آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

رمضان في صنعاء: ارتفاع جنوني في الأسعار مع استمرار توقف صرف الرواتب

الأحد 20 مايو 2018 الساعة 02 مساءً / مأرب برس- القدس العربي
عدد القراءات 2821

مَن يتنقّل في شوارع وأسواق صنعاء ويقف على الحالة المعيشية للناس هناك قبيل رمضان سيتجاوز بلا شك ما يعيه عن مفاهيم الحرب والسلام، ذلك أن الوضع الإنساني المعيشي هناك يفوق أي تصور. 
يقول الباحث والمحلل السياسي اليمنيّ قادري أحمد حيدر لـ»القدس العربي» إن «معاناة اليمنيين في رمضان ستكون أبشع بكثير، فالأسعار المرتفعة ارتفعت بمجرد قدوم رمضان وسترتفع أكثر، وفي ظل استمرار إيقاف صرف الرواتب الحكومية لمعظم موظفي البلاد منذ سنة وسبعة شهور فإن رمضان يمثل معاناة إضافية لبلد تعيش سلطاته أزمة ضمير في علاقتها بحياة الناس».
 لا حضور لأجواء رمضان في أسواق صنعاء وشوارعها، فألم العوز لم يترك متسعاً للإحساس بشيء سوى الحزن تجده يتحدث إليك من عيون الجميع، يتحدث عن أب فقد ابنه وامرأة مات زوجها وطفل دفنت الحرب عائلته تحت الأنقاض وموظف بلا راتب ورب أسرة يهيم طوال يومه في الشوارع ليحصل على ما يسد رمق جوع عائلته. صنعاء تستقبل رمضان بقائمة طويلة من هذه الأوجاع!
عبد الحميد -422 سنة، موظف في وزارة الخارجية، كان رمضان بالنسبة له وعائلته قبل الحرب من أفضل الشهور ولهذا كان يختار إجازته السنوية في هذا الشهر لينعم بأجواء روحانية وعائلية، لكن رمضان صار بالنسبة له الآن «كابوسا يؤرقني مع العجز عن تدبر أقل القليل» يستأنف عبد الحميد عب سيجارته وشرب قهوته، وهو ينظر من المقهى صوب حركة الناس في الشارع «مع الحرب فقدنا الإحساس بأشياء كثيرة فما عسى رمضان أن يكون بعد أكثر من سنة ونصف بدون رواتب؟!».
لا يقتصر الوضع المأساوي على موظفي الدولة، فالحرب انعكست سلباً على كل قطاعات العمل والإنتاج بما فيها القطاع الخاص والأعمال الحرة. ومن هؤلاء حسان ـ 37 سنة وهو حرفي نجارة بناء، وكان عمله يدرّ عليه دخلاً لعائلته يعيش من خلاله دون عوز، لكنه خلال الحرب لم يعد يعمل سوى بضعة أيام بالشهر في حال كان حظه جيداً، وهو ما أفقد عائلته مصدر دخلها وأوصلها إلى مرحلة صارت تنتظر مساعدات منظمات الإغاثة.
ينتظر حسان دوره أمام مخزن لإحدى منظمات الإغاثة لاستلام كيس دقيق القمح وأربعة كيلوجرام مع العدس وجالون زيت، مؤكداً أن «الشهور عندنا مثل بعضها، لأننا صرنا مهمومين بالخبز». حال حسان مثل قطاع كبير من اليمنيين يعيشون وهم لا يعرفون مصدر الوجبة التالية، وحسب إحصاءات أممية فإن أكثر من 70 في المئة من اليمنيين أصبحوا بحاجة ماسة للمساعدات، و20 في المئة على حافة المجاعة وهو ما يصبح معه رمضان إمعان في العوز.
 ارتفعت الأسعار بنسبة تجاوزت في بعض السلع مئتي في المائة وبعضها مئة وخمسين في المئة جراء تدهور سعر العملة الوطنية مقابل الدولار.
نتيجة لذلك يخرج صدام -11 سنة مع والدته ظهر كل يوم للبحث عن بقايا أحطاب وكراتين لتساعدهم من أجل إشعال النار في تنور طيني بعدما مضى عليهم سبعة شهور منذ نفاد أسطوانة الغاز وعجزهم عن توفير ثمن تعبئتها…تقول والدته «لا نملك إلا الخروج للتسول وجمع الأحطاب والكراتين».
ومثل عائلة صدام عائلات كثيرة يلحظها الزائر لصنعاء حتى وصل الأمر أن سكان المدينة صاروا معتادين على رؤية من يعتاش من صناديق القمامة.
إلى ذلك ازدادت مخاوف الناس في العاصمة من غارات مقاتلات التحالف التي انتقلت منذ نيسان/ابريل الماضي إلى مرحلة جديدة صارت تهدد مناطق مكتظة بالسكان داخل المدن ما جعلها توقع عدد كبير من القتلى من المدنيين الأبرياء، وخاصة في غارات الآونة الأخيرة، ولهذا اعتبرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الانسان شهر نيسان/ابريل هو الأكثر دموية في هذا العام على اليمنيين، حيث قُتل 236 مدنياً على الأقل وأُصيب نحو240 بما يزيد بمقدار الضعف عن العدد الموثق في الشهر الذي سبقه. وقالت رافينا شامدساني إن الارتفاع استمر خلال الأسبوع الأول من ايار/مايو إذ وثق المكتب مقتل ستة أشخاص وإصابة 57 بجراح.
وأشارت إلى أن الهجمات الأخيرة ضد مواقع في مناطق مأهولة بالسكان بما في ذلك القصف الجوي ضد المكتب الرئاسي في صنعاء تثير الشكوك بشكل حاد بشأن احترام مبادئ الحيطة والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية والتناسب والتي ينص عليها القانون الإنساني الدولي.
وقالت المتحدثة باسم المكتب إن الغالبية العظمى من الضحايا المدنيين حدثت نتيجة القصف الجوي من قبل التحالف بقيادة السعودية.
 ونتيجة لذلك تضاعف مخاوف الناس في صنعاء باعتبارهم أهدافا محتملة للقصف الجوي مما يجعل من هذه المخاوف تضاعف من معاناة الناس خلال هذا الشهر.
ويرى قادري حيدر، وهو من أهم باحثي مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء، أن الحرب في اليمن هي حرب على الناس ومن خلال الناس، وأن الإمعان في معاناة الناس هي وسيلة الحرب وتتجلى بشاعة تلك الحرب في رمضان مع تفاقم المعاناة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن