الحوثيون ينقلبون على الصحافيين الموالين لهم في صنعاء

الثلاثاء 19 سبتمبر-أيلول 2017 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - العرب
عدد القراءات 2591

 

طالت الحملة الشرسة التي يشنها الحوثيون ضد الصحافيين والإعلاميين، حتى أولئك الموالين لهم ولحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، ووصلت حد اتهامهم بالخيانة عند تناولهم لأي موضوع يشير إلى فساد وممارسات قادة الميليشيات في المناطق التي يسيطرون عليها.

وخرجت الرابطة اليمنية للصحافة والإعلام (الموالية للحوثيين) عن صمتها، نتيجة الاضطهاد الممنهج للصحافيين، وأعربت في بيان لها الاثنين عن أسفها الشديد لما آل إليه رجال الصحافة والإعلام في نظر الحكومة الموازية وسلطتها.

وأشارت إلى “وزير الإعلام (في حكومة الأمر الواقع)، تجاهل دوره في الوسط الصحافي والإعلامي ومن يمثل في المهمة التي أسندت إليه”. مستغربة من عملية التهديد والتخوين واتهام قادة الرأي دون تفريق أو تمييز بالخيانة والعمالة والارتزاق. وأضافت الرابطة أن “المحزن في الأمر أن القيادة السياسية وحكومتها وجهت اتهام جماعي لرجال الصحافة والإعلام دون تفريق أو تمييز أو الإشارة إلى فئة بعينها أو جماعة معيّنة، في الوقت الذي ينتظر رجال الصحافة والإعلام تكريمهم على صمودهم وثباتهم في الجبهة الإعلامية (الحوثية)، رغم الظروف المعيشية القاسية وشح ّالإمكانيات التي يتطلبها عملهم”.

وأشارت إلى أن “حكومة بن حبتور والمجلس السياسي في صنعاء لم ينظرا إلى المعاناة التي يمر بها قادة الرأي الذين يعملون بصمت دون تذمر وصمدوا من أجل الشعب والوطن في حين قادة النظام ينعمون هم وأسرهم في رغد العيش وبحبوحة الثراء الفاحش على حساب الشعب الذي طحنه جشع وطمع النظام الفاسد، وكشفوا أنهم لا يهتمون للشعب ولا بالوطن بقدر اهتمامهم بالكراسي والمناصب ونهب الخزينة العامة ومساعدة أخطبوط الفساد على التفشي في كل مفاصل الدولة”، وفق البيان.

وطالبت الرابطة، القيادة السياسية بالاعتذار لرجال الصحافة والإعلام وتسمية من شملهم الاتهام وإقالة وزير الإعلام الذي “لا يفقه في السياسة الإعلامية شيئا”، بالإضافة إلى إيقاف دكتاتورية تكميم الأفواه التي تأتي في محاولة لمصادرة حق الرأي والتعبير من خلال نشر الرعب والخوف في قلوب رجال الصحافة والإعلام وتفعيل مبدأ الاعتقالات القسرية في مخالفة صريحة وواضحة للدستور وقوانينه النافذة.

ويأتي بيان الرابطة بعد يومين من اختطاف مسلحين من جماعة الحوثي، الصحافي عابد المهذري، الذي كان حتى فترة قريبة من أكثر الصحافيين ولاءً لجماعة الحوثي.
عابد المهذري: من يحكمون صنعاء أفرطوا في التطاول علينا وكيل الاتهامات الباطلة

وقالت نقابة الصحافيين في بيان، إنها تلقت معلومات من صحافيين بخصوص اختطاف المهذري، رئيس تحرير صحيفة الديار الأسبوعية، من قبل جماعة الحوثي في صنعاء، بعد يوم من لقاء قيادات في تحالف جماعة الحوثي وحزب صالح (المؤتمر الشعبي)، مع صحافيين موالين لهم، وطالبوهم بالكف عن نشر أخبار الخلافات بين الطرفين الحليفين، وهددوهم بإجراءات قانونية وتنظيمية.

وعقب ذلك نشر المهذري، الذي لم يحضر الاجتماع، على صفحته في موقع فيسبوك، انتقادات حادة للحوثيين، واتهم قيادات في حزب صالح بالخضوع للحوثيين، مشددا على أنه لا يجب السكوت عن التهديدات ضد الصحافيين.

وأدانت النقابة “حادثة اختطاف المهذري، والتهديدات القمعية التي وجهت للصحافيين”، وشدّدت على ضرورة “الكف عن خطاب التحريض ضد الصحافيين وتحميلهم أوزار السياسيين والعسكريين”. ودعت كافة المنظمات المعنية بحرية التعبير، وفي مقدمتها اتحاد الصحافيين العرب، والاتحاد الدولي للصحافيين، إلى “التضامن مع الصحافيين اليمنيين، وما يتعرضون له من إرهاب ومخاطر منذ سنوات”.

واعتبر ناشطون أن هذه مقدمة لحملة اعتقالات تطال الإعلاميين الموالين، وهي مقدمة من الحوثيين، لتنفيذ التهديدات بإسكات كل الأصوات، كتنفيذ غير معلن، لحالة الطوارئ.

وسبق للمهذري أن شنّ هجوما لاذعا ضد الحوثيين على خلفية إقدام الصحافي أحمد الحامد على الانتحار داخل مكتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة المُعيّن من قبل الحوثيين، بسبب رفضهم صرف راتبه ليغطي احتياجات أسرته.

وأقدم الحامد وهو صحافي وكاتب ساخر وسيناريست مسرحي ورسام كاريكاتير، على قطع شريانه أمام قيادة المؤسسة وبحضور صحافيين وكتاب وإعلاميين وتناثرت دماؤه أمامهم، “لكنها لم تهز ضمائرهم الغارقة في مستنقع الفشل الذريع” بحسب المهذري.وقال في مقال آخر “من يحكمون صنعاء أفرطوا في التطاول علينا وكيل الاتهامات الباطلة والافتراءات الملفقة علينا نحن الصحافيون وزادوا في تخويننا ووصمنا بالعمالة وتحريض المجتمع ضدنا”.

وإذا كان هذا حال الصحافيين الموالين للحوثيين فإن الوضع أكثر كارثية بالنسبة إلى الصحافيين المناهضين لهم، حيث تمارس الميليشيات انتهاكات وحشية بحقهم، منذ الانقلاب على السلطة في سبتمبر 2014، ووصلت حد القتل والاغتيال.

وتحدث نبيل الأسيدي رئيس لجنة التدريب والتأهيل في نقابة الصحافيين، عن اختطاف الصحافيين خلال ندوة في جنيف الأسبوع الماضي، حول الإخفاء القسري الذي طال المدنيين والناشطين الحقوقيين والصحافيين من قبل ميليشيا الحوثي وصالح في عدد من المدن والمحافظات اليمنية. وقال الأسيدي إن أكثر من تعرّض للإخفاء القسري في اليمن هم من الصحافيين، حيث يتم إخفاؤهم قسرا لفترات مختلفة، قبل أن نعرف أماكن اعتقالهم.

وأضاف إن حالة الصحافيين وحيد الصوفي ومحمد المقري تظل الأكثر خطرا في حالات اختطاف وإخفاء الصحافيين، إذ اختطفت ميليشيات الحوثي وصالح بعد دخولها العاصمة صنعاء وحيد الصوفي من وسط العاصمة وحتى هذه اللحظة لا نعرف مصيره أبدا ولم تبد أي جهة محليه أو دولية اهتمامها به وبحياته.

أما الصحافي محمد المقري فقد اختطفه تنظيم القاعدة الإرهابي أثناء سيطرة التنظيم على المكلا، وإلى الآن لم نعرف مصيره. وطالب الأسيدي، المجتمع الدولي بالضغط من أجل الكشف عن مصيرالصحافيين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن