مارب.. البقرة الحلوب
ناجي الحنيشي
ناجي الحنيشي

ناح النواح والنواحه حاحا

على بقرة حاحا النطاحة حاحا

والبقرة حلوب حاحا

تحلب قنطار حاحا

لكن مسلوب حاحا

من غير الدار حاحا (1)

أظهرت عملية اغتيال الأمين العام لمحافظة مارب التي جرت مؤخرا مدى الحماقة والغباوة اللتين تتعامل بهما السلطة مع هذه المحافظة وأبنائها من ناحية، ومدى الأهمية التي تمثلها مارب للبلد من ناحية أخرى .ففي الأولى كشف المستور وتأكد أن لا ثروات مارب ولا طيب أهلها ولاحتى (الافتتان) حد الموت حبا لرأس النظام وأجهزته يشفع لأحد هنا , فالكل ليس إلا (كروت) .

أما في الثانية فقد تجلت حقيقة كم هذا البلد معتمد على مارب وثرواتها فيما لاتجد أي نوع من أنواع التضامن والمؤاساة عند تعرضها للمصائب بفعل عمليات السلطة وسياساتها التدميرية ، وهذا برائينا ينم عن حقد وكراهية ( بنيا) على الاقتناع الساذج بدعاية السلطة التشويهية لأهل مارب ، واللذين (يصوروا) بأنهم أساس البلاء والشر وعائق التنمية ليس في مارب وحدها بل في البلد بشكل عام . لكن الوقوف على حقيقة ما تحصل عليه مارب وما تعطيه (قسرا) للآخرين ربما يسهم في أظهار خطاء ( التصور ) المرسوم لهذه المحافظة وأهلها , ويخلق (قدرة ) للحكم على الأشياء كما هي لا كما يراد لها إن تكون. وفي هذا توفر لغة الأرقام أدناه بعضا مما ليس معلوم لدى الكثيرين .

بلغت مؤازنة مارب للعام الحالي 2010م مبلغ وقدره 6,960,407,000ريال (ستة مليار وتسعمائة وستون مليون وأربعمائة وسبعة ألف)(2) خصص لبند النفقات الجارية أي المرتبات والمكافآت وما في حكمهما مبلغ وقدره 5789251000ريال (خمسه مليار وسبعمائة وتسعه وثمانون مليون ومائتين وواحد وخمسون ألف) بينما خصص لبند النفقات الرأسمالية مبلغ وقدره 1071156000ريال (مليار وواحد وسبعون مليون ومائة وستة وخمسون ألف)(3) وذالك لتمويل(243)مشروع منها(173) قيد التنفيذ و(70) مشروعا جديدا , وبقسمة المبلغ على عدد المشاريع يكون نصيب كل مشروع (4408049) ولكم إن تتخيلون أي مشروع هذا الذي يتم الحديث عنه . هذا ماتحصل عليه مارب وفوقه (إكرامية) تلوث بيئي دمر الأخضر واليابس وظلام دامس وقائمة من الحروب الأهلية . أما – ما يأخذه الآخرين وفقا والإحصائيات الرسمية التي نشك في صحتها فيتمثل بالاتي :-

م المادة يوميا شهريا سنويا

1نفط خام 980000000 29400000000 352800000000 ريال

2نفط مكرر 100000000 3000000000 36000000000 ريال

3غاز منزلي 146080000 4382400000 52588800000 ريال

4غاز مسال   

 الإجمالي 1226080000 36782400000 441388800000 ريال

ولجعل معرفة حقيقة الأرقام أكثر سهوله فقط نتبع ما يلي :-

1) النفط الخام: ينتج قطاع صافر(70000) برميل يوميا (4) وفقا وما تقوله الحكومة ، ولواجرينا حسبه بسيطة على أساس إن سعر البرميل (70دولار) فان ذالك يعني :

- يوميا : 70000*70=4900000(أربعه مليون وتسعمائة ألف دولار).

- شهريا:4900000*30=147000000(مائة وسبعه وأربعون مليون دولار).

- سنويا:147000000*12=1764000000(مليار وسبعمائة وأربعه وستون مليون دولار).

وعلى افتراض إن سعر الدولار مقابل الريال مستقر عند(200ريال) (5) فهذا يعني 352800000000(ثلاثمائة واثنين وخمسين مليار وثمان مية مليون ريال).

2) النفط المكرر: يكرر في مصفاة مارب يوميا (10000) برميل، وإذا احتسبنا سعر البرميل بعد تكريره ب (10000)ريال فهذا يعني :

في اليوم:10000*10000=100000000(مئة مليون ريال).

في الشهر:100000000*30=3000000000(ثلاثة مليار ريال).

في السنة:3000000000*12=36000000000(ستة وثلاثون مليار ريال).

3) الغاز: تشحن83 قاطرة يوميا سعة القاطرة (2200) أسطوانة غاز منزلي ، وهذا يعني (182600) أسطوانة نفترض إن سعر الاسطوانة ثابت عند(800) ريال(6) فهذا يعني:

- في اليوم:182600*800=146080000(مئة وستة وأربعون مليون وثمانون ألف ريال).

- في الشهر:146080000*30=4382400000(أربعة مليار وثلاثمائة واثنين وثمانون مليون وأربعمائة).

- في السنة:4382400000*12=52588800000(اثنين وخمسون مليار وخمسمائة وثمانية وثمانون مليون وثمان مئة ألف ريال).

4) الغازالمسال: علمه عندهم !!!!!

إذن هذا ما تعطيه مارب للآخرين بشكل مباشر وفوقه عائدات المقاولات والوكالات والتعاقدات والحماية والتأجير، في الوقت الذي لاتحصل مارب على شي تقريبا. فهل هذا عدل؟ وهل هذا يجوز؟ مع العلم إننا لوجمعنا هذه المبالغ من عام 2004م وحتى اليوم لبلغت أرقام قياسية لأتصدق، غيرانها لم تنعكس على التنمية لا في مارب ولأغيرها. والسؤال الذي يطرح نفسه أين تذهب هذه العائدات؟ وما مصيرها ؟. والمفارقة الغريبة أن هذه المحافظة (البقرة) المدرة (حليب) للآخرين تحلب بشكل نهم وجشع ومتوحش و(كبارها)يمسكون بقرونها، وما الشهيد/جابر الشبواني إلا احد هولاء الكبار الممسكين بالقرون، غير إن ذالك لم يشفع له من بطش الأخر ، ولم تنفعه خدماته !!(7) وهو الأمر الذي يتوجب الاستعاضة منه . هذا من جانب أما من الجانب الأخر فان خيرات هذه المحافظة التي تعطيها للآخرين غير (السلطة الحاكمة) لم تشفع لها عند هولاء الآخرين!! فأهلها عندهم الجلادون وليسوا الضحية ، وهذا لعمري ظلم ما بعده ظلم وعقوبة قاسيه لمأرب وأهلها من أناس كان من المفروض إن يحكمون بعقولهم على الأمور ، لابما يمليه عليهم من دمر الجميع وان بإشكال مختلفة (تعددت الإشكال والموت واحد ). لقد كان للأحكام الجائرة والنعوت الشائنة التي أطلقت على أهل مارب من قبل الآخرين واقصد عامة الناس بما فيهم المثقفين أثناء انقطاع الكهرباء التي أعقبت مقتل أمين عام المحافظة موشر دال على مستوى انحطاط الوعي ولا إدراك للوقائع والأحداث ، وإلا كيف يحملون أبناء مارب مالحق بهم من جراء انقطاع الكهرباء، ولم يحملوه النظام الذي يمارس أعمال صبيانية وتدميرية ألحقت أضرار بالغة على الجميع دون استثناء. وليعلم القاصي والداني إن هذه الكهرباء التي ( تنير ) هناك !! وسبب انقطاعها خسائر كبيره كما يقال لم تصل بعد إلى أهل مارب!! ولا يزالون يعيشون في الظلام بينما يتمتع الآخرون بالضو والنور اللذان ينبعثان من مارب ويذهبان بعيدا عنها. فهل بعد هذا عطى ؟ وهل بعده تضحية ؟ وهل بعد كل ذلك يلام أبناء مارب0

هوامش ومصادر:

1-الشاعر احمد فواد نجم

2-سباء نت

3-هذا بند التنمية في مارب!!

4-هناك كميات أخرى تكرر في مصفاة عدن

5-يوازي الدولار اليوم225ريالا

6-ثمن الاسطوانة حاليا 1100ريال

7-يقال انه اغتيل وهو في مهمة رسمية


في الأحد 27 يونيو-حزيران 2010 10:08:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=7421