القيادات الحوثية هربت عائلاتها من صنعاء تحسبًا لعملية برية

الأربعاء 15 إبريل-نيسان 2015 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - عرفات مدابش ـ عدن: محمد علي محسن
عدد القراءات 2982

طفلان يمنيان يدفعان عربة مليئة بغالونات المياه الصالحة للشرب في صنعاء أمس (إ.ب.أ)

منذ بدء الضربات الجوية لطائرات التحالف في عملية «عاصفة الحزم»، تراجع دور ووجود القيادات الحوثية في العاصمة صنعاء بصورة واضحة، واختفت معظم القيادات الرئيسية ولم تعد تستخدم شبكات الاتصالات العادية أو ترد على أرقامها، إضافة إلى اختفائها التام عن المشاركة في أي فعاليات جماهيرية، في وقت تراجع فيه دور المظاهرات والمسيرات التي يدعو إليها الحوثيون في صنعاء لتأييدهم وللتنديد بما يسمونه «العدوان على اليمن»، وأكدت معلومات موثوقة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن معظم القيادات الحوثية فروا من صنعاء وقاموا بترحيل عائلاتهم إلى خارج اليمن أو إلى المناطق الجبلية البعيدة عن المواجهات،

وأشارت المعلومات إلى أن القيادات الحوثية المتبقية في صنعاء «إما توجد في منازل غير معروفة أنها لقيادات حوثية أو أنها تستخدم بعض المنشآت الطبية والتعليمية كمراكز قيادة وتحكم»، وتشير هذه المعلومات إلى وجود فرق مواجهات خاصة من الميليشيات جرى تجهيزها تحسبا لأي عمل بري قد يستهدف العاصمة صنعاء، وإلى أن هذه الفرق تنتشر في بعض المناطق الآهلة بالسكان ولديها تجهيزات عسكرية كبيرة، في إشارة إلى الاستعداد لما يسمى «حرب الشوارع»، حيث يعتقد الحوثيون أن الحرب المقبلة ستكون في المدن .

إلى ذلك، أعرب مواطنون يمنيون من سكان صنعاء عن استغرابهم الشديد لوصول مساعدات من الصليب الأحمر الدولي و«اليونيسيف» إلى صنعاء، وتتضمن مساعدات غذائية ودوائية، فيما المعارك تدور في جنوب البلاد ودمرت الكثير من المدن، وبالأخص عدن والضالع والحوطة في لحج، ووصلت، أمس، طائرة مساعدات إلى مطار صنعاء الدولي من منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف)، دون أن تظهر هذه المساعدات للمواطنين اليمنيين بأي شكل من الأشكال، كما يقول المواطنون، وتعتقد بعض الأوساط السياسية في صنعاء أن جماعة الحوثي المسيطرة على الأوضاع في صنعاء، تسخر المساعدات الخارجية لدعم «المجهود الحربي» ومد جبهات القتال ضد الجنوب بتلك المساعدات، في الوقت الذي حصلت فيه «الشرق الأوسط» على مناشدات عاجلة من الطواقم الطبية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، إلى رئيس فرع منظمة «الصليب الأحمر» في صنعاء، للتراجع عن قراره إقالة رئيس فرع المنظمة في عدن، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف الدور الإنساني للمنظمة في المحافظة المنكوبة جراء الحرب، وتظهر الصور الواردة من عدن وشهادات السكان والمنظمات الإنسانية جانبا كبيرا من الدمار الذي لحق المدينة وتحديدا الأحياء السكنية التي دمرها قصف ميليشيا الحوثيين وقوات صالح، في الوقت الذي تتزايد فيه التساؤلات في الشارع العدني عن الأسباب الحقيقية لهذه الحرب التي تشن على الجنوب من قبل الحوثيين وصالح، وآخر الإحصائيات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، تفيد بمقتل 224 شخصا وإصابة 1708 آخرين، معظمهم من المدنيين، في المواجهات التي تشهدها عدن منذ 28 مارس (آذار) الماضي، وحتى الـ12 من أبريل (نيسان) الحالي، وفقا للجنة الطبية الشعبية العليا في عدن .

وكانت سلطات الحوثيين في صنعاء، أمرت بتسخير كافة إمكانات وزارة المالية والبنك المركزي اليمني ووزارة الصحة العامة والسكان لدعم المجهود الحربي من أجل محاربة من تصفهم بـ«الدواعش» و«التكفيريين» في الجنوب، على حد وصفها، وذكرت مصادر في سلطة الحوثيين أن وزارة المالية لن تستطيع دفع مرتبات الموظفين للشهر الحالي أبريل (نيسان) رغم التأكيدات السابقة باستعداد البنك المركزي لدفع المرتبات لعدة أشهر مقبلة، إضافة إلى أن الحوثيين كانوا أكدوا، في وقت سابق، أن المواد الغذائية والمؤن متوفرة في الأسواق اليمنية وأن الاحتياطي منها يكفي لعدة أشهر، غير أن السلع الضرورية اختفت من الأسواق وباتت تباع بأسعار خيالية، وفي ظل الوضع الراهن وهيمنة الحوثيين على مقاليد الأمور في صنعاء، لم يعد المواطنون، الذين التقت بهم «الشرق الأوسط»، قادرين على التعبير عن آرائهم، كما كان الحال عليه في السابق، أو التظاهر احتجاجا على الأوضاع المعيشية، وذلك بسبب القبضة الأمنية المطبقة على حياة المواطنين من قبل الميليشيا والأجهزة الأمنية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح .

في هذه الأثناء، يعيش سكان العاصمة صنعاء وضعا مأساويا، جراء انقطاع التيار الكهربائي بصورة كاملة عن جميع المحافظات اليمنية، وعكست التطورات السياسية والعسكرية في اليمن نفسها على حياة المواطنين، وبالأخص سكان صنعاء، حيث أصبحت شوارع العاصمة شبه خالية من المارة، بسبب توقف أكثر من 90 في المائة من المركبات عن الحركة والسير بسبب انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني وكذا سعر مياه الشرب والمياه التي تستخدم في المنازل، فمعظم أحياء صنعاء لا تصلها مشاريع المياه ويشتري المواطنون المياه من سيارات خاصة بأسعار خيالية، هذه الأيام، وزاد من تفاقم الأزمة والمعاناة اليومية للمواطنين، توقف الكثير من خطوط الهاتف الأرضي وشبكة الإنترنت عن العمل في بعض أحياء صنعاء، وقد أكد مسؤولون في وزارة الاتصالات لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة ترجع إلى انقطاع التيار الكهربائي وعدم عمل طواقم الهندسة لإصلاح الاختلالات في ظل هذه الظروف .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن