وحدة اليمن وجمهوريته واستقلاله يحتضرون !!!
عمرو محمد الرياشي
عمرو محمد الرياشي

لقد سجل التاريخ لليمنيين الكثير من الانجازات العظيمة عجزت عن تحقيقها كثير من شعوب العالم ويتفاخر بذلك ابناء الشعب اليمني . ولعل اهم تلك الانجازات قيام النظام الجمهوري من رحم الاستبداد والعبوديه والظلم بعد إسقاط الشعب اليمني لنظام الإمامة وما تبعه من إخراج الاستعمار البريطاني ودحره من جنوب القلب اليمني الذي جثم على صدور اليمنيين وصولا لتحقيق حلم إعادة توحيد اليمن في مايو 90م بعد عقود طويلة من التشظي والفرقه .

لكن مع شديـد الأسف مع استمـرار الصـراعات السياسية والانقسامات في اليمـن فتــح الباب على مصراعيه امام كثير من الاحتمالات والتي قد تجعل لا سمح الله ان يصبــح من (الجمهورية – الوحدة – الاستقلال) لا وجود لها على الخارطة الجغرافية والسياسية .

فبعد كل صراع سياسي تظل مخلفاته وترسباته باقية على الساحة اليمنية وتبقى بلا معالجه حقيقية وهذا ما كان سببا في تمزيق نسيج المجتمع اليمني وانشطاره الى قوى مناطقيه ومذهبيه حتى الآن وما يزيد الامر سؤاً وقوف الكثير من القوى الاقليميه وراء كل صراع لترسم لنفسها موضع قدم لها على الخارطة اليمنية خصوصا ان غياب التنمية الإقتصادية والبشرية جعلت من اليمن بيئة جاذبه لتلك القوى الظلاميه من داخل اليمن وخارجه .

قد نلتمس العذر لعامة الناس من الشعب اليمني لعدم إدراكهم لكثير من مشاريع وفتن طائفيه ومذهبيه وقبليه وانفصاليه تحت مبررات تبدوا في الوهلة الأولى انها واقعيه فتنطلي عليهم تلك المشاريع القذرة ... لكن تظل تلك المبررات مجرد باب عبور لمخططات تستهدف اليمن بعمقها الاستراتيجي في ظل فقدان الرؤية الوطنية والاستراتيجيه لدى بعض القوى السياسية في اليمن .

نرى دعوات تنادي برجوع دولة الأمامة في اليمن وآخرين ينادون بانفصال اليمن وفي ظل التنافس على تقسيم اليمن بين مذهبيه ومناطقيه وضعف الدولة تبقى اليمن بلا سيادة واستقلال حقيقي للقرار بل مواصلة نهج الوصاية المفروض على اليمن وانتهاك سيادته عيانا بيانا امام العالم .

ومن يدفع ثمن ذلك التقاعس هو أبناء الشعب اليمني بكامل فئاته واختلاف تواجده وانتمائه فلا يتم التمييز بين الباطل ولا الحق . الظرف الصعب الذي يمر على اليمن يستدعي من الجميع بلا استثناء مراعاة الرغبة في التغيير نحو الأفضل فالظروف الصعبة التي مرت على اليمن أثبتت ان اليمنيين انهم جسد واحد ولهم صولات وجولات للتغلب على الصعاب مهما بلغت صعوبتها. تظل بعض القوى السياسيه تحاول نقل الانقسامات السياسية وتوريثها للجيل الجديد في اليمن من اجل ان تدوم دورة الصراع السياسي والانقسام حتى تحصل على مكاسب سياسيه واستعادة نفوذها من اجل بث سمومها لكنها لن تنجح في تحقيق هدفها وإن تسببت في إبطاء دورة التغيير الزمنية لكنها لن توقفها .

أخيرا ،،،،، بعض القوى السياسية التي مازالت تعيش ما قبل 62م و قبل 90م يجب ان تدرك انه لا يمكن تصفير التاريخ والرجوع إلى الوراء .

فالحوار الوطني ليس حوار بين معارضه وسلطه من اجل السباق على الحكم بل حوار بين جميع الأطياف السياسية والفكرية والاجتماعية لأجل إخراج اليمن وشعبه من عنق الزجاجة .

والسؤال الذي يجب ان يُطرح الى متى ستظل تلك القوى تهمل القضايا الحقيقية للشعب اليمني وكيفيه معالجتها وتصارع من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتسويق الأحداث السياسية والصراعات الايدلوجيه بعد ان كانت جلادأ للشعب اليمني بدرجة امتياز .

حان الوقت لتعترف تلك القوى المتسرطنة بان اليمن أصبح يملك الآن جيلاً جديداً سخره الله بأن يحقق ثورة غيرت كثير من المفاهيم وأصبح هذا الجيل خارج عن السيطرة السياسية وتبعيتها . وبما ان تلك القوى أساءت إلى اليمن وشعبه وجلبت له الدمار والخراب فقد من الله عز وجل بهذا الجيل الثوري ومن وراءه القوى الوطنية ... وليتذكروا قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة: 54


في السبت 26 يناير-كانون الثاني 2013 03:39:38 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=18976