اليمن.. وجحر الحمار والعالم الرابع
أحمد عايض
أحمد عايض
 

نجح الحوثيون عبر سياسات القمع والإقصاء المتعددة وتتويجهم السياسي المتخلف بما سمي الإعلان الدستوري "الإنقلابي "وسلطتهم المرتبطة بكهوف مران الزج باليمن إلى متاهات الضياع والفوضى ,ودخول اليمن كلية في غياهب النفق المظلم .

لا يوجد يمني في إطار الجمهورية اليمنية إلا تأثر مستواه الاقتصادي والمعيشي والتعليمي في ظل دولة السيد,إضافة إلى إرتفاع معدلات الفقر والمجاعة وتنامي معدلات ذلك إلى مراحل مخيفة حيث أوضح تقرير صادر عن البنك أن اليمن يحتاج إلى  مساعدات انسانية عاجلة مؤكدا ارتفاع معدلات الفقر الى 80% من المجتمع اليمني ومعلنا للعالم أن اليمن على أعتاب مجاعة وشيكة .

أما منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” فقد أعلنت عبر تقرير رسمي لها إن 14.4 مليون نسمة في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي.. وحذرت المنظمة الدولية، أن الوضع الانساني في اليمن بات مروعاً، مؤكدة أن 80% من السكان بحاجة للمساعدة.

في ظل هذا الإنحدار المخيف في حياة المواطن العادي, يمكن القول أن الحوثيين نجحوا وبقوة في إدخال اليمن إلى مصاف دول العالم الرابع .

وحتى نعي مصطلح "دول العالم الرابع ", فيجب أن نعرف أولا معني دول العالم الأول وهو مصطلح يقصد به الدول المتقدمة التي تتمتع باقتصاد متطور ومؤشرات تنمية بشرية عالية ( كأمريكا وأوروبا الغربية) أما دول العالم الثاني فهو مصطلح يقصد به توصيف الدول التي تعيش بين خطي الرخاء والفقر( كدول الأتحاد السوفيتي سابقا وأوروبا الشرقية") أما دول العالم الثالث فهو مصطلح يقصد به الدول التي لا تنتمي إلى العالمين الأول والثاني وهي الدول ذات المستوى المعيشي المنخفض مقارنة بالدول المتقدمة.

أو بتوصيف أدق كما عرفها الدكتور يوسف القرضاوي بقوله دول العالم الثالث هو تعبير مؤدب يقصد به الدول التي مازالت تركب البغال والحمير" الدول العربية والإسلامية " .

هذا التقسيم الدولي لسكان الكرة الأرضية ذكرني بمثل شعبي سمعته قبل أيام من أحد الشيوخ كبار السن قبل أيام, صنف فيه موضع اليمن في ظل دولة السيد حيث قال" ناس في دنيا وناس في دين وناس في جحر"دبر" الحمار الداخلي , وهو مثل يستخدم في مقارنة الأحوال في حياة الناس واهتماماتهم .

أضحكتني مقارنة ذلك الشيخ الكبير عندما صنف دولة السيد اليوم بموضع حجر الحمار الداخلي .

وأعتقد أن هذا المستوى المعيشي للمواطن اليمني اليوم وببركات الحوثيين يمكن القول أنهم أوصلوا حياة الناس إلى ذلك "المضيق المقرف" لتتربع اليمن كأول دولة في العالم تصل إلى مصاف "دول العالم الرابع" .

اليمن في عهد هذه الطغمة الفاسدة أرجعتنا للخلف أكثر من نصف قرن , تخلفا ورجعية وجهل .

في عهد رجل الكهف تحول الأمُيين والجهلة إلى قادة مؤسسات, والفاشلين والحمقى دراسيا تربعوا في صفوف القيادات السياسية , وأصبح المراهقون بقوة الحديد والنار حكاما في دار المظالم التي حولوها إلى بديل عملي لمحاكم الدولة .

في دولة السيد الجهل يمضي بسلطانه عبر كل باب , ويتحول في صفوفهم كل مبردق ومتخلف ومعتوه إلى مرجع في المجتمع المدعوس.

توقفت كل مؤسسات الدولة وهيئاتها المدنية والإعلامية , ونهبت كل المنظمات التي كانت تعمل في مجال التربية والتنمية البشرية ومشاريع الإقتصاد والإعلام وهم ينهقون "ما نبالي ما نبالي.

آلاف المؤسسات والجمعيات والشركات والمنظمات أغتالها الحوثيون وأنهوا مستقبلها ,إما بنهب ممتلكاتها أو توقيف أعمالها أو ملاحقة العاملين في فيها .

 تحول عهد السيد في أقل عام إلى تسونامي دموي يغتال في طريقة كل صروح العلم والنجاح والحياة , إقتلعوا قيم الحب والسماحة , وورثوا بدلا منها أكوام الحقد والكراهية , وصنفوا المجتمع إلى تابع ومتبوع , وخادم وسيد.

مساحات العيش وقيمها في قاموس مسيرتهم الشيطانية التي نخرت في صلب حياة المجتمع اليمني , تحولت إلى تدمير ممنهج لكل القيم والأعراف والتقاليد والقوانين حتى لم يسلم منها دستور الدولة وقانونها من البطش والتعطيل .

كانت حيات العامة من الناس في عهد حليفهم المخلوع ترتكز على خدمات الحمير والبقر في قضاء حاجياتهم وعلى بعد أكثر من عشرين كلم من العاصمة صنعاء ومن كل جهاتها الأربع تجد هذه الحيوانات تتصدر مشهد خدمة المواطن اليمني في كل أرجاء الريف اليمني.

هناك قرى يمنية تبعد عن العاصمة صنعاء 30 كم فقط وحتى اللحظة بعد أكثر من خمسين عاما من ثورة 1962م لا تعرف الكهرباء ولا الماء ولا حتى خطوط الهاتف الأرضي.

لقد جاءت دولة السيد لتعتبر ذلك النمط المعيشي المتخلف نوعا من الممارسات المتقدمة في نظرها , وتصر على الدفع بحياتنا إلى مصاف دول العالم الرابع , ليصبح جحر الحمار الداخلي حسب توصيف ذلك الشيخ هو النمط الجديد لسكان جنوب غرب الجزيرة العربية.

  
في السبت 05 مارس - آذار 2016 05:32:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=42121