من يُرقَّع ثقوب الحوثي ؟!
راكان الجبيحي
راكان الجبيحي

لم يرى الدكتور عبدالكريم الارياني وهو يصف الوضع الراهن أصدق تعبيراً من كلمة "شاذ" التي باتت قريبة الى الواقع الذي نعيش فيه .. وسط كومة رماد من تدهور الأوضاع ،وكمَّ هائل من الانتقادات ، وفتح ثغرات للصراع .. مع تصاعد سخونة المشهد .. وتزايد ممارسات الحوثي الخبيثة .

لقد أصبح الحوثي اللاعب الوحيد على الساحة.. غير مدرك بتاتاً ان ذلك قد يدق به وتر التراجع .. والسقوط الوشيك. بل انها بداية النهاية لتصرفاته السلبية .. وهو ما أبرمت عليه الجماعة من خلال لغات متفاهمة ، ورسائل شبه واضحة للرجوع الى بنود السلم والشراكة .. والتفاهم مع مختلف القوى بعد ما بدأت وحيداً في خلوة الوضع . والمشهد الساخن .

قبل بضعة أيام هاتفني والدي وكثيرون بعد قراءتهم لمقال العزيز علي البخيتي أحد أبرز قيادات أنصار الله "الحوثيين" في صحيفة الأولى تحت عنوان "تركت وحيداً والأن ندفع الثمن جميعاً" وظليت اتناقش معهم بخصوص ما تناوله المقال .. الذي أحدث تأثيراً كبيراً واستغراباً ملحوظاً لدى الجميع .. كونه يتناقض مع انتمائه الفكري والسياسي.. ويتناسب مع روحه الأخلاقية والمُشرَّفة والشفافة على السطح في الموقف الذي اتخذه ، ورواه في مُجمل سطوره في التصدي للجماعة عندما اقدمت على اقتحام منزل زوجة الشيخ حميد الأحمر السابقة . وظل باسطاً وماكثاً هناك برفقة الزميل العزيز نائف حسان ومحمود ياسين .

قرأتُ المقال مراراً وتكراراً . كما سبق وان قرأت لمحمد المقالح وغيرهم الذين أصبحت مقالاتهم تتناقض أيضاً مع ميولهم الفكري والسياسي .. في ظل ممارسة جماعة انصار الله السلبية الفظيعة .

وصلتُ فجأة الى حالة من التفكير.. وتراجعت قليلاً الى الوراء.ونبشت الذاكرة .. لأتذكر سر حديث لي من احد الزملاء الإعلاميين والمقربين من الجماعة بقوله"هناك حالة من الانقسام داخل الجماعة .. هناك ممارسات تقوم بها خلايا موغلة داخل الحركة . وان القيادة العليا ليست على علم بما يقوم به البعض من ممارسات وعلى هذا الاساس هناك حالة الصمت .. مما حدث بعض الخروقات . والاقتحامات باسم الجماعة"

استناداً إلى ذلك .. وما سبقه من امتصاص لشعبية الحركة من خلال ممارساتها التي أظهرت حسن النوايا . ووضحت اهدافها..في إتساع رقعة الفوضى التي تنعكس سلبياً على الحركة.. خصوصاً بعد ما أصبحت اللاعب الوحيد في الساحة بطريقة غير شرعية .. وبعقلية متخلفة .. وغير مقبولة وهذا دليل على وجود ثغرات داخل الحركة .. وبداية النهاية التي ستسقط تلك الجماعة الشاذة في سرعة انتشارها بوقت ضئيل.. وانهيارها كما نهضت . وهذا ما تم ترجمته من خلال قيادات لهم عبر مقالات وتصريحات .

أصبحت اعمال الحوثي مصدر قلق لدى الجميع.. فقد ظهرت جليتاً على السطح .. بعد ان كانت غامضة لدى البعض .. وتقلصت شعبيته مع نشاطاته وخطواته السلبية ..وتراجع قوته القتالية اثناء المعارك التي خاضها وخسرها في رداع واب وغيرهما .

الرئيس هادي الذي بات ومع مرور الوقت ضائعاً تائهاً .. في عالم آخر .. وكأنه يبدو في صحراء قاحلة .. تتعطش من ماء الرجوع ، للملمة الوضع .. في ظل السكوت المخزي ،، والغموض الذي يحوم حوله إزاء تدهور الاوضاع . بل وتساقط الأوراق والحلول بعد التخاذل الفضيع الذي اتخذه تجاه جماعة الحوثي .

كذلك حكومة بحاح التي لم نتلمس حتى الان أي نوع من الخطوة الإيجابية وفرض هيبة الدولة ولو بنسبة جزئية .

فالبلد يتعطش لرحيق الامن ، يلهث بعبء وبطئ نحو الاستقرار ، يبحر في شاطئ النجاة متيقناً ومتأملاً خروجه من المأزق المؤلم الذي اندرج فيه دون جدوى .

لا زال الوضع في حالة من الغليان المُتصاعد على نار العنف .. ولا تزال بعض القوى تنخر على جسد الوطن لإعاقته .. بل نجحت في ذلك.وتغلغلت بعمق في خلاياه . مما بلورت حركة نهوضه من خلال ما مارسته من فوضى ودمار .

ان اليمن على كف عفريت .. وضعها المخيف أصبحتُ لا اطيقه .. والغموض المخزي والفضيع لدى هادي والحكومة غير مرغوب فيه .. لقد اندرج الوضع في عنق الزجاجة .. وغاص في خاصرة التشبث . والتقزم وتعلق بجَنَس العنف .

فالحوثي يمر بمرحلة صعبة . وحالة من الهذيان والتخبط . مما أدرك مؤخراً أنه يرتكب خطأ فادح، ويميل شيئاً فشيئاً نحو إحراق الحركةوتشويه صورتها في المجتمع لما ترتكبه من خروقات وخطوات متسارعة.. أدت إلى حدوث صراع وخلاف داخل المطبخ الخاص .. كما بدا لنا المشهد كذلك مع وجود احتمال في تقسيم أدوار بين القيادة الحوثية .

فمن يرقع ثقوب الحوثي ؟ ويسد ثغراته التي نخرت على جسد البلد ؟

من يتحمل مسؤولية تلك الأحداث المؤلمة التي عصفت على الشعب ؟

ما الخطوة التي سيقدم عليها الحوثي في ضل المرحلة الحرجة التي يمر بها . ليدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها ؟ ويعود مجدداً إلى المشهد بطرق أخرى ؟ ولغات واضحة وشفافة عكس الماضي ؟

الأيام القليلة القادمة ستحمل لنا الأجوبة عن تلك التساؤلات؟؟بل ان الساعات الجارية باتت تعطينا نماذج أجوبة لملامح تلك التساؤلات ..!


في الثلاثاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2014 01:06:15 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=40886