توكل إلى نوبل وصالح إلى غينيس
عبد الملك العامري
عبد الملك العامري

للعام 2011 م نكهته الخاصة لدى كل أبناء اليمن قاطبة في الداخل والخارج ويعزى ذلك إلى أن اليمن شهدت فيه تحولات كبيرة كان أولها قيام الثورة الرائعة السلمية وآخرها حصد أعلى جائزتين على مستوى العالم فالجائزة الأول نوبل للسلام كانت من نصيب الحقوقية المتميزة والثائرة الحرة توكل عبد السلام كرمان والتي نالتها باستحقاق وجدارة منقطعة النظير ناظلت من أجلها أكثر من 6 سنوات فقط لتتوج بهذا اللقب العالمي والذي يفخر به كل أبناء اليمن

أما الجائزة الأخرى ( دخول موسوعة غينيس ) وكانت من نصيب الزعيم الفارس

علي عبد الله صالح والذي نالها باستحقاق وجدارة منقطعة النظير كذلك غير أن الرئيس صالح كافح من أجل نيل هذه الجائزة طيلة أكثر من 30 عاماً فتعالوا بنا وبجولات سريعة نلقي نظرة سريعة على استحقاقات كلا الجائزتين

أولاً : كرمان نالت جائزة نوبل للسلام لأنها دافعت وبصرامة متناهية عن حقوق الإنسان وتبنت قضاياه رغم أن إمكانيتها المادية شبه معدومة تماماً واعتمدت في ذلك على إمكانيتها المعنوية فقط في الوقت الذي دافع فيه صالح عن كرسيه طيلة 34 عام مسخراً كل إمكانياته المعنوية وإمكانيات الدوله المادية وبهذا استحق أن يدخل موسوعة غينيس كونه حقق رقماً قياسياً لم يسبقه بها في العالم أحد سوى ملك ملوك أفريقيا فقط

ثانياً : كرمان نالت جائزة نوبل للسلام لأنها ركضت وراء منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية للتعريف بقضية المواطن اليمني وما آلت إليه الأمور من قمع للصحافة وإجهاض للحريات في الوقت الذي ركض صالح وراء أمريكا والدول العظمى لتحريف سمعة المواطن اليمني ابتداءً من وصفه بالإرهابي وانتهاءً بوصفه بالقنبله الموقوته وهذا رقم قياسي آخر لأنه لم يستثني أحداً حتى مقربيه

ثالثاً : كرمان نالت نوبل للسلام لأنها طيلة 6 سنوات وهي تنادي بالديمقراطية الحقيقية والحوار البناء على طريقة ( احترام الدستور والقانون ) بينما صالح منذ أكثر من 30 عام وهو ينادي بالديمقراطية والحوار ولكن على طريقة ( نجم لي ونجمي الأسد ) .

رابعاً : كرمان نالت نوبل للسلام لأنها تملك وجهاً واحداً وقد كشفته للعالم بأسره وعرفها القاصي والداني بهذا الوجه فقط بينما صالح كل يوم يكشف عن وجه يختلف عن الآخر ومن كثرة التقلب والتنكر ظهر رقما كبيراً ليس من السهل قراءته وبهذا استحق أن يدخل ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية

خامساً : كرمان نالت نوبل للسلام لأنها ومعها أغلب أبناء الشعب الشباب الثائرين السلميين نادوا بأعلى أصواتهم بصدورهم العارية ( إرحل ) يا علي بينما صالح يتغابى وينادي برحيل الشعب بأعلى صوته بصدر مدجج بالسلاح والمضادات وهذه نادرة لم يسبقه إليها أحد بأن ينادي زعيم برحيل جل شعبه وبذلك استحق الدخول إلى موسوعة غينيس .

سادساً : كرمان نالت نوبل للسلام لأنها وأخواتها اليمنيات الحرائر كن خير معين على تضميد الجرحى ومواساة أسر الشهداء في الوقت الذي تقوم فيه قوات صالح بقتل الطفولة والبراءة وكان آخرها عمر الزهور الأقل من عشرة أشهر المتمثلة بإزهاق روح الطفل أنس السعيدي تحسباً منهم بأنه يحمل قذيفة آر بي جي غير مدركين بأنها رضاعة يحملها بإحدى يديه ويلوح بالأخرى ببراءة وشفتاه ترسم ابتسامة جميلة تجاه القاتل وبهذا يستحق صالح وأعوانه الدخول إلى موسوعة غينيس ومن أوسع أبوابها

سابعاً : كرمان نالت نوبل للسلام لأنها لم تنكر الجميل إذ أنها تقدم الشكر والتحايا العظام لكل من ساهم في بناءها وشاركها همومها وأعانها على تبني قضايا الحقوق والحريات في الوقت الذي يتنكر فيه صالح لكل من أعانوه صناعة نفسه والصعود على كاهلهم في وقت كان أحوج ما يحتاج إليهم وكان آخرها تلك القذائف الدموية التي لم تستثني حتى بيت المرحوم حكيم اليمن الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر وبهذا استحق صالح أن يكون إحدى أرقام موسوعة غينيس .

ختاماً أيها القارئ الكريم ليس هذه وحدها الاستحقاقات التي صنعت من صالح رجلاً يستحق أكثر من أن يدرج إسمه على قائمة غينيس وحسب بل هناك العديد والعديد من الاستحقاقات وستبدي لك الأيام ما كنت تجهل .


في الثلاثاء 18 أكتوبر-تشرين الأول 2011 12:32:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=11986