حروب الجنس والأرحام في اليمن والمنطقة
أحمد عايض
أحمد عايض

  طيلة أكثر من ألف عام من استعباد اليمنيين عبر سلالة معينة وهي تلعب بالمكون الاجتماعي لليمن عبر وضع التقسيمات الطبقية للمجتمع وصناعة طبقات إجتماعات لم تكن موجودة من ذي قبل ونجحت السلالة السياسية في إيجاد نظام طبقي على غرار النظام الطبقي الموجود في بعض دول قارة آسيا .

الهاشمية السياسية قسمت المجتمع اليمني إلى طبقات اجتماعية تفاوتت طبقاتها ما بين منزلتي "الأمراء والعبيد" وظهرت طبقات السادة والقضاة والقبائل والمزاينة والدواشين الخ .

ومنح السيد الحق في الزواج من بنات القبائل والدوشاين والمزاينة في حين حرم على هاشمياته الزواج من الأكفاء من رجال القبائل أو بقية الطبقات .

ظلت هذه السلالة طيلة أكثر من ألف عام تلعب بعقلية الطبقات الأخرى وتحويلهم إلى مقاتلين أميين يزج بهم وقت الحاجة لأي حروب ولأي نزوة يرغب في تنفيذها مادام" الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي".

وفي القريب العاجل منذ ظهور خبث الحركة الحوثية في اليمن تتحدث الروايات عن جرائم مروعة بحق الأنوثة والأمومة وتحديدا في محافظة صعدة معقل "السلالة " في ظل صمت مخزي لكل الناشتات اليمنيات الاتي تسلقن إلى سلم الشهرة وأبواب السفارات الغربية عن طريق حقوق المرأة وزواج الصغيرات عن كل ما يجري هناك.

يحتفظ موقع اليوتيوب بعشرات الشاهدات لنساء من محافظة صعدة يتحدثن عن جرائم الحوثيين بحق المرأة التي وصلت إلى تزويجهن بمقاتلين دون الانتظار حتى لنهاية عدة المطلقة أو المتوفي عنها زوجها , المهم أن تنتقل زوجة المجاهد حسب وصفهم من حضن الزوج المتوفي إلى حضن زوج أخر , والأهم أن تظل رحم هذه المرأة تنجب أطفال , سيتم تحويلهم إلى مقاتلين مختطفين ذهنيا وعقليا من قبل عصابات تلك السلالة.

الحوثيون أو شيعة اليمن ٌالإثني عشرية ومنذ وقت مبكر وهم يتداعون إلى ضرورة تناسل وتكاثر السلالة وأنصارها , بهدف توفير أكبر قدر من المقاتلين في صفوف عصاباتهم حتى وإن كانوا من القاصرين .

الذي أريد الوصول إلية أن ثمة حرب واغتصاب تدار من قبل السلالة والطائفة أدواتها الجنس والأرحام بصمت في مجتمعنا اليمني وعالمنا السني .

الصراع الدموي الحاصل اليوم بين جبهتي "السنة والشيعة " أبرز وبقوة حروب الأرحام والتناسل, حيث تصدرت إيران مشهد الدعوات إلى التعدد في الزيجات حيث طالب الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي إيران إلى مضاعفة عدد سكانها إلى 150 مليون نسمة وجاءت هذه الدعوة بعد التهام الحروب لمقاتليهم في كل من العراق وسوريا وأنصارهم في لبنان واليمن .

كما تزامنت تلك الدعوة بدعوات مماثلة للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران حيث قام بتبني حملات إعلامية تحمل شعار «انخفاض عدد السكان يساوي الانخفاض في القوة العسكرية».

كما قادت عمائم إيران ومرجعيات قم وكربلاء دعوات تنادي بضرورة أن يبدأ الإيرانيون بإنجاب الأطفال على الفور، على أن يكون عدد المواليد مرتبطًا بالأرقام المقدسة في الطائفة الشيعية مثل رقم 8 (الإمام الرضا) أو الرقم 12 (الأئمة الاثني عشر) أو 14 (الأئمة المعصومين).

قبل عامين كانت إيران تدعو إلى تحديد النسل , وكانت تتصدر أكبر دولة في العالم تصدر الواقي الذكري , لكنها غيرت سياستها فجأة مما جعل منظمة «العفو الدولية تعبر عن قلقها حيث وصفت تلك الدعوات بقولها أن إيران تريد تحويل النساء الى ماكينات إنجاب.

كما أصدرت طهران قوانين تفرض على النساء الإنجاب وتقيد حريتهن الشخصية وقدرتهن على الاختيار، بينها قانون يحظر كل وسائل منع الحمل على أنواعها ويمنع اي ترويج وتنفيذ لسياسة تحديد النسل، وقانون آخر يصعب على الشابات اللواتي ليس لديهن أطفال فرص الحصول على عمل او وظيفة ويقلص قدرة المتزوجات على طلب الطلاق.

بالرغم من أن الشيعة طائفة ذات أغلبية في إيران، إلا أنهم يمثلون أقلية في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، كما يشكلون نسبة تتراوح ما بين عشرة و15% من إجمالي المسلمين.

الدولة الإسلامية الوحيدة "السنية" التي تنبهت مبكرا إلى خطورة التحركات الطائفية في المنطقة هي "الجمهورية التركية" التي تبنت قبل أسابيع إلى زيادة النسل " حيث طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء مشاركته في حفل زفاف نجل أحد رجال الأعمال الأتراك باسطنبول بزيادة النسل حيث قال أن إنجاب طفل واحد يعنى الوحدة، وإنجاب طفلين يعنى التنافس، أما ثلاثة فيعنى التوازن وأربعة يعنى الرخاء.

وعودة إلى بداية الموضوع لا ننسى أن محافظة صعدة تتصدر قائمة المحافظات اليمنية ومنطقة الشرق الأوسط من ناحية إرتفاع الأرامل والعوانس بسبب حروب السيد العبثية التي هتكت أستار البيوت وأدخلت الحزن إلى كل غرفة نوم وإلى كل عين أم وزوجة .

أعتقد الأيام القادمة ستكون مرة وكلفتها أكثر من باهظة لأن هناك من يسعى ليس لتلاعب بالمكون الطبقي والسلالي في المنطقة ,بل لطمس هوية شعوب بأكملها وإبادتهم ربما في حروب طائفية , حتى يتسنى للمخرج الخبيث من رسم مشهد الشرق الأوسط الجديد الذي كنا نٌبشر به منذ قرابة ربع قرن من الزمن , وستكون حصيلة هذه الضريبة هي عشرات الآلاف من الرجال في ميادين الحرب والقتال لا قدر الله ..

 
في الإثنين 20 يونيو-حزيران 2016 12:40:30 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=42399