وليمة في سنحان.. قرارات جمهورية في القصر
وليد البكس
وليد البكس

alboox@gmail.com 

على ما يبدوا بأن عبد ربه منصور هادي يسابق الزمن في قراراته.و يخضع ذلك الي مدة فترته ألرئاسية (الفترة الانتقالية) المحدده بسنتين.فالرجل الذي صعد توا الي كرسي الرئاسة.يمكن القول بأنه يجازف في مغامرة.لكنها محسوبة داخليا و خارجيا،ولا تبدوا على العكس من ذلك،إلا وفق ما يفكر فيه البعض من طالتهم التغييرات الاخيرة،خاصة في السلك العسكري.او الاجهزة الاعلامية التابعة لحزب المؤتمر.التي تحاول تأجيج الوضع.مع ان هادي لا يزال احد قيادات حزبها. و يحضا الرئيس المنتخب.بدعم إقليمي وغطاء دولي،عوضا عن الإسناد الشعبي الواسع.و يبلغ عدد الذين منحوه اصواتهم في فبراير الماضي ستة ملايين يمني.تعرف هذه النسبة على انها نوعية في مرحلة الديمقراطية الفتية في حياة اليمن. لذلك قال قبل حوالي شهر من الآن بأنني ورئيس الوزراء(رفيق دربه في قيادة حكومة الوفاق)فدائيي المرحلة.قصد الرجل في حديثة لصحيفة الشرق الاوسط .بأنهم تقدموا الي قيادة الفترة الانتقالية في لحظات ضجيج المسئولية اقرب منه الي نعيم القصر.ولذة السلطة.

مساء الجمعة اصدر الرئيس هادي مصفوفة من القرارات.اهمها تلك التي شطب اقارب من اسرة الرئيس السابق.تبوءوا مناصب في السلك العسكري.

اطاحت القرارات بالأخ غير الشقيق للرئيس السابق محمد صالح الاحمر.واحد اولاد صالح هو خالد.الي طارق محمد عبدالله صالح احد ابناء شقيق الرئيس.بالإضافة مقربين من اسرة الرئيس السابق،كانوا يشغلون مناصب غير عسكرية.في شركة الاستكشاف النفطي وهيئة الاراضي.وهما عمر الارحبي.ويحي دويد.

ويجلس العميد الركن محمد صالح الاحمر على مقعد قيادة القوات الجوية منذ مايزيد عن عقدين.فيما يعتبر طارق محمد عبد الله صالح و خالد علي عبد الله صالح من الجيل الثاني للنظام السابق.الاول يتولى قيادة الحرس الرئاسي الخاص لعمه الرئيس السابق.ويقود الثاني منذ سنتين قيادة لواء جبلي مشاه الذي استحدث مجددا،و سلمت قيادته الي الشاب المتخرج من الكلية العسكرية في بريطانية في العام 2010 .

على اثر قرارات الرئيس هادي بإقالة مجموعة من القادة العسكريين و المحافظين.التي احدثت خضة غير متوقعة في حزب المؤتمر الشعبي العام.و قامت قيامته خلال اليومين الماضيين.دفعت ببعض المواليين القبليين لضرب سياج بشري مسلح حول مطار صنعاء.وتوقفت حركة الملاحة الجوية في المطار منذ منتصف ليل السبت.

قاد محمد صالح الاحمر الذي رفض قرار إقالته المجاميع المسلحة من داخل مقر قيادة الدفاع الجوي منذ فجر السبت مهددين استهداف طائرات مدنية او حربية في حال اقلعت.كما تناقلت الاخبار معارضة قائد قوات الحرس الخاص قرار اقالتة.لتباشر مجموعة الدبلوماسيين العشرة رعاة المبادرة الخليجية التنديد بهذه العمليات.وقالت:بأنها مع ما نصت عليه بنود المبادرة الخليجية.    

ومع ان القرارات التي لقيت ارتياحا بالغا في الاوساط الشعبية.جرى التمهيد لها منذ مطلع الاسبوع الماضي.إلا انها بقيت محاطة بالكثير من الغموض حتى لحظة إعلانها.إلا انها مساء الجمعة شكلت ضربة موجعة لبقايا النظام. 

لم تبث القرارات الرئاسية في وسائل الاعلام الرسمية كوكالة الانباء اليمنية سبأ.وغيرها من المواقع الاخبارية مثل موقع القوات المسلحة 26 سبتمبر.و قبل إعلان القرارات التي يعتبرها البعض بأنها حاسمة ويصفها ب"بداية دوران عجلة التغيير"يصل السكرتير الصحافي للرئيس هادي الي مبنى التلفزيون مساء الجمعة.ويدخل الي استديو الاخبار قبل حوالي خمسة دقائق من بث نشرة اخبار التاسعة.رفض سكرتير الصحافي طباعة القرارات ضمن الاخبار الجاهزة التي جرى تحديدها من قبل ادارة الاخبار مسبقا.ليسلمها الي المذيع المناوب.وقرأت من ورقته الرئيسية.

نهار السبت ابدا اعضاء في حزب المؤتمر الشعبي انزعاجهم الشديد من التغييرات التي يقودها الرئيس هادي

في مفاصل مؤسسات الدولة خاصة في الجانب العسكري.وقال عبده الجندي لأكثر من وسيلة اعلامية ان هذه التغييرات تستهدف الحرس الجمهوري.وحمل وزير الدفاع القادم من المؤتمر.حمله مسئولية هذه القرارات.

وزير الدفاع محمد ناصر احمد الذي يشغل منصب وزارة الدفاع منذ تم تعينه قبل سنوات.يعد احد الوزراء في حكومة الوفاق المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام.إلا ان ناصر رفض قبل حوالي اسبوعين التغييب عن جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية.عندما طالب الرئيس السابق من الوزراء ممن ينتمون الي حزبه عدم الحضور اجتماع رئاسة الوزراء.ليتدخل مجموعة العشرة من الدبلوماسيين والرئيس عبد ربه.ليحضر الوزراء الي مبنى رئاسة الوزراء بعد ان تغيبوا ساعة.وتعرض الوزراء الي التوبيخ من قبل هادي بسبب ما اقدموا عليه.وقال"انتم وزراء للشعب وليس لحزب بعينه".وهدد عبد ربه بتغيير من سيقوم بتكرار مثل هذه التصرفات. البعض يعتبر هذه الحالة التي يمضي بها هادي في طريق تحقيق اهداف الثورة.جريئة.معللين الارتياح الذي يعود به جهد الرجل بالارتياح للمزاج العام.كما حصل قبل اسبوع ونصف.حيث اصدر هادي قرار ينص على إقالة مدير عام المؤسسة الاقتصادية حافظ معياد.المحسوب على صقور حزب المؤتمر الذي يتزعمه احمد علي قائد قوات الحرس الجمهوري.نجل الرئيس السابق.

ومع كل خطوة قرار يقوم به الرئيس عبد ربه منصور يواجه ممانعة من انصار"الرئيس السابق"بحسب معلومات متواترة.وذلك ما يضاعف من المعوقات التي تحول بين الجهود الرامية الي إخراج البلد من وضعه الراهن.ومحاولة تجاوز الاثار التي تركها النظام السابق.

ويعاني البلد المثخن من ضربات مميتة من غياب الأمن و حالة فوضى مصطنعة،وتراجع في مستوى معيشة الحياة الناس الاقتصادية.كما تحاول الجماعات المتشددة افتعال الصدامات في اكثر من محافظة.وعلى اكثر من جبهة.

ولا يزال الرئيس السابق يبتدع الطرق التي من شأنها إرباك اللحظة.على ما يبدو يغيب طموح"الرئيس السابق"الي مغادرة المشهد بهدوء.وتلك هي نزواته،روائحها المنبعثة تنبأ عن رغبة جامحة بدفع حالة الوفاق السياسي:والوئام الوطني نحو الهاوية.ومن يوم لآخر يجري"السابق"تمارين احمائيه.يحاول ان يبعث من خلالها على القلق.كأنه لا يأبه للواقع المزري ومحاولة مختلف القوى الوطنية انتشال الوطن من وحله الموحش.من تركته الثقيلة.

نهاية الاسبوع يحضر الرجل حفل زفاف في سنحان.ظهر محاطا بالمجاميع القبلية المسلحة.هذه رسالة الركون الي القبيلة،تذكرها الآن وذهب لان يرسلها الينا من مضارب القبيلة.لكنها على ما يبدوا جاءت متأخرة.ومتأخرة جدا.

إذ كان بالإمكان القيام بها قبل التوقيع على المبادرة الخليجية.الواضحة.قبلها ايضا و-غير مرة-حاول الرجل ان يلتقى بفرق شبابية،حضروا الي مقر إقامته في العاصمة صنعاء-شارع صخر.يتردد بأن هؤلاء الشبان ينتمون الي حزبه،وغيرهم آخرين من عشرات الاشخاص من المواليين له التقوا به في باحة جامع الصالح قبل اسبوعان،كانوا من الرجال والنساء. ويتحدث إعلام حزب الحصان الكسيح،عن عدة فعاليات تتخلل هذه اللقاءات.الولائم السياسية التي يبتكرها مجموعة من المستشارين الاغبياء للرجل.ارفعها كما يصوروا له-على الدوام-بأنه"الزعيم"و أحطها إصدار الوثائق المعمدة بالدم بين المغلوب على امره"السابق"من جهة و جمهوره المتناقص من جهة اخرى.ووثائق الدم التي جبلت نفس الرجل عليها منذ سنين،هي فكرة،أبتدعها حزب الحصان،وعادة ما تكون هذه الافكار لحام بين الدكتاتور وأنصاره،كما تلقى رواجا بالغا في الانظمة القمعية الشمولية.و لدينا مئات المئات منها في هذا الوطن.منذ عقود فقط لتعميد نظام الزعيم.حتى وان كان المتبرع يعاني من فقر في مختلف شرايين حياته وعائلته وأصدقائه والجيران.إلا اننا نشهد الاوباش بدمهم البارد يتدفق لتعميد وثيقة وفاء للجلاد.وعلى العموم هي الطريقة المشاعة لحزب المؤتمر حزب الدم.وقياداته مصاصو الدماء.في الوثائق والحياة.ولا تتم الولائم والحفلات إلا حينما توقع بالدم.

ظل حزب المؤتمر وقيادته يقدمون على خلق قصص واللعب عليها الذي ظل لسنين.لكأنها تشيء في جوهرها بعشق هذا الملهم لتعميد الوثائق بالدم،الي اللون الاحمر حتى النهاية.حتى في ظل مغادرته القصر.ربما لا زالت هذه الهواية تحضره بشدة.وهو يتأهب الي مغادرة البلاد.فهل سنشهد مثلا تعميد وثيقة الوفاء تلك في المطار.بين المسافر وأنصاره الذين تمتعوا بالدم البارد ورخصه طيلة عقود.

إن هذه التصرفات التي يرمقها ابناء الشعب بعين الريبة،و التي تأتي على اثر كل هذه التضحيات،لا تذهب ابعد من الاساليب الاستعراضية المتعالية عن الشهداء والضحايا من هذا خير رجال ونساء هذا الشعب العظيم. وليس من شأنها فقط التلويح بتأزيم حالة التوافق.وإعادة البلد الي المربع الاول.و لكن انتهاج طريق الصدامات الوعر،و تفجير الوضع،باستخدام القوة.

إنها طريقة"السابق"المعهودة،أسلوبه المفضوح الممجوج.حيث يقيم فيه،و لا يبرح الرجل نداءات شيطانه الداخلي للتخلي عن استفزازه الواضح.

يشعر الرجل اليوم،وبعد ان وقع على المبادرة الخليجية نهاية العام الماضي.بأنه يستطيع القيام بما يحلو له.

حقق له ذلك التوقيع المشئوم ما يريد الآن.وهو الذي بات يتحدث عن إنكار النعمه.من قٍبل الشعب الذي ثار ضد نظامه.عليه ان ينتقم.وهاهو يباشر مشروعه التدميري في مختلف المحافظات.عليه الآن ان يذيق هذا الشعب سوى الجحيم.ثمنا لحلمه بالحرية والتغيير.ويبقى كل شيء جميل في هذا الوطن في مرمى مخطط كتائب السابق وفرق ممن يوصفون بالبلطجيين.بالإضافة الي الجماعات المتشددة التي اتخذت منذ اشهر ابين ولحج و شبوه معاقل لبعض عناصرها.يؤكد الكثيرين بأنها تتحرك بتوجيهات من قادة عسكريين في نظام السابق.  

ان الرئيس السابق،الذي يظهر من يوما لآخر،وهو متصلب في مواقفه.لا يزال حتى اللحظة يمثل خطر محدق على البلد.و يتفنن في صناعة التوتر.كما يحاول تصديره الي اعصاب اليمنيين داخل الساحات.وخارجها.لكن هذا الشعب في الغالب لن يقف متفرج على كل ما يلحق بحياتهم اليومية.ومن حقهم ان ينهوا ثورتهم،الي الابد،وكما يريدون.


في الإثنين 09 إبريل-نيسان 2012 08:32:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=15009