مكافئة وإشادات بأول فوز لأهلي صنعاء في بطولة الخليج للأندية محافظ مأرب يؤكد دعمه الكامل للمجلس الطبي الأعلى ويشدد على حماية المواطنين من الأخطاء الطبية الحوثيون يشيعون ''الزليل'' عسكري في القوات البحرية قتلته أميركا هل هُزم حزب الله، أم فشلت إسرائيل؟ تعرف على بنود اتفاق وقف الحرب في لبنان السبت والأحد القادمين إجازة رسمية في اليمن على وقع حراك دبلوماسي بالرياض.. الحكومة اليمنية تؤكد وجود مساعٍ لإطلاق عملية سياسية جديدة في اليمن منظمة الصحة العالمية تُعلن عن 280 حالة وفاة بمرض الحصبة في اليمن بعد هدنة لبنان.. القصف الإسرائيلي يدك غزة واعتقالات بالضفة الداخلية تعلن عن ضبط 200 كلغ من المخدرات مخبأة في جذوع الأشجار تقرير يكشف عن بنود سرية تتعلق بإيران في اتفاق وقف النار مع لبنان
قام الرئيس التركي عبدالله غول بزيارة إلى اليمن في وقت تمر به السلطة الحاكمة بأزمة مستعصية لا أمل لها في الخروج منها, وقد انعكس الموقف في كلمة الصالح أثناء جلسات المحادثات بين الجانبين, عندما تجاوز جدول الأعمال وأخذ يقلل مما يجري في اليمن من حراك ومقاومة للسلطة ومشاريعها الانقلابية على الثورة والوحدة والديمقراطية.
وفي الوقت الذي نرحب فيه بالرئيس التركي مقدرين دوره الإيجابي ودور تركيا الحالي في مجمل القضايا الإسلامية والعربية, ومقدرين دوره في النهوض بالاقتصاد التركي إلا أن ذلك لا يمنع من أن نعلن موقفنا الرافض لموضوع افتتاح النصب التذكاري للجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم في اليمن خلال التواجد العثماني الأول والثاني, فالنصب التذكاري لا ينصب عادة إلا لمن قاتل من أجل الوطن أو على الأقل من أجل السلطة الحاكمة الوطنية كما هو النصب التذكاري للشهداء المصريين الذين ناصروا ثورة سبتمبر 1962 أما الأتراك فإنهم لم يقاتلوا في اليمن لا من أجل الوطن اليمني ولا من أجل صاحب السلطة اليمنية الوطنية حينئذ, ولا حتى من أجل حماية المقدسات الإسلامية أو البحر الأحمر من خطر البرتغاليين كما يقال, فمبررهم ليس حجة علينا بل إنه في نظرنا لا يختلف عن مبرر القضاء على الأسلحة النووية في العراق عند غزوها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في هذا العقد وفي النهاية اتضح للكل أنه كان مبررا كاذبا ومثله كان مبرر الأتراك قبلهم, فقد اقتصر قتالهم على إخضاع اليمن وأبنائها لحكمهم ولم يواجهوا البرتغاليين ولا غيرهم في معركة واحدة.
فإذا كنا قد نصبنا هذا النصب العميق للقتلى الأتراك الذين غزونا إلى عقر دارنا فما ذا سنسمي قتلى الشعب اليمني أمام من أسميناهم شهداء؟
النصب هذا يا حضرات العسكر يعني أن مقاومة أجدادنا للغزاة سواء تلك المقاومة الشعبية أو الرسمية تعتبر مقاومة غير شرعية وغير وطنية, وأن من حق الأتراك في الخطوة الثانية أن يطالبونا بالاعتذار والتعويض.
النصب التذكاري يا حضرة المخرفين يعترف للأتراك بالحق في كلما قاموا به في اليمن خلال تواجدهم, ونحن نعلم أنهم قتلوا أجدادنا وأحرقوا بيوتنا ووثائقنا ودمروا حصوننا ونهبوا ممتلكاتنا, وسفروا كثيرا من المقاومين لهم إلى سجون جزيرة رودس وغيرها من الجزر والمدن التركية, ولا زلنا نعاني من نتائج أفعالهم إلى اليوم.
لهذا فقد كان الأولى بكم أن تطلبوا من الرئيس التركي قبل الموافقة على زيارته أن يعتذر للشعب اليمني ويعوضه عن الخسائر البشرية والمادية التي سببها الغزو التركي في فترتيه.
وإذا كان لا بد من النصب التذكاري فليكن للشهداء من المواطنين اليمنيين الذين فقدوا أرواحهم في الدفاع عن ممتلكاتهم وأطفالهم ونسائهم وسيادتهم على أبواب بيوتهم في كل قرى الوطن اليمني خلال الغزو التركي.
أما إقامة النصب التذكاري على أرضنا للجنود الأتراك الذين غزونا وقاتلونا في وطننا فإنه لا يعني سوى أننا لا نفهم في السياسة ولا في الولاء للوطن ولا حتى في قواعد المجاملة
فالقبول بهذه الفكرة الخبيثة من قبل رمز الدولة لا يعني لنا سوى أن هذا النصب التذكاري شاهد ودليل على الخرف السياسي الذي تمر به السلطة كما قال الشيخ حميد الأحمر أحد أبناء اليمن الغيورون في مقابلته التلفزيونية. ولا نستبعد بعد هذا أن يطالبنا البريطانيون الذين استعمروا الجنوب بمساواتهم بالأتراك.
كنت أتمنى من علي عبدالله صالح قبل أن يأمر أو يوافق على إنشاء هذا النصب التذكاري أن يكون قد قراء تاريخ اليمن أو على الأقل قد عرف دور أبناء الجرداء في الغزو الثاني التركي وهم من القبيلة التي ينسب إليها حتى لا يغلط على أبناء جلدته الذين أبلوا بلا حسنا أمام الأتراك الذين أرادوا أن يقتحموا عليهم سور قريتهم مرة بعد أخرى في سنة 1309هـ.
لهذا أرجو من علي عبدالله صالح تصحيح الخلل والإعلان للشعب اليمني بأن هذا النصب التذكاري ما هو إلا للشهداء من آبائهم وأجدادهم الذين قاتلوا الغزاة الأتراك, وأن ما جرى عبر وسائل الإعلام في اليومين الماضيين لا يعني سوى مجاملة غير موفقة بمناسبة زيارة الرئيسي التركي لبلادنا.
بقي القول أنني أكتب هذه السطور وأمامي جدولا بأكثر من سبعين معركة حربية أدارها الأتراك في ربوع اليمن في غزوهم الثاني, قتلوا خلالها 1649 رجلا من اليمنيين, وأمامي أيضا كشفا بأسماء 105 شهداء يمنيين قتلهم الأتراك على أبواب منازلهم أو قراهم, هذه البيانات لا تمثل الكل وإنما هي التي استخرجناها في عجالة من الكتب التاريخية التي أرخت للغزو الثاني. والحقيقة أن القتلى بلغوا عشرات الآلاف ولكن هذا ما حصلنا عليه بمناسبة زيارة الرئيس التركي, وسنعمل في الأيام القادمة على استخراج المزيد.
فماذا ستقول السلطة لأحفاد شهداء اليمن مع الأتراك بعد أن نصبت هذا التمثال لمن قتلهم لا لهم, بعد أن ابتاعت حتى تاريخهم بعد أرضهم وثروتهم؟!.