إيرلو يشترط طرد الأجانب
حسين الصوفي
حسين الصوفي
 

في ظهور رابع وخلال أقل من أسبوع ظهر الحاكم العسكري الإيراني لصنعاء، بمراسمه الخاصة وبحراسته الإيرانية الخالصة وبدون اصطحاب أي عميل من أذناب الاحتلال الفارسي، وصعد منصة لا وجود فيها سوى للعلم الإيراني فقط، وأعتلى المنصة ليقف عبيد طهران وعملاءها يؤدون النشيد الوطني الإيراني:

"بهمن، فر ايمان ماست

پيامت ای امام

استقلال، آزادی

نقش جان ماست

پاينده مانی و جاودان

جمهوری اسلامی إيران"

والترجمة العربية لهذه الكلمات الفارسية تقول أن "بهمن" هو رمز إيماننا، بهمن إله فارسي، وقيل أنه شفرة عن عقيدة امبراطورية فارس للانتقام من معركة القادسية واسقاط مقدسات الإسلام تحت غطاء أوهام آل البيت والنيل من جوهر الأسلام ونقاء عدله وعقيدته.، هكذا صدح حسن إيرلو في قلب العاصمة، وكانت العناصر المنضوية في تشكيلات العصابات الحوثية تقف بثبات وتردد بإخلاص وبلهجة فارسية تلك الكلمات بلسان أعجمي خالص، وتستمر:

وندائك أيها الإمام

للإستقلال والحرية،

منقوشٌ في أرواحنا،

فلتبقي خالدةًً وأبية

أيتها الجمهورية الاسلامية الإيرانية!!.

صرخ القطيع وارتفعت هتافاتهم خلف إيرلو، فلتبقي خالدة أيتها الجمهورية الإسلامية الايرانية، ثلاث مرات قالوها بحماس، وقبل أن يجلسوا أخذ إيرلوا وقبل العلم الإيراني في قلب صنعاء وقال "انتصرت الثورة الإيرانية في صنعاء" قالها بالفارسية، ثم اشترط:" يجب طرد القوات الأجنبية من اليمن"!!.

لم أستطع نقل كل تفاصيل الصورة، لمن شاهد الفيديو ستظهر له تفاصيل ما أريد هنا! فليس الخبر كالمعاينة!!.

حين سمع موسى أن قومه يعبدون العجل عاد غاضبا، لكنه حين رأى كسر الألواح وفيها الوحي، وأخذ يسحب لحية أخيه، وهاج غضبا واحتد واحمر وجهه وصرخ وتصاعد الكلام من فمه وتحول إلى كتلة غضب ونار، فليس من رأى كمن سمع!!.

إي والله ، من قلب صنعاء قال باللغة الفارسية" نريد إخراج القوات الأجنبية من اليمن" أي والله بعد أن ردد النشيد الوطني الإيراني!!.

في حفل هو الوحيد الذي أقيم في العالم خارج طهران، حيث لم تحتفل أي جالية ولا سفارة ولا فعالية ولا حتى امرأة إيرانية متزوجة في الخارج ببهمن، سوى عبيد إيرلو وعملاء إيران في صنعاء هم الذين احتفلوا بنجاح الثورة الإيرانية التي انتصرت في "اليمن"!.

ما دلالات ذلك؟

دلالات ذلك أن إيرلو ازاح الأدوات الرخيصة التي يطلقون عليها "شيعة الشوارع" من مرتزقة إيران، وأقصاهم من المشهد، لأن دورهم انتهى من واجهة الأحداث السياسية والعسكرية ويقتصر في تجنيد مزيد من الرعاع والزج بهم في محارق لتحقيق أقصى درجات الضغط والاستفادة من التفاوض في الملف الإيراني النووي وتموضع إيران في المنطقة!

هل انتهى دور عبد الملك الحوثي؟!

نعم .. حضوره بات ضمن هامش يحدده إيرلو، مثله مثل محمد البخيتي القواد المبتذل، الذي يريد تحقيق انتصار الإسلام لإلهه "بهمن" بدخول أراضي مكة والرياض بعد تسليم مأرب لحسن ايرلوا، شاهدوا مقطع فيديو لهذا الصفيق الأرعن الذي بلغ أقصى درجات الابتذال والقوادة الرخيصة!.

اما محمد علي والبقية فسيكتبون اقتباس التغريدة التي نسخها إيرلوا وترجمتها من اللغة الفارسية" طرد القوات الأجنبية"!!

هذه ليست مسرحية سمجة، هي حقيقة صادمة للبعض ممن ظل طوال خمس سنوات يظن أن الحرب في اليمن بين متمردين شيعة وعملاء لإيران وبين الشعب اليمني، أولئك المخدرين دفنوا رؤسهم في التراب، بينما كانت الحرب الحقيقية بين الاحتلال الإيراني المباشر وبين اليمن دولة وهوية وحضارة وإنسان!.

في تفاصيل موثقة فإن من أصدر أمرا بقتل علي عبد الله صالح الذي سلم كل معسكرات ومقدرات البلد الحوثيين هو قاسم سليماني، ولم تشهد أي عاصمة في العالم بما فيها طهران صورا عملاقة واحتفالات كبيرة ومهرجانات لقاسم سليماني مثلما فعل إيرلو في صنعاء، باختصار لأن صنعاء محتلة بالكامل وتديرها منظمات ترتبط بشكل مباشر بحسن ايرلو، وهو اسم حركي وليس الاسم الحقيقي للحاكم العسكري المطلق للاحتلال الإيراني في اليمن!.

هذه هي الحقيقة التي لم يقف لها الاغلب موقفا يوازي حجم الخطر الذي نعيشه اليوم.

وفي مقال لاحق سأستعرض بالأدلة والتواريخ ودلالات ورمزية ووقاحة حضور إيرلو بهذا الشكل الفج، وهل احرق المراحل حينما ازاح عبيد طهران ومرتزقته من عناصر الحوثية أم أنه تكتيك مؤقت.

وما علاقة معركة مأرب وكيف قلبت مأرب الموازين وغيرت تفاصيل كثيرة واحبطت أخطر مشروع صفوي مدعوم غربيا وامريكيا وروسيا ويحظى بشبه اجماع دولي، وما هي نتائج معركة الخمسة الايام الحاسمة في مأرب والانتصار الأسطوري التاريخي الذي تحقق خلال هذا الاسبوع.

كلها سنتناولها تباعا، بعد أن ترجمنا شرط إيرلو باللغة الفارسية الذي يشترط "طرد القوات الأجنبية" بالفارسية طبعا تحدث!!هل وضحت الترجمة؟

 
في الجمعة 12 فبراير-شباط 2021 08:16:09 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=45325