في عمران المدينة التي دخلت مبكرًا تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، تكتسي المدينة باللون الأخضر والأبيض وتغطي القطع القماشية معظم شوارع المدينة.. لم تكتفِ الميليشيات، التي باتت تسيطر على الشوارع وكل المرافق الحكومية بعد أن عزلت المحافظ المُعين بقرار جمهوري وعينت محافظًا من أتباعها بتزيين المدينة باللون الأخضر لإظهار سيطرتها الكُلية، وإنما اتسعت الحالة لتصل إلى استغلال هذه المناسبة الدينية كموسم لجمع الأموال من التجار وأصحاب المحلات البسيطة داخل المدينة.

يقول صاحب محل تجاري: إن مندوبي الحوثي مروا عليه وعلى كل المحلات في الشارع يطالبونهم بالمساهمة في تكاليف الاحتفال بالمولد النبوي وطلاء أبواب محلاتهم باللون الأخضر.. وأكد محمد أن الجميع ليس أمامهم إلا أن يدفعوا المبالغ، التي قال إن المبلغ المفروض هو ثلاثة آلاف ريال على كل محل "ما معانا إلا ندفع.. أيش نسوي؟ حكم القوي على الضعيف".

 فالمسلحون الموجودون في كل أزقة المدينة متأهبون لمداهمة أي محل لا يلتزم صاحبه بدفع المبلغ المفروض، وستكون التهمة الموجهة له "معاداة النبي والعمالة لأمريكا وإسرائيل" أكبر من أن تحتمل.. وكان الاحتفال بهذه المناسبة الدينية يقتصر على جلسات تردد فيها الأناشيد وتُتلى فيها السيرة العطرة للنبي محمد في حلقات داخل المساجد أو في المجالس العامة.. إلا أن الأمر اختلف هذا العام بعد سيطرة جماعة الحوثي على مُدنٍ عدة في البلاد وباتت موسمًا لفرض إتاوات مالية ودعاية سياسية للطرف المسيطر.

وأكدت مصادر في محافظة عمران أن الحوثيين وعبر السلطة المحلية، التي باتت تابعة لهم صرفوا مبلغ مئتي ألف ريال يمني من حساب الزكاة في كل مديرية من مديريات المحافظة لصالح اللجان الحوثية في المديريات حتى تتمكن من الاحتفال بالمولد النبوي، كما ينبغي مطلع الأسبوع الجاري حاول العشرات من التجار ومالكي المحلات في المدينة التعبير عن امتعاضهم من هذه التصرفات، وذهبوا إلى سكن المشرف الحوثي على المحافظة مساءً، إلا أنه قابلهم بموعظة حاسمة عن فضل ووجوب الاحتفال بالمولد النبوي.

وبحسب أحد الحاضرين "كُنا نظن أنها تصرفات فردية لكن تأكدنا أنه توجه رسمي للجماعة وليس أمامنا إلا الإذعان"، وانتهى اللقاء بأن صرف لهم المسؤول الحوثي "قُبعات خضراء وشناتر قماش" - على حد قول المصدر.