كان الأوان قد فات،إذ أزفت ساعة الرحيل !!..
* نائب برلماني
baridughaish@yahoo.com