مرةً أخرى من عاصمة اللؤلؤ حيدر اباد (1)
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

*إهداء: إلى الدكتور مصطفـى الحُمــَري

تأبى الأقدار الا ان تسوقني سوقاً الى احضان حبيبتي الأولى، عاصمة اللؤلؤ، حيدر اباد، عاصمة العلم وملهمة الشعر والفكر والإبداع، كانتْ محطتي الأولى وأمستْ محطتي الأخيرة قبل "السفر الى الأيام الخُضر".. انها حيدر اباد، ملهمة الحب الأول لدرجة الماجستير في الأدب الإنجليزي بـ جامعة السيفل (ايفل)، عاصمة الإنجاز العلمي والإلهام الشعري ومن لؤلؤ حيدر اباد عقدٌ على جيد " نجوى أم احمد" كـ عربون تجديد للحب بيننا.. هذه السطور وداعية لمدينة العلم والفكر والشعر، قرأتُ فيها الماجستير بدرجة جيد جداً وكتبتُ فيها الشعر بنفس الدرجة لأنها ملهمةٌ ورائعةٌ كـ حبيبتي، وبينهما شبهٌ في الإلهام وقاسمٌ مشتركٌ في الحب.

اجد نفسي هنا دائماً، اجدني في رحاب هذا الفضاء وهذا الحب مع رموز العلم العرب واليمنيين (اولاً) في القسم الإنجليزي، ثم الهنود (ثانياً) في القسم العربي، ومنهم رؤساء القسم العربي بروفيسورات بتعاقب المنصب، "يجمع الحرفُ بيننا والخطابُ" والندوات الدولية، وهنا وجدتني من غير موعدٍ اعمل مراسلاً بالهوية لموقع مأرب برس الأغر، قدَّمتُ شعراء وعباقرة وخريجين وباحثين يقرأهم الناس على صفحات هذا الموقع القشيب في نافذتي (طلابنا، و يمنيون في المهجر) تحديداً..

 في حيدر اباد يلتقي الشعر والعلم والإنجاز دائماً، وهنا نطلُّ على نوافذ الجمال وابواب العلم والبحث ونغوص في بحر القراءة اللذيذ.. في كل مقهى في حيدر اباد -من "تارناكا" الى "تشارمينار" مرورا بـ "مهدي بايتنام "– لنا اثرٌ ، وعلى شاطئ كل مقهى كتبتُ واجباً اكاديمياً او ارسلتُ قصيدةً او عبرتُ نثراً، زوروني تجدوني في مقهاية "نمرة" بـ "تشارمينار" وفي كل مقهاية من ذوات الشاهي العريق بفناجين صينية واكواب مع "السياسر" تذكِّر بمقهاية "زكَو" بـ كريتر او مقهاية "التيسير" بـ الشيخ عثمان ايام المجد الذهبي لـ عدن البريطانية. 

ومن اليمنيين الموفدين رجالٌ في حيدر اباد، تركوا آثاراً طيبة ً–من دون ذكرٍ للأسماء- وأترفع هنا عن امثلةٍ للأنانية والفرقة والتعصب واحتكار الخير او المناطقية او الجاسوسية لدى (البعض) لأن الشاعر يتتبع اقانيم الجمال فحسب.

اليمنيون في عاصمة اللؤلؤ مهرجانٌ بديعٌ وشعرٌ رفيعٌ وقد التقيتُ وعرفتُ أهم هؤلاء ومنهم من أجريتُ معهم حواراتٍ لـ مأرب برس كأمثلة للخير والجمال... انها عاصمة اللؤلؤ، كتبتُ فيها احلى قصائدي وأنجزتُ فيها هدف العلم الأكاديمي بشغف وشوقٍ ومتعة..

وهـــــــــــــج الــشّــــــــِعــر

أبيِتُ وما في الشَّرقِ مثـلُكِ أمثــَلُ

وأغدو وصبحُ الهندِ أبهى وأجمـلُ

أفاطمُ هذا الحُسْـنُ في أيِّ دولــةٍ؟

وهذي المزايا و الشموخُ المؤثلُ ؟

تركتكِ يومَ الفتـحِ ذكرى صبيّــَةٍ

وعدتُّ وأعراسُ الصِّبا فيكِ تُقبِلُ

وليلكِ لا يُنسى وقد طال ليلـُنـــا

بغير عروسٍ والفتوحاتُ تُجفـــِلُ

كأنَّ صروفَ الـدهرِ من بعد صولةٍ

تبــــــــــــارزنا بالـبَيـْن أو تتحـــوَّلُ

**

أفـاطــــمُ هل للشِّعرِ من بعد غَيبةٍ

عنــاقٌ وهل للحبِّ عذرٌ فيُقبَلُ ؟

قـدِمْنـا وصوتُ الشِّعرِ آخرُ طلقةـٍ

لـدينا وهذا الشوقُ يُهدى ويُرســلُ

حنينٌ وفي الوجـــدانِ ألفُ قصيدةٍ

تُغــــالبُ ما نُهـــدي وما نتغـــزَّلُ

ولولا يثــورُ البحرُ من كلِ وجهـةٍ

لجاءتْ من الأشواقِ تعدو وتصهلُ

سلي تُخبَري، عشرونَ مليونَ شاعرٍ

وفي كلِ يومٍ بالمحبينَ تحـــــبــلُ

إذا قيلَ يا صنعاءُ ما أغــزرُ الندى؟

أجابتْ: سحابُ الشعرِ تهمي وتهطُلُ

فإنْ تنـكري فالشمسُ من ذا يــردُّهـا

وإنْ تجحدينـــا فالَضــلالُ المضـــلِلُ

جرى عهدُ بلــــــــــــقيسٍ علينا وإنَّه

لعـــهدٌ نوفِّي حبَّـه ونكـــــــــــــــــمِّلُ

فجئنا نرومُ الوصـــــلَ والهنــدُ قصدُنا

وليس بغيرِ الهنــــــــــدِ نرضى ونقبلُ

يمـــانــونَ في خضرِ الأبابيــلِ إنمــا

إذا بــارزتْ بالحبِّ تـُفـني وتقتــــلُ

يمــــانون لا يرضَونَ بالدُّونِ ساعـةً

كفى واعـــــداً فالحبُّ لا يتحمَّــــــلُ

تحــنُّ ضلوعُ العُـرْبِ من شدةِ النوى

وتُـحرِقُ فينــا باللهيبِ وتُـشعـــــــــِلُ

**

مناسبة القصيدة: إهداء إلى الهند، القيتْ في مهرجان عربي هندي يمني بالجامعة العثمانية في ديسمبر 2005، والقصيدة تخاطب مباشرةً فاتنةً هنديةً من بنات الفتح الغابر اسمها (فاطمة).

شاعر وناقد يمني

يُـــــــــــــــتبع الحلقة القادمة


في الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:45:59 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18001