آخر الاخبار

الانقلابيون الحوثيون يكبدون سكان اليمن أكبر خسائر في الأرواح

الأحد 24 سبتمبر-أيلول 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - خالد الحمادي - القدس العربي
عدد القراءات 3279

كبدت الميليشيا الانقلابية التابعة لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح السكان في اليمن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات منذ أن قامت بعملياتها الانقلابية قبل 3 سنوات ضد الحكومة الشرعية المعترف به بها دوليا بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.
أبرز هذه الخسائر أكثر من 10 ألف قتيل وأكثر من 40 ألف جريح وفقا للمصادر المحلية والدولية، وتدمير أغلب البنى التحتية وتوقف الخدمات العامة بشكل شبه كامل في البلد، وانعدام الموارد والدخل الشهري لموظفي القطاع العام ولأغلب السكان، إثر توقف الوظائف وانقطاع الرواتب الحكومية، واضطراب سوق العمل.
واحتفل الحوثيون الخميس الماضي بالذكرى الثالثة لانقلابهم على الحكومة الشرعية وعلى الجمهورية في البلاد، التي تأسست في مطلع ستينيات القرن الماضي ضد نظام الإمامة التي يحاول الحوثيون احياءها من جديد على أساس الحق الإلهي لهم في السلطة، وإلغاء كافة المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي حققتها الثورة اليمنية منذ العام 1962 ضد نظام الإمامة.
كان الاحتفال بائسا لأغلب اليمنيين لأنه يضاعف من آلامهم وهمومهم ويذكرهم بحجم الآلام التي تكبدوها منذ الانقلاب الحوثي على السلطة في البلاد، والذي نفذ بالتعاون والتحالف مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أطاحت بنظامه ثورة الربيع العربي التي اندلعت في اليمن في 2011.
وعلق العديد من السياسيين على الحشد الكبير الذي حضر إلى ساحة ميدان السبعين بصنعاء للمشاركة في احياء ذكرى انقلاب الحوثيين بأنه حشد غير واقعي ولا يبنى عليه، لأنه حصل تحت ضغط السلاح وأن المشاركين فيه من الجمهور سرعان ما سيلعنون الداعين له، لأنهم حضروا بدون قناعة وإنما تحت تهديد السلاح.
وأوضحوا أن أي حشد في ظل الحرب وتحت سطوة السلاح لا يعد حشدا حقيقيا يعبر عن رغبة الجماهير، وإنما للتعبير عن رغبة أصحاب السطوة والنفوذ الذين يسلطون أسلحتهم على رقاب البسطاء من الناس الذين خرجوا للمشاركة في هذه الذكرى.
ووفقا للكثير من المصادر الحقوقية والإنسانية، بعد 3 سنوات من الحرب اليمنية بين القوات الحكومية والميليشيا الانقلابية لا يكاد يخلو بيت من أثر بالغ الألم على سكانه، سواء بفقدان أحد أفراد العائلة أو إصابة أحدهم أو اعتقال آخر أو تشريده، سواء داخليا أو خارجيا.
وذكروا أن الأسر والعائلات لم تدخل الفرحة قلوبها ولم تلتئم بعد منذ الانقلاب الحوثي ـ صالح على الدولة والاستيلاء على كل مقدرات الدولة والاستئثار بها لصالحهم، حتى مرتبات موظفي القطاع العام صادروها ولم يستلم أغلب الموظفين رواتبهم منذ أكثر من 10 أشهر، ويعيشون في أسوأ ظروف معيشية.
ووثق تقرير حقوقي يمني أكثر من 5500 انتهاك ضد المدنيين ارتكبتها ميليشيا الحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء خلال الثلاثة الأعوام الماضية، ناهيك عن الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية.

وذكر تقرير حقوقي أصدره مركز العاصمة الإعلامي أن الانقلابيين الحوثيين وصالح ارتكبوا أكثر من 5500 انتهاك وجريمة في العاصمة صنعاء منذ 21 أيلول (سبتمبر) 2014 وحتى حزيران (يونيو) 2017.
وأوضح أن عدد ضحايا القتل والإصابة والاعتداء الجسدي بلغ أكثر من 1600 شخص خلال فترة الثلاث السنوات الماضية، بينهم 398 شخصا قُتلوا برصاص ميليشيا الحوثي وصالح أثناء فترة اقتحامهم للعاصمة صنعاء وما بعدها، بينهم 314 شابا و36 طفلاً و40 شخصا من المسنين، وثمان نساء، فيما أصيب 1022 شخصاً، بينهم 862 شاباً، و84 طفلاً و73 مسناً، و3 نساء.
واشار إلى أن عدد حالات الاعتداء الجسدي على المدنيين بلغ 180 شخصاً على الأقل، بينهم 103 من الرجال، و7 أطفال و7 من المسنين، و63 من النساء.
ورصد التقرير الحقوقي 3302 حالة اختطاف واخفاء قسري وتعذيب خلال الفترة نفسها، وقال ان «الميليشيا الانقلابية اختطفت 2610 مدنيا بينهم 482 سياسيا و53 إعلاميا، و80 تربويا و 30 عسكريا، و6 نساء وأكثر من 1300 من النشطاء، بالإضافة إلى عدد كبير من مختلف الفئات العُمالية، ووزعتهم في أكثر من 107 معتقلات، منها 25 سجنا سريا، و4 سجون خاصة تضم أكثر من 419 مخفيا قسريا، منهم 103 مخفيين من السياسيين و 11 من العسكريين، وأكثر من 200 ناشط بالإضافة إلى طفلٍ واحد و4 من كبار السن».
وأوضح التقرير الحقوقي أن 8 من المختطفين ماتوا تحت التعذيب في سجون الميليشيا الانقلابية بالعاصمة صنعاء لوحدها بينهم 2 من السياسيين و5 نشطاء.
وذكر ان الخسائر المادية التي تسببت بها ميليشيا الانقلاب الحوثي وصالح التي استهدفت الممتلكات العامة من اقتحام ونهب واحتلال وإغلاق وتدمير كلي وجزئي بلغت 560 انتهاكا، بينها 109 منشأة تعليمية و108 دار عبادة و72 جمعية ومنظمة خيرية وإنسانية و54 مقرا حزبيا و52 وسيلة إعلامية و50 منشأة حكومية و26 مرفقا صحيا و25 مقرات أمنية وعسكرية و18 سكنا طلابيا.
كما شملت الاعتداءات أيضا الممتلكات الخاصة، حيث رصد التقرير 617 حالة اعتداء على الممتلكات الخاصة في العاصمة صنعاء، شملت 534 مبنى سكنيا، حيث اقتحمت الميليشيا 194 منزلا، ونهبت 151 آخرين، واحتلت أكثر من 70 منزلاً ودمرت جزئيا وكليا 118 منزلا، بالإضافة إلى تفجير منزل واحد، فيما تم اقتحام ونهب 24 محلا تجاريا.
وهذا مثال فقط من حالات الدمار والخراب الذي أصاب العاصمة صنعاء لوحدها من قبل الانقلابيين الحوثيين والتي تعد معقلهم حاليا، ناهيك عن الدمار والخسائر البشرية والمادية التي تسببت بها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والتي طالت الكثير من الممتلكات العامة والخاصة في عموم أرجاء اليمن وسقط عبر الغارات الجوية المئات من القتلى والآلاف من الجرحى.