التايم الأميركية : وضاح خنفر احد أكثر مدراء الأخبار المؤثرين في العالم

وصفت مجلة تايم الأمريكية مدير عام شبكة الجزيرة الفضائية وضاح خنفر بأنه واحد من أكثر مدراء شبكات الأخبار المؤثرين في العالم، التايم أجرت مقابلة مع خنفر وضعت من خلالها النقاط على الحروف فيما يتعلق بشبكة الجزيرة الفضائية في عامها العاشر، ولأهمية المقابلة رأينا أن نضع ترجمتها بين أيدي قراء الموقع:

أنت لَرُبَّمَا لَمْ تَسْمعَ عن وضاح خنفر، لكن هذا الأسبوعِ، يُصبحُ واحداً من أكثر مدراء الأخبارِ التنفيذيين المؤثرينِ في العالم، إضافةً إلى أنْه مدير قناةِ تلفزيون الجزيرةِ ومقرها قطر، خنفر، المراسل السابق والفلسطينيّ المولد الآن الرئيسُ العامُّ لقناةِ الشبكةَ العالميةَ، الجزيرة إنجليزية، التي بْدأت الإرسال يوم الأربعاءَ. في مقابلة مع سكوت ماكليود أوضح خنفر للتايم جدولَ أعمال القناةِ الإنجليزيةِ البديلِ، كما دافعَ عن القناةِ العربيةِ ضدّ تهمِ التحيّزِ والإثارة.

التايم: ما هو هدف الجزيرة الإنجليزية؟

وضاح خنفر: الجزيرة الشبكةُ الدوليةُ الوحيدةُ التي مقرّها في العالمِ الناميِ، وتلك سَتَكُونُ نقطةَ المغادرةَ للقناةِ الإنجليزيةِ، لا أَتكلّمُ حول الجنوبِ الجغرافيِ، لكن الجنوبَ السياسيَ والاجتماعيَ والثقافيَ، 'الجنوب' لَمْ يُقدّمْ في أجهزةِ الإعلام الدوليةِ بشكل صحيح. لِماذا؟ لأن أغلب المنظماتِ الإعلاميةِ الدوليةِ مُمَركَزة في الغربِ، نحن نوَدُّ أَنْ نُقدّمَ نموذج جديد. نحن سَنَأْخذُ الجنوب بنظر الاعتبار. نحن سَنَغطّي العالمَ، لكن سَيَأْخذُ الجنوبَ كنقطة مغادرةِ وأولوية.

التايم: ماذا يَعْني ذلك؟

خنفر: عندما كانت وكالة أنباء دولية تَغطّي قصّة في الصومال، اليمن، السودان أَو مكان آخر، سترسل طاقما للذِهاب هناك، يَقضّي بضعة أيام، يَتفاعلُ مَع بَعْض المسؤولين والمُحلّلين، أغلب نخبةِ التايم الناطقة بالإنجليزيةَ، ويَحْفظُ القصّةَ ويَذْهبُ إلى البيت. في الجزيرة، نحن نَحْصلُ على صوماليينا المحليّينِ ويمنييننا وسودانييننا، مراسلون محليّون مِنْ ضمن المجتمعِ، الذين يَفْهمونَ أفضل بكثيرَ مِنْ الناسِ الذين يَجيئونَ مِنْ الخارج، وبالتالي سنغطي ببصيرة أفضل بكثير.

التايم: ما هو منظور المقارنة بين الجزيرة وأجهزة الإعلام الغربيةَ؟

خنفر: بَعْض الناسِ يَدْعونَه روحَ الجزيرة - شجاعة، سلطة مُفَكِّرة ثانيةً، إعْطاء صوت إلى من هم بلا صوتِ. لم يسبق أَنْ فُضّلنَا بالسلطةِ. لإنّ الإنسانَ هو مركزُ سياستِنا التحريريةِ. نحن لَسنا محطة التلفزيون التي تُسرعُ إلى النجومِ، والأسماء المشهورة، والمؤتمرات صحفية، وصحافة المصافحةِ، إذن التركيز الإعلامي الدولي دوما على المشاهير، والأسماء المشهورة. الجزيرة تذهب إلى الهوامشِ، تتحرّى القصصَ التي ما زالَتْ تُطوّرُ وفي المستقبلِ تُصبحُ كبيرَة جداً، لماذا أحب أحبّ العالم العربي الجزيرة؟ كُلّ شخص شَعرَ بأنّه مُثّلَ في غرفةِ الأخبار وعلى الشاشةِ. ونحن نأمل أن تقوم القناة الدولية بنفس الشيء. نُريدُ تنويعَ أكثرَ في غرفةِ أخبارنا، لحوار الثقافاتِ على الشاشةِ.

الجزيرة إنجليزية سَتُوضّحُ المنطقةَ. نحن سَنَكُونُ أكفّاء أكثر بكثير للكَلام حول الشرق الأوسطِ بسبب حضورِنا في المنطقةِ، إنّ دورَ أجهزةِ الإعلام أَنْ يَعطي فَهْما صادقَا مِنْ الحقيقةِ. نحن قادرون على التَعَامُل مع قضيةَ الشرق الأوسطِ منذ وقت طويل قبل الحادي عشر من سبتمبر/أيلولِ، جذور الغضبِ والإحباطِ، لَرُبَّمَا صانعي القرار كَانوا سَيَأْخذونَ الخطواتَ اللازمة لوَقُّف هذه الأمور قَبْلَ أَنْ تخرج القاعدةَ.

التايم: ما هي المشاكل التي تعانيها قناة الجزيرة العربية في الوقت الحاضر؟

خنفر: كُلّ بلاد لَها سياستُها الخاصةُ، لم يسبق أَنْ سَمحتْ العربية السعودية بفتح مكاتب لنا. الأردن كَانتْ حرجةَ مؤخراً. شَنّتْ صحفهم الرسميةُ حملةً رسميةً ضدّ الجزيرة، تتّهمُنا، بأننا جزء من مؤامرة صهيونية لتَفكيك العالمِ العربيِ. كَانَ عِنْدَهُمْ العديد مِنْ الشكاوى.

التايم: هَلْ ما زِلتَ تَسْمعُ لوما مِنْ الحكومةِ الأمريكيةِ؟

خنفر: أقل مِنْ قبل. لَرُبَّمَا لأن الحالةَ في الشرق الأوسطِ أَصْبَحتْ أكثرَ تعقّيدا مِنْ لَوْم محطة التلفزيون الوحيدة. بَعْض المسؤولين الأمريكان ما زالوا شكّاكون وناقدون جداً. حتى الآن، أَتوقّعُ بأنّ الإدارةَ الأمريكيةَ اكتشفتْ بأنّهم ارتكبت خطأ عظيما في اتهامها للجزيرة بتَحريض العواطفِ والعنفِ ضدّ الأمريكان، مكتب الجزيرة أغلِقَ في العراق منذ سنتين تقريباً. مستوى العنف في العراق لم ينحسرَ. الأمور تتجه نحو الأسوأ بشكل أكبر. هَلْ الجزيرة هي التي كانت تتسبب بانزعاجَ العراقيين مَع الأمريكان؟.

التايم: هَلْ سَبَقَ أنْ مورست عليك ضغوطَ مِنْ الحكومةِ القطريةِ؟

خنفر: وزير الخارجية القطري انتقدَنا في العديد مِنْ الحالاتِ، وأنا أَعتبر أن الذي له رأي، لا يمارس الضْغطَ، إنّ الثروةَ الوحيدةَ عِنْدَنا الآن استقلالُنا التحريريُ. إذا ساومنا القطريين على استقلالنا التحريريِ فإن الجزيرة سَتَفْقدُ ميزتها على بقيّة أجهزةِ الإعلام العربيةِ.

التايم: هل تَعتقدُ حقا أن الرّئيسَ بوش تَكلّمَ حقا مَع توني بلير حول قصف الجزيرة في قطر، كما جاء في صحيفة شعبية بريطانية؟

خنفر: هو لَمْ يُؤكّدْ. نحن نَطْلبُ أَنْ نَعْرفَ ما هي الحقيقة.

التايم: هل تَقِفُ بجانب تيسير علوني، مراسل الجزيرة الذي أدين في إسبانيا لوجود صلاتِ له بالقاعدةِ؟

خنفر: نَعتقدُ بأنّ تيسير بريءُ ولَمْ يرتكبْ أيّ جريمة. لقد كَانَ مهنيا جداً في طريقة تَعامله مع القاعدةِ. نحن سَنُواصلُ المعركةَ القانونيةَ لإثْبات براءتِه. تيسير قام بكل الخطوات التي يلجأ من خلالها صحفي لمُقَابَلَة أسامة بن لادن، وبالتالي أنا لا اعتقد ان اتهامه صحيح.

التايم: تَعتقدُ بأنّه قرار ادانته سياسي؟

خنفر: هناك حساسية في بَعْض البلدانِ الآن بسبب قضيةِ الإرهابِ. تيسير كَانَ فريدَا لأنه كَانَ رمزا لتغطيةِ حرب أفغانستان. تيسير كَانَ المراسلَ الوحيدَ في أفغانستان. الشعور والمشاعر يُؤثّرانِ على الإجراء القانوني. واجبنا أَنْ نَقِفَ مَعه. كَمَا هو الحَال مَعَ مصوّرِ الجزيرة سامي الحاج، الذي جرى اعتقالَه بينما كَانَ يَدْخلُ أفغانستان. محاميه أخبرَني أنه يعتقد بعدم وجود أي دليل ضدّه. كل الأسئلة أثناء التحقيق مع سامي كَانتْ حول الجزيرة. لذا فإن سبب اعتقاله هو أنه يعمل في الجزيرة.

التايم: كَيفَ تَحْصلُ الجزيرة على أشرطةِ بن لادن؟

خنفر: ليس هناك سِرّ. ليس هناك وصلة مباشرة بيننا والقاعدة لاستِلام شريط. لا أحد منهم يُخابرُ ويَدْعو ويَقُولُ، "رجاءً، سَأَجْلبُ لك شريطا في هذه اللحظة من الزمن، نحن محطة تلفزيون، نحن لَسنا وكالةَ استخبارات. في كُلّ الحالاتِ، حصلنا على هذه الأشرطة من خلال أناسِ لا نَعْرفهم. نحن لا نَعرف مَنْ سلّمنَا هذه الأشرطةِ. إذا أعطيتني مادة ما ورأيت أن هذه المادة تساوي خبرا أنا سأتعامل معها. نحن لا نخجل مِنْ ذلك. ونحن لَنْ نَتوقّفَ عن عَمَل ذلك.


في الأربعاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2006 07:28:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://m1.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://m1.marebpress.com/articles.php?id=895