لعنة القاعدة ...
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

صحيح انها مخترقة لصالح اكثر من جهة ، لكنها في واقع الحال قوة فاعلة ولها رؤيتها واستراتيجيتها وبرنامجها واجندتها الخاصة ، وعلى الراهن هي الاخرى لاعب يستفيد من تقاطع المصالح فتُجير الحدث  لصالحها .

القاعدة هذا الشيطان والعدو والكابوس والداء المزمن والوباء الخبيث...

ما السبيل للتعامل معها وقد غدت معولاً يضرب في خاصرة ومفاصل الجيش والامن في كل مكان ، ولم تعد امامها خطوطا حمراء او تحفظ ما ، فلا زاجر من كتاب الله أو سنة نبيه ، أو زاجرا من عرف ومعتادا اجتماعي ..

شيطان بقرون متكامل ، وسفاح والغ في الدماء حتى مشاشه إن لم يستقيه كل يوم غادرته الحياة ..

كانت تقول ان عملياتها في السابق تأتي في سياق طبيعي تثار بها ضد ضربات الطيران الامريكي فوقف الشعب ضد هذه الطائرات واجبر الحكومة على منعها من التجوال في سمائنا فانتفشت وانتفخت القاعدة فزادت على سعارها سعارا ، وحريقا وقتلا وقد كان بأسها على وشك ، وروحها تتردى والطيران الامريكي يصطادها ويلاعبها كالقط والفأر ، ونحن من اخذته الحمية عليها وفي كثير من الاحيان يجرنا اليهم الولاء حدبا وحنينا " إخوة لنا في الدين طاشوا الطريق فأخطاؤنا واستغلهم الخب فوجههم وبنى على حمقهم مكره ) .

فألفيناهم على الوقع خازوقا ووجعا وصنفورا يتوزع في الطريق والمكان وعلى خارطة الجسد .

نعم .. كلا الاخوين فساء ، ولكن شتان بين من يُوبئك بفسائه ويسرق بعض متاعك وآخر يُوبئك بفسائه ثم يقتلك بل ويتتبعك قريبا واخا وجارا وصاحب .

فأيهما بربك أشر على اليمن ..؟ الطيران الأمريكي وهو يخرج الجرذان من جحورها فيصطادها بأدنى كلفة ؟

أم القاعدة لوحدها تسرح وتمرح على اريحية فتقتل من ابنائنا كل يوم العشرات في متوالية لو استمرت لانتهى الجيش وتقوض بنيان الدولة ؟

هذا الوباء الخبيث الا يحتاج الى حملة وطنية شاملة جامعة والى تعاون دولي ؟

أم ان العالم حصره في اليمن وظل يتفرج ونحن ندفع عنه خطره بلحمنا ودمنا وبمكوننا الجغرافي ؟

هذه اللعنة ان لم ندفعها اليوم على سواء بأيد يمنية اولا وإلا فكل اليمن ستحترق .. كل يوم واليمن فوق جراحها تئن ، وقد تكسرت النصال على النصال.

فلا بد من وقفة شعبية شاملة تصل حد الثورة ضد هذا الوباء والاوبئة الاخرى .

لمصلحة ومن هو المستفيد في تدمير جيش اليمن وأمنه ومؤسساته وبنيته وبعثرت طاقاته في وقت يتجه الاعداء في الخارج واذنابهم في الداخل الى تمزيق اليمن وتركها اشلاء ؟

تريد القاعدة حسب رؤيتها اليوم مواجهة الامريكان والصليبيين جملة ، وقوى مجوسية اخرى ، ثم تتجه لتحرير الاقصى وكل المسلمين المستضعفين في الارض ، هذا بعد ان تقتلنا وجيشنا في اليمن كمسلمين في جزيرة العرب وتأتي على بنياننا اليمن من قواعده وحتى يخر السقف ..

وبطبيعة الحال فهذا منهجها مع كل الاقطار والجيوش الاسلامية ..

ولا اعلم بأي قوم وامةٍ سيحارب الحمقى أعداء الاسلام يومها وقد صفوا اقوامهم وخربوا اكواخهم ، وزرعوا الخوف في النفوس بعد ان اتوا على امتهم بالخراب والموت والدمار ..

تزعم القاعدة ان الجيوش هي السبب في الحال الحاصل بأمتنا ومن ثم فحتميةٌ عندها ان تُستأصل ، وما علم الحمقى ان الحال الحاصل مرده عقودٌ وعقود من التردي الحضاري في كل شيء ، وحتى اصحاب القرار ان كانوا في اغلبهم المعضلة فاللائمة كلها لا تقع عليهم لوحدهم ، إنما عبؤها على الامة برمتها والتبعة هنا مجتمعية ..

وأن كل طرف من القوة يتراكم في المجتمع أكان عسكريا أو اقتصاديا او علميا او غير ذلك إن بدا اليوم غير ذي جدوى وفاعلية ومغاير ففي الغد سيكون العكس تماما عندما تلد الامة وتحسن تربية من يحسن توظيف وتوجيه طاقاتها وأسبابها من القوة ..

وهاكم الجيش والطاقات التركية مجتمعة كانت تسير في سياق يحسبه قصير النظر والرؤية وجعا وبلية ، فلما جهدت الامة التركية تربية وخشعت لله ساجدة بعث الله لهم منهم ما نحسبه قريبا من ذي القرنين آتاه الله من كل شيء سببا فاتبع هو سببا .

وتوشك تركيا اليوم ان تعود للريادة فتكون القاطرة ، وها هو جيشها واركانه يعودون الى ربهم رويدا رويدا ، والقلوب بين يدي بارئها يقلبها كيف يشاء ..

وغدا ان لم يكُ اليوم فالحال يسحب نفسه على الجيش والامن المصري قيادات وافراد وعلى غيره في الاقطار الاسلامية..

فمن اتبع رؤية غير هذه فقد ابتغى الحرب مع اعداء الله ساعدا بساعد على امة محمد صلى الله عليه وسلم ، والله خاذلهم جميعا وهو الحافظ لهذه الامة من الاستئصال والضامن لها الظهور والريادة متى استوفت الذي عليها في العبادة والعمل واتباع السبب واستنفاذ الطاقة والجهد ..

ومن ثم فعدوٌ لله ولرسوله وللمسلمين من يسعى لتعطيل الطاقات وتفريغها اليوم ويقضي على ما تواجد وتراكم من اسباب القوة والمنعة في البعدين المادي والروحي ..

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}


في الأحد 20 أكتوبر-تشرين الأول 2013 08:50:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=22434