دون كيشوت اركان حرب الأمن المركزي
طارق عثمان
طارق عثمان

أحتفل قبل يومين دون كيشوت صنعاء بعيد ميلاده المجيد ، إحتفل محارب طواحين الهواء ، العايش في العالم الافتراضي ، صانع البطولات الوهمية ، خالق الأعداء من نسج الخيال ، ذلك الذي اسرج خيله ليخوض به غمار معركة مع الغبار الذي علا قطيعا من الاغنام فخيل له عقله السقيم أنهم مجموعة من الفرسان فانطلق نحوهم وأخذ يصول ويجول ويجندلهم يمنةً ويسرة ويثخنهم الجراح ، الفارس الذي يصنع بطولات عظيمة مع أعداء لا وجود لهم إلا في مخيلته التي صورت له طواحين الهواء من بعيد على أنها أذرع لشياطين هائلة فانطلق نحوها بفرسه كالسهم ليخوض معها معركة حامية الوطيس ليريح العالم منها ومن شرها ولكنها تسقط عليه وترض عظامه فأصبح دون كيشوت واصبحت الدونكيشوتية مضربا للأمثال لمن يظهر بطولة ضد عدو لا وجود له .

شـــــــاهد الفيديو هنـــــــــــا

لقد كان حفلا دونكيشوتيا بالفعل ، فالتورتة التي رسم عليها وجه الفارس المحنك وأحد محترفي حروب البلايستايشن من الجيل الرابع المطور لأسرة صالح كانت تحتوي على خلفية بصورة الثائر اليساري الاممي ارنستو تشي جيفارا، الرجل الذي ساهم في تحرير معظم دول أمريكا اللاتينية من القوى الأمبريالية ، هذا الثائر الذي لو كان يعرف أن صورته ستقترن بهذا الذي يقتل الاطفال بدم بارد ويقتل الثائرين وهو يبتسم وكرس الإعلام المرتبط بعائلته جهده لمهاجمة الشباب التواق للحرية فقط لانه يرفع صورة تشي جيفارا الشيوعي اليساري الملحد كما ظل يردد هذا الإعلام ،. نعم لو كان يعرف جيفارا أنه سيكون على نفس الكيكة مع يحي لمات كمدا وحسرة على أحد جبال سييرا مايستيرا ...

لكن دون كيشوت فعلها واحتفل بطريقته الثورية الخاصة كما هي عادته في استغلال اي مناسبة ، فهو يريد أن يكون كل شيء وتصريحاته ومقابلاته الصحفية تقول هذا ، فهو رجل سياسة واقتصاد ومثقف ومفكر وثائر ومصلح اجتماعي وقومي عروبي ويتبنى القضية الفلسطينية ويرأس جمعية كنعان لفلسطين وفوق هذا وذاك فهو ضابط محترف كما يحب أن يصف نفسه وبقية اعضاء الاسرة ..

ظهر دون كيشوت المحترف في الاحتفال فاردا صدره يوزع الابتسامات وسط حضور جله من المتزلفين الذين اعتادوا على التصفيق لكل تصريحاته ومستعدون للتصفيق لأي صوت يصدر منه بغض النظر عن ماهية هذا الصوت !!! هذاالجمع ضم لفيف من النفعيين إياهم الذين أصبحوا حاليا يتصدرون المشهد فهم خير أهل اليمن بالتقية والعمل لصالح .

الإحتفال الباذخ كانت تتوسطه التورتات من كل الاصناف لكن أكثرها حلاوة وطعامة ونقاوة وغباوة تلك المهداة من محمدالحاوري ومن محمدالردمي الى ضمير الامة كما كتب عليها...

رحماك يارب ، يحي محمد عبد الله صالح هو ضمير الأمة ...

يبدو انه ضمير الأمة الغائب المستتر المنتحر المنكسر ..

لقد كان حفلا مستفزا بالفعل فقد تحول من حفل دون كيشوتي إلى حفل دون جواني حين ألقت أحدى منتسبات الشرطة النسائية كلمة أخذت تكيل فيها المديح له فوصفته مرارا بالدون جوان والشخصية الدونجوانية الاسطورية وكررتها ثلاثا حتى قلنا ليتها سكتت ...

لحظة!!

لحظة بالله عليكم!!

يبدو أنني يجب ان أتوقف هنا قليلا

و استجمع قواي العقلية ؟

فلم يعد من المناسب ان استمر في نفس الطريقة السابقة في الحديث ، خاصة بعد تغيير الموسيقى التي صخبت في القاعة ...

أيش قلتي يافندم ؟

دون جوان ؟

هذا قده دون جنان رسمي ياخالة !!!!

أنت عارفة أيش معناها ؟؟؟؟ يا حضرة الضابط عارفة أنك تقولين له وسط ذلك الجمع أنت محطم قلوب العذارى ، أنت زير نساء ، أنت مغوي الفتيات ، أنت دون جوان الأسطوري الذي عاشر الف امرأة على سنة ابليس ورسوله ..

بالله عليك يا جونية ايش دخل دون جوان بالأمن المركزي ...

شلوك الجن إن كنت تعرفين أن دون جوان الأمن المركزي شتيمة له ولك وللحاضرين ولليمنيين كلهم ..

والله حرام ، حرام تقولين هذا الكلام وأنت تلبسين البدلة العسكرية للجمهورية اليمنية، بل لا نقبلها من واحدة لابسة فستان سهرة لماع ومزركش ومطرز بالترتر فضلا عن شخصية عسكرية يمنية ..

الرجل الدون جوان ؟؟؟!!!!!

دان واااااادااااااااااااااااااااااااااان وااااااااادااااااااانة ،، الليلة الداااااان ...

المشكلة أن يوصف بأن لديه إنجازات اسطورية مثل إنجازات دون جوان الأسطورية وحط تحت اسطورية خط أحمر ومأستك...

ماذا لدى دون جوان من إنجازات اسطورية

غير قدراته في إفساد الفتيات ؟؟؟؟

لكن ماذا لدى يحي اصلا من إنجازات غير انجازات دنكيشوتية في محاربة طواحين الهواء أما الإنجازات الدنجوانية فلا نشهد بها وإن كنا سمعنا عنها في حفله هذا ....

طيب نبحث عن مخرج مشرف فنقول أنها تقصد أن الرجل دون كيشوت ... ولكنها شتيمة ايضا والرجل لن يبتسم لها تلك الابتسامة البلهاء التي تشبه مرساة سفينة عتيقة ومصدئة ..

طيب كيف نرقعها ...

وأنا ليش اتعب نفسي فالرجل أصلا خليط من هاتين الشخصيتين الاسبانيتين (دون جوان دي ماركو) و ( دون كيشوت دي لا مانشا ) ، حسب ماقيل وشاهدنا في عيد ميلاده المجيد ، ومع ذلك لا يصح وصف أحد باي منهما ، لكن لا غرابة فأنت في حضرة قائد اركان حرب الأمن المركزي الخارق الاسطوري الدندواني ..

السؤال الذي يدندن في أذني

من كتب الخطاب ؟؟؟ من راجعه ؟؟ من صفق له؟؟ السؤال الأخير سهل ومن المنهج ، كلهم صفقوا له يا استاذ...

طيب ألا يحترمون هؤلاء الذوق العام ألا يحترمون أنفسهم ... كيف أوقعوا هذه المسكينة في هذا الخطأ الجسيم ..

لكن بيني وبينكم

طالما الردمي في الصف الاول وحاطط تورته مكتوب عليها إهداء الى ضمير الأمة فلاعجب .. وطالما ويحي العابد هناك فلا غرابة .. فمن حقهم يسمونه دون جوان ، دندندناااااااااااو ، مادونا أي حاجة تجي منهم ...

يا جماعة كيف تلومونا ان ثرنا ولو بالكلمة على هؤلاء .

بل كيف حكمونا بالله عليكم ، وكيف سيستمرون في حكمنا هؤلاء الذين يثيرون الاشمئزاز بكل تصرفاتهم وتصريحاتهم وأعياد ميلادهم التي تقام على بعد بضعة مترات من مآتمنا ...

على كل حال لا يهمني مغامراته وبطولاته الدونجوانية ولا يهمني إن كان محطم قلوب العذارى ، أوأنه شبيه بدون جوان الذي اردى 1000 امرأة صريعة الفراش فهذا أمر لا نريد الخوض فيه مثلما خاضوا ولن نشهد إلا بما علمنا ، لكن ما نعلمه تماما أن هذا الرجل هو محطم قلوب الثكالى ، ومشارك في قتل اكثر من الف شهيد وأردى آلاف الشباب بين قتيل وجريح ...

ثم يحتفل بعيد ميلاده وربما يريدوننا ان نفرح ونمرح و نقول له هبي برث داي تو يو ،يو يو يو والفعلة على قولة أهل صنعا ...

همسة

من أقوال جيفارا نهديها للحيارى ..

إن من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا, فالثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن .


في الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:44:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=12908