السبع المدهش سيف العسلي للمثيل 1-3
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

غني عن التعريف ان الكاتب عبد الملك المثيل واحد من أهم كتاب موقع مأرب برس وواحد من أهم الشخصيات اليمنية المعارضة في المهجر -الولايات المتحدة الإمريكية... أثرى المثيل موقع مارب برس بباقة من المقالات السياسية الرائعة يدور معظمها حول رموز النظام وادواته وكذا رموز الضعف والهزيمة والخذلان في احزاب اللقاء المشترك، ذلك ان المثيل معارضٌ مستقلٌ وثائرٌ على ادوات الإنحراف السلطوي من جهة وعلى وجوه الخنوع البائس للمعارضة الرسمية المهزومة من جهة أخرى، من غير مواربة او مداهنة..

  تحدثت في أول حلقة من(المثيل كاتباً سياسياً) انه ليس كل عضو في احزاب المعارضة معارضٌ بالضرورة...، غير أن المثيل يأتي ضمن قائمة المعارضين العالميين والأحرار الذين يرفضون هزائم المعارضة العربية واليمنية لنفسها، تحتسي اثداءها بائسةً خانعةً لأنها رضيت بهوان المبادرات والمساومات وعجزت في كثير من المواقف ان تقول كلمة ( لا) كحال احزاب المعارضة اليمنية التي تجر اليوم على نفسها الف لعنة والف هزيمة...

لكن ادوات السلطة الفاشلة هم ابداً تحت مرمى نيران المثيل، تحرقهم وما يزعمون من ألقاب رنانة –كما قرأنا في الحلقة الماضية من تحليل لرائعة المثيل (لو كان الفقر صنماً لأكله الإرياني).. ان مقالة المثيل (السبع المدهش سيف العسلي)-مثلاً- رائعة من روائع النقد السياسي لأدوات السلطة والمدافعين عن رموزها الكالحة التي عرف الشعب حقيقتها(اي حقيقة الحكام) كنصابين ونهابين للشعوب..

أهم عنصر مؤثر في النص- اعلاه- كيف ان البروفيسور والمتعلم الجهبذ الذي تعول عليه الأمة في التغيير يبيع نفسه كمداح رخيص للحكام الجهلة من جلادي الشعوب وممن اشتهروا بالنصب والاحتيال والفساد...

سأقف في هذه الحلقة عند هذه النقطة فقط لنرى كيف صار البروفيسور (السبع المدهش) يدور حول العالم في ثمانين يوماً، (البروفيسور الفشفشي الذي يعرف كل شي)- صار هذا "الأ لف دال" سبعاً مدهشاً للقراء في الدفاع عن مملكة (زعبور) في مسلسل "سنان" للأطفال... هل هو بيعٌ للذمم؟؟ وممن ؟؟ من "الألف دال البروفيسور" الذي غدا منافحاً كـ سبع مدهش حول العالم في ثمانين يوماً عن نظام اشتهر رموزه بالنصب والفساد..

العنصر المؤثر ابداعياً وفنياً في هذا النص للمثيل هو الصورة الكاريكاتورية للسبع المدهش، يذكر القارئ بحلقات كرتونية للأطفال بحيوان اسمه السبع المدهش(بطل المسلسل) يلبس كوت وكرفته وله ذيلٌ ملتوٍ يطوف حول العالم ويأتي بالعجائب مدهشاً للناس (عودوا الى مسلسل الأطفال السبع المدهش)..

"..... بعد عودته الى المعرض وجد سيف العسلي جسده واقفا في مؤخرة الطابور فلم يتمالك نفسه من هول المنظر خاصة أن مسألة العودة من جديد وتجاوز الرقاب المنحنية في الطابور لم يعد امرا سهلا فالحاكم في نفسه شئ وذلك يعقد الامور اكثر وبقائه في الطابور بدون حراك يعني عدم عودته الي اي منصب ولوانتظر الف عام ومعنى هذا ان عليه لفت نظر الحاكم من خلال التكفير عن ما اغضبه ومحاولة نيل رضاه من جديد.

بخبرتة التي أكتسبها خلال خروجه الأول من المعرض آمن سيف العسلي بالمثل القائل"ما خاب من استشار"فلم يجد أفضل من شخصيات مقربة من القصر الرئاسي , حيث كشفت تلك الشخصيات أن فخامة الرئيس متضايق جدا من المعارضة ,وأن أقرب الطرق لتجاوز الصف الطويل مهاجمتها بسبب وبدون سبب واتهامها بكل مصائب اليمن,وأكواد له أنهم سيعينوة ويساعدوة فهم من الناس الذين يؤثر فيهم"العيش والملح"لذلك سيفتح له ابواب الوسائل الأعلامية الحكومية خاصة صحيفة26سبتمبروما عليه سوى توجيه لكماته القوية الى صفوف المعارضة فذلك حسب تلك النصائح خير وسيلة لنيل رضا الرئيس من جديد وأفضلها للخروج من المعرض والعودة الى المنصب...."

المشهد الآن مع السبع المدهش وقد فقد منصبه، تصيبه الحيرة ماذا يفعل! كيف يعود الى سابق عزه كوزير! مالذي يجعل فخامة الرئيس سعيداً ليرضى عنه ويعيده الى سدة الضوء !! هذه الحيرة تصوير كارتوني ناجح بفنية تصويرية عالية يرسم صورة السبع المدهش من الداخل ويشرح نفسيته كأن القارئ يراها...السبع المدهش مأزوم بعد خروجه من مكتب الوزارة، السبع المدهش مصدوم، السبع المدهش يبحث عن وسيلة.. هل بإمكان السبع ان يعود الى منصبه وكيف !!

"..... بعد عودته الى المعرض وجد سيف العسلي جسده واقفا في مؤخرة الطابور فلم يتمالك نفسه من هول المنظر خاصة أن مسألة العودة من جديد وتجاوز الرقاب المنحنية في الطابور لم يعد امرا سهلا فالحاكم في نفسه شئ وذلك يعقد الامور اكثر وبقائه في الطابور بدون حراك يعني عدم عودته الي اي منصب ولوانتظر الف عام ومعنى هذا ان عليه لفت نظر الحاكم من خلال التكفير عن ما اغضبه ومحاولة نيل رضاه من جديد.

بخبرتة التي أكتسبها خلال خروجه الأول من المعرض آمن سيف العسلي بالمثل القائل"ما خاب من استشار"فلم يجد أفضل من شخصيات مقربة من القصر الرئاسي , حيث كشفت تلك الشخصيات أن فخامة الرئيس متضايق جدا من المعارضة ,وأن أقرب الطرق لتجاوز الصف الطويل مهاجمتها بسبب وبدون سبب واتهامها بكل مصائب اليمن,وأكواد له أنهم سيعينوة ويساعدوة فهم من الناس الذين يؤثر فيهم"العيش والملح"لذلك سيفتح له ابواب الوسائل الأعلامية الحكومية خاصة صحيفة26سبتمبروما عليه سوى توجيه لكماته القوية الى صفوف المعارضة فذلك حسب تلك النصائح خير وسيلة لنيل رضا الرئيس من جديد وأفضلها للخروج من المعرض والعودة الى المنصب...."

".... استمع العسلي الى النصيحة الذهبية وانطلق كالسهم نحو الوسائل الأعلامية المملوكة للرئيس وبدأ في شن هجومه الساحق على اللقاء المشترك بأسلوب خالي من المعايير الصحفية والنقدية والموضوعية ,وذلك ما أكده كل موضوع للعسلي مع ملاحظة أن تلك المواضيع الركيكة تميزت بالاستخفاف بالوطن وأهله ,ولأنه يعلم جيدا أن أحدا لن يصدقها فقد سعى الى الاستشهاد بقصص كاذبة لعله من خلالها يقنع الناس بصدق ما يقول كما في موضوع متى يعي هولآء

مع كل موضوع ينشر لسيف العسلي في وسائل الأعلام الرئاسية يذهب الى النوم وجعبته مليئة بأحلام اليقظة ,فهو بعد قضاء يومه مفرود العضلات منتفخ الصدر نتيجة نشر مواضيعه"المدمرة"يحلم بأنه سيستيقظ وقد انتهت المعارضة تماما ,فالإصلاح تحطم والاشتراكي انتحر,والناصري تدمر,والحق توهدر,واتحاد القوى تبخر والساحة أصبحت خالية تماما لحزب الرئيس الذي يقدمه للجماهير قائلا لهم لولا هذا البطل العظيم لما رحل أعداء الوطن ,وحافظنا على منجزات الثورة ,وحمينا مكتسبات الجمهورية,ورسخنا الوحدة فيا أيها"بكسر الياء"الجماهير من صعطة الى المهرة حيوا معي "السبع المدهش"سيف العسلي..."

يرسم المثيل المشهد الثاني للسبع المدهش بعد الإهتداء الى طريقة تخرجه من محنته (اقصائه من كرسي الوزارة وكيفية الوصول اليه من جديد !!).. الآن السبع المدهش يبدأ العمل بالنصيحة، ومن أول لحظة ومن دون تردد يبدأ السبع المدهش يشحذ قلمه ويصوب تخويناته لأحزاب اللقاء المشترك، حزباً حزباً وأنهم وراء كل فساد ونصب في البلاااااااااااااااااد ... السبع المدهش يبدأ بكتابات (مقالات مدمرة) ليأتي بالأكثر عجباً عن احزاب المشترك وبالأكثر ادهاشاً، فلا غرو ان أتى بكل ذلك ادهاشاً فهو بكل جدارة (السبع المدهش سيف العسلي)..

خلاصة هذه الحلقة من تحليل ونقد هو نجاح الكاتب المثيل في رسم مشاهد كارتونية ساخرة للسبع المدهش..

**

يتبع الحلقة القادمة

شاعر وناقد ادبي

a.monim@gmail.com

       
في الجمعة 24 يونيو-حزيران 2011 04:17:11 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=10791