ما حزب مُعمم
نهلة جبير
نهلة جبير

لنتكلم عن الحزب، لم يحدث أن ارتدى الحزب عمامة!

العمامة عار على الحزب، فالولاء القبلي سيغلب في النهاية، ثم إن الأيديولوجية لا مكان لها في حزب العمائم، ومسلكا الولاءين يتعارضان، وسيأكلان بعضهما، هذا ما حدث لحزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) في اليمن، حمل بذور انهيار كيانه الواهي منذ البداية، وهذه الآلية الخلدونية -نظرية ابن خلدون حول انهيار الأمم والحضارات- حتمية في كل كيان يبلغ القمة، ثم يعاود الانهيار لذات السبب الذي استقوى عليه لبلوغ القمة!

حسناً، ماذا عن جماعة الحوثي الجامحة؟

نفس الآلية ستقود هذه الجماعة إلى الانهيار الحتمي، قوتها تعتمد على التمدد المذهبي أولاً، وعلى ضعف القوى المحيطة بها -الدولة الأحزاب- ثانياً.

فغياب المكونات القوية التي تلبي حاجات المواطن الأساسية، وتنتصر لمظلوميته، مهد الطريق أمام تمدد الجماعة، المسار الأكيد، أن الجماعة ستبلغ القمة، وستقوم بمهام الدولة، وفي هذه الحالة ستحل محلها، وفي المقابل أمام هذا الدور الجديد، ستجد نفسها في مواجهة تحديات جديدة ستفرض نفسها تلقائياً، فهناك المكونات المدنية والحزبية والدينية وغيرها، التي لن تتفق مع فكر الجماعة الديني، سيحدث التصادم الفعلي عند وقوع أول مظلومية على هذه المكونات، فإما أن يكون الجميع منتمين لهذه الجماعة بفكرها ونهجها حتى يكتمل التوافق التام، وهذا لن يحدث واقعياً أبداً، وإما أن ينتج التصادم بين هذه المكونات المختلفة في توجهاتها ومذاهبها وانتماءاتها، وبين الجماعة الحوثية التي تملك القوة، ولن تقبل بالتنازل عنها.. في النهاية، ذاته عامل قوتها سيكون عامل انهيارها!

المشروعية التي تراها في نفسها من أنها الجماعة الصالحة، وما دونها فاسد، وأنها المخلص والمطهر وأمل الشعب، والممثلة الشرعية الوحيدة للدين بحجة الانتماء السلالي، هو نهاية مرجحة للانهيار!

وبالعودة للموضوع الرئيسي، العمامة هنا لا زالت موجودة، وبالتالي هل بالإمكان أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي بهذه العمامة؟

قطعاً، هذا ضرب من الخيال البوهيمي، كلام غير منطقي، لا يتحول إلى واقع، فنقطة ارتكاز الجماعة هي الدين، وهذا طائفي ومذهبي، الولاء بعيد عن أية أيديولوجية، محصور في الطائفة، وعليه، من الغباء، دعوة الحوثيين إلى التحول مما هم عليه، إلى حزب سياسي لممارسة السياسة.

يعرف المثقفون تحديداً أن هذا الكلام غير واقعي، ومع ذلك يتحدثون ويبالغون في طرحه، وكأنه المخرج من عنق الزجاجة. مزايدات مفهومة، لا ترقى للطرح!

الحزب له ما له، والجماعة لها ما لها!

الولاء، الفكر، النهج، لمن ستكون هذه الركائز؟

نهاية ما أرمي إليه، أن العمامة، أية عمامة، سواء كانت للشيخ القبلي أو الديني، لا تليق برأس الحزب، سواء كنا في اليمن أو غيرها من بقاع الأرض.

وبالمناسبة، السلاح لا ينشر فكراً، بل أعداءً! 


في السبت 27 سبتمبر-أيلول 2014 02:14:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=40395