احمد علي السيد رائد المسرح وسلطان العلماء (3-3)
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

لن اتكلَّم ماهي الفنون او المتون او العلوم والمؤلفات التي احصاها وهضمها احمد علي السيد (المقرمي) ولا عن المشائخ وجهابذة العلم الذين تتلمذ على ايديهم ولا عن مؤلفاته ومدوناته التي راجت في بلاد كثيرة الآن فهذا مما لايقدر احداً ان يحصيه.. سوف اتكلَّم عما سمعته من البروفيسور محمد حسن هيتو- من بلاد الشام يقيم في المانيا-أحد اعلام الفقه الشافعي المعاصرين، يقول هيتو ( لم اجد اكثر فقهاً وعلماً في شتى العلوم والفنون والآداب من اليمنيين عبر العصور غير ان علمهم وفنونهم لم تدوَّن فأخذها عنهم غيرهم وأسسوابها مدارس علمية مختلفة في الأمصار والأقاليم كالمدرسة البغدادية والكوفية والبصرية وهي في الأصل فنون وعلوم قعَّد اليمنيون قواعدها بالمشافهة ولم يدونوها بالكتابة فضاع أهل الفن الأصلي وهم اليمنيون وبرز أعلام لمدارس علمية جديدة لأنها كتبت ودونت واقتبست ثم طورت، وهذا هو العيب الكبير الذي يؤخذ على اليمنيين عبر القرون) ثم يواصل كلامه فيقول ( مدارس الفقه الشافعي بأعلامه الكبار من اهل اليمن لا احد يعرف عنهم اليوم شيئاً وهم المؤسسون الأصليون فضاعت اسماؤهم واندرست فنونهم برغم القواعد المنهجية العظيمة التي وضعوها.. ويقول ربما يذكر التأريخ اسماء اعلام يمنيين في الفقه الشافعي ولكن ضاع علمهم واندرس وذاب في مدارس علمية أخرى لأن اليمنيين لم يدونوا)-انتهى كلام البروفيسور هيتو.. لاحاجة لي هنا ان اسرد السيرة العلمية لعالم يمني شاب وعلم من اعلام الشافعية المعاصرة-استاذ الفقه الشافعي في الحرم النبوي الدكتور احمد علي السيد المقرمي- فهي سيرة مثقلة ينؤ بحملها سبعين بعيراً، وليس جديداً ولاغريباً ان تنجب (المقارمة—مديرية الشمايتين- الحُجرية- تعز) علماً وريثاً لـ محمد بن ادريس الشافعي فالشيخ محمد حزام المقرمي –رحمه الله- كان مرجعيةً علميةً وجهبذاً تتلمذت على يديه ابرز قيادات الإخوان المسلمين باليمن اليوم، الجديد هنا ونقطة الضوء هو كيف يستطيع احمد علي السيد تدوين مدرسة فقهية يمنية جديدة متميزة ورائدة كمدرسة يشار اليهابالبنان (مدرسة الفقه الشافعي المعاصرة) يستلهم فيها التراث الفقهي للمدارس اليمنية التي اندرست كما قرأنا من كلام البروفيسور هيتو.؟ التحدي العلمي لشيخنا الدكتور ان يعيد للمدرسة اليمنية مناهجها وخصائصها ومزاياها تراثاً مدوناً (مع اضافة وتجديد وتميز) بحيث يرث الإمام محمد بن ادريس الشافعي إرثاً نافعاً عظيماً يعيد للمدرسة اليمنية المؤسِّسة روحها وزخمها وألقها وخصوصيتها، هذا هو التحدي الأكبر أمام شيخنا الشاب كعلم مجدد لامقلِّد ورائد لا تابع ومغربل لاناقل، يعوَّل عليه-حفظه الله- ان يؤسس مدرسة الفقه الشافعي على أصولها -مع التجديد والزيادة والحذف- وان يقعِّد القواعد ويبني الأسس لمدرسة يمنية كانت مزدهرة غير أنها لم تدوَّن !

اخيراً ملاحظة للجمهور:-

لاصحة البتة ولم يثبت لاسنداً ولاروايةً أن محمد بن ادريس الشافعي- رضوان الله عليه- كان شاعراً، وما يسمَّى اليوم بـ (ديوان الشافعي) من وضع الوراقين (دور النشر) لقصد التكسُّب، فمحتوى تلك الأشعار ولغتها ركيكة وعليلة وهابطة لاتصدر من شخصٍ بدائيٍّ يقول الشِّعر، وماكان الشافعيُّ شاعراً قط بل علماً من اعلام الفقه وكفى، ولايضير الشافعي هذا لو كان شاعراً ولكن الوراقين وواضعي البدع للتكسُّب الصقوابه شعراً هزيلاً سقيماً وسخيفاً في معظمه.

a.monim@gmail.com


في الثلاثاء 01 مايو 2012 05:45:49 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=15341