ماذا لو؟!! واردوغان
عبده العبدلي
عبده العبدلي

في (دافوس) هناك حيث عاش الكل لحظة الصمت المؤلمة ...وقف أردوغان في وجه بيريز : أنتم قتلة !! بمبدأ من يثق أن قراره بيده .... الذهول يعتري قاعة المؤتمر ... موسى يتسمر في مكانه .... أردوغان يعلمنا كيف تكون العزة .... كيف تكون الكرامة ... كيف يواجه الشجعان أرباب النازية .... غزة تكسر حاجز الصمت .... غزة تلقن العدو دروساً على أرض الواقع وفي قاعات المؤتمرات .... أردوغان يعري إسرائيل ... دروس جديدة تهدينا إياها غزة رغم الألم وهول الكارثة لتزرع في قلوبنا الأمل من جديد وتزيد الحقيقة إيضاحاً وتبيينا....

تشافيز فنزويلا يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل ... أمير قطر يدخل التاريخ من غزة ..

ماذا لو كانت ليفني مكان عباس ؟!

ماذا لو كان أردوغان أميناً للجامعة العربية ؟!

ماذا لو كان عبدالناصر حياً ؟!

آهٍ يا أطفال فلسطين !! ماذا لو ... تساؤلاتٌ تقتلني ليل نهار ... ماذا لو ... خنجرٌ بخاصرة كل غيورٍ في هذا الكون ..ماذا لو .. وماذا لو تعلم زعماؤنا درساً من أردوغان ؟! .

ماذا لو ... أسئلةٌ وخيارات يطرحها صناع التاريخ لطلاب الحاضر الذين لا يتقنون سوى دروس العمالة ولا يتعاملون إلا مع محاضرات الخيانة ، ولقد سجل هؤلاء أرقاماً قياسية في قائمة لا تختص إلا بمن يؤمن بوهم السلام الزائف ، وخيال القانون الدولي ، ويحاولون جاهدين التمسك بالكراسي مهما اقتضى الأمر حتى لو كلف ذلك خسارة الشارع العربي غير آبهين بأطفالٍ يتموا ، ونساءٍ ذهبن ضحية تخاذلهم ، وشيوخٍ رحلوا عن هذا الكون وهم يحملون آلافاًُ من الصور المخزية لمواقف قادتهم وهم كذلك _ أقصد الزعماء _ من يتسابقون على عدم إيذاء \"مشاعر\"الحلفاء رغم أن ما حدث لأبناء غزة هو إيذاءٌ جسدي ، قتلٌ وتدمير ، تهجيرٌ وتعذيب للذين هم من أبناء جلدتهم .

نعم أردوغان ... لم يكن ما قمت به في دافوس انتصاراً لعزة وكرامة تركيا فحسب ، بل هوانتصارٌ لكل الشعوب العربية، لكل أنصار الإنسانية في كل بقاع العالم الذين طال عليهم العمر وهم ينتظرون ظهور من يستحق وسام الزعيم الذي افتقدوه زمناً طويلاً فعاشوا تحت رحمة أعدائهم ..

وهنا ... هل ستصل رسالة أردوغان إلى أصحاب الشأن ؟!

إلى من يهمهم الأمر قبل غيرهم وإلى من يعتبرون فلسطين قلب الأمة العربية ... وهل ستعلمهم مثل هذه المواقف معاني الكرامة والعزة ؟! كي يعيدوا ثقة شعوبهم بهم . أم أن الحرب على غزة ستكشف لنا كل يوم أبطالاً وقادةً هم خارج السرب ويبقى من يهمهم الأمر يقبعون في أوكار العمالة المخزية ؟!....


في السبت 07 فبراير-شباط 2009 06:32:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=4843