مخارج المتاهات اليمانية 2-4
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 9 أيام
الأحد 16 أغسطس-آب 2009 09:30 م

هي 4 خرائط تحملها أربع جهات وكلا يدعي وصلا بليلى فلمن تقر هي بالوصال ؟!. فلماذا لا نقف متأملين خارطة كل جهة تدعي المعرفة بدروب السير والوصول بالسائرين معها إلى باب الخروج من متاهة اليمن الكبير.. نقف دارسين غير منحازين ننقل ما في يدهم وما يرونه ثم نقول تساؤلنا لهم لتتم الصورة وتكتمل وهي 4 خرائط لمخرج واحد فمن ذا الذي يحمل خارطة المخرج الصحيح في طريق سهل وسريع وأمن فلنرى ونتابع:

الخارطة الثانية: خارطة النضال السلمي

ويمسك بخارطة هذا المخرج اللقاء المشترك .. المكون من الفرقاء السياسيين .. يمين ويسار .. إسلامية وقومية .. التقوا في برجماتية نفعية متبادلة وبعد قراءة لفقه الواقع .. وأنع لابد مما ليس منه بد القوي يزداد بالضعيف كما .. والضعيف يزداد بالقوي كيفا..

وهم : التجمع اليمني للإصلاح ( إسلامي ) والحزب الاشتراكي اليمني ( يساري ) والتنظيم الناصري ( قومي عربي ) وحزب البعث ( قومي علماني ) وحزب الحق ( اسلامي / زيدي ) والتجمع السبتمبري واتحاد القوى الشعبي ...

وهم كانوا بالأمس على عدم وفاق وتوتر وشد وجذب .. ولكنهم أمام الخطر الأعظم وجبروت فرعون الأصم وفيلة أبرهة الأشرم .. رأوا أن العصي يتكسرن فرادى .. فالتقوا على أمر فيه لهم منعة وقوة ولعل عصيهم ترهب حاكما ما يريهم إلا ما يرى ..

ولسنا بصدد تحليل لقاءهم المشترك .. وهل هو مشترك من التشارك أم من الشركة ؟ مشترك في حمل الهم ودفع الضريبة لتحقيق الهدف أم مشترك من المنفعة ونيل المراد والشرف؟

ولكننا هنا بصدد قراءة خارطتهم التي يحملونها ويرون أنها بعون الله ستخرج اليمن من متاهته إلى حيث السعة والأمان وإلى توطيد البنيان وحفظ كرامة الإنسان .. وبها سيتم صنع غد يعيد للوطن مجد سباء وقتبان ..لا لا .. بل مجد الأوس والخزرج و همدان

ـ فهم يرون أن تحالفهم تجربة رائدة وخيار استراتيجي هام يدل على بصيرة نافذة وحنكة سياسية عميقة .. تدل على وعي متقدم في التفكير .. ولم يسبق له مثيل في توحد الهم والغاية برغم تفرق الفكر والراية .. وهم يسعون إلى تفعيل هذا الدور السياسي بما يخدم مصلحة الوطن والأمة وفقا لبرنامجهم المتفق عليه من الأحزاب المشتركة

ـ ويرون أنهم بهذا اللقاء المبارك قد فوتوا على السلطة فرصة تفتيتهم وتمزيقهم وجعلته يراجع حساباته فاليوم لن يضرب بعضهم ببعض ... وذلك بإثارة نقاط الخلاف فيما بينهم .. اليوم هم يد واحدة تهز عرشه المتهالك .. وإنهم يحملون ورقة الخلاص والنجاة من ظلم طال ليله وطغيان استبد ضلاله وآن له أن يضع حافره على الأرض .

ـ يرون أنه لابد من تعريف الشعب بأن ما أوصل البلاد إلى ما هي عليه من التفلت والغليان هو الحاكم ومن حوله من بطانة العائلة والمتنفذين من رجال الحاشية وذلك بعدم إدارة البلاد بحكمة وعدل وبعد نظر وسعة صدر .. فلا مواطنة متساوية ولا حقوقا متعادلة ولا أمنا موجود والفساد بلا حدود والمستفيدون من خيرات الوطن عددهم محدود .. وعدل القضاء ولى فمتى سيعود ؟! فهو يتحمل مسئولية وصول البلاد إلى حالتها الراهنة .. فإلى متى يصبر الشعب ويتحمل .. أما آن له أن يقول لا .. وان يضع علامة (×) أمام الاسم المفدى !!

- ويرون أن الخلاص لديهم بالمطالبة الجادة والقوية بوسيلة النضال السلمي حتى يتم نيل الحقوق المسلوبة وإعادة الثروات المنهوبة وبناء دولة النظام والقانون وإرساء العدل وتطبيق مبداء الثواب والعقاب على القريب قبل البعيد .. وخارطتهم تتضمن سيرا دءوبا للإمام وفقا لمخطط مبرمج على الدوام .. تقييما وتصحيحا .. كناية وتصريحا .. وان مصلحة البلاد فوق الخضوع لسيد الجبل والواد

ـ ويرون أن هذا النضال السلمي يكمن في التوعية والتربية وتعريف الشعب بما له وما عليه وتبيان حجم الفساد الموجود وكيف تنهب الثروات بلا قيود .. وإيقاظه من سباته وشحذ همته وطاقاته ليؤدي دوره الفاعل في قلب الوقائع وإحداث المتغيرات وأنه رقم قوي وصعب لا يمكن قسمته وتجاوزه ولو ركبوا ظهور العاديات

ـ ويرون الوسيلة الأمثل لإيصال برنامجهم وأرائهم إلى الناس في الداخل والخارج وإيصال معارضتهم إلى الحاكم باستخدام كل الوسائل السلمية القانونية المتاحة من اعتصامات ومهرجانات ومظاهرات سلمية وكتابات صحافية ورسائل شفوية وخطب ومواعظ مسجدية بل حتى بأناشيد ومسرحيات فنية .. ويسعون لفضح كذب الحاكم وخداعه وعدم جدية ديمقراطيته أمام العالم أجمع .. كما يرون عدم التعاون مع الحاكم فيما يدعوا إليه مالم يروا تجاوبا صادقا منه للإصلاح وفعلا دالا على تنفيذ مطالبهم الشرعية العادلة

ـ ويرن المخرج في انتخابات نزيهة بجداول صحيحة وتقاسم عادل لحصص اللجان يضمن عدم التلاعب واللف والدوران .. وعدم استخدام موارد الوطن وأجهزته الإعلامية والأمنية والقضائية لصالح الخيل الشاقح 

وانه لولا ذلك كله لما جلس على كرسيه حاكما ساعة واحدة .. فالمقاطعة حل حتى يتم تنفيذ تلك الطلبات وتتحقق الغايات ويقول الشعب كلمته التاريخية .. لا لدولة نهب الخيرات وتدمير المنشئات وتوريث الحكومات

ـ ويرون أن الخارطة تحمل دليلا هاما للخروج من المتاهة العويصة .. وهي الاعتراف بأبرز أزمة تعيشها البلاد وهي قضية الجنوب وما فيه من مضار وأثار دالة على ظلم وسطو وحقوق مسلوبة وأراض منكوبة .. ووظائف منهوبة واقصاءات وحرمان أكان ذلك تقاعدا أو قسرا أو خذ راتبك واقعد في بيتك مع نسائك وبناتك!

فهي قضية تحتاج حلا وعلاجا جادا بما يضمن الاستقرار والرضى بما يتخذ من قرارات لكل الأطراف المطلوبة

ـ ويرون أن الحاكم اليوم لا يعترف بها كقضية وانه اختزل الجنوب إلى مجرد مساحات جغرافية مع طمس وقائعه التاريخية وان الجنوب موقع متميز بلا حدود وهو بوابة عصرية لصنعاء الحديثة الأبية بدلا من بوابة باب اليمن لصنعاء القديمة ..

فلابد من الإقرار بكيان الجنوب وتاريخه وتجربته وعظيم شأنه .. وانه نصف اليمن وان له حقا في بنيانه .. وان عدن ثغره الباسم وحضرموت روحه الناعم وأربع أخريات هن كيانه الحاسم

ـ ويرون عدم جدوى دعوة الانفصال أو الدعوة إلى حل عسكري دموي .. أو الانجراف وراء أسماء وهمية تحب الاصطياد في الماء العكر .. ولا تريد لليمن إلا الشر المستطير .. والعاقبة بذلك وخيمة والنتيجة حتما أليمة

ـ هذه خارطتهم وفيه بيانات آخري مطوية .. وكأنها أمور مخفية ليوم لم يكن في الحسبان !!!..

ـ ونضع تساولاتنا عليهم :

ـ هل لديكم برنامجا زمنيا لهذا النضال السلمي أم هو يسير على الدوام أعواما وراء أعوام .. فهو جملة أسمية ثابتة مستمرة قوية .. ومتى يدخل عليه فعل يزمننها ؟ .. لنعرف البر من الرز .. فاز .. يفوز ... فز !!

-هل هذه خارطتكم فقط ؟! أم لديكم خطة بديلة ؟! .. إذا ضاقت السبل وقلت الحيلة ولم يجدي السلم نفعا مع أصحاب السعادة والفضيلة !!

- ألا ترون سنة الزمان وعجلة التاريخ ؟ تبين بكل وضوح .. ألا تغيير إلا بضريبة ولا حرية إلا بدم .. وانه لاينفع سلامكم مع من لايأبه لكم .. وسلام غاندي لا يفيد مع الأفندي .. وما غزت القلوب حماسٌ إلا بتثبيت غزة

ـ هل ترون حقا أنكم ستأخذون البلاد إلى الخير والفرح ؟ وانتم شجرة فيها من كل فاكهة أزواج وأشكال .. حلو وحامض ومر .. فأي ثمار هذه الشجرة ستطرح ؟!

- وكيف ستقسم الحقائب حسب التوجهات والفكر وكل فكر لما أخذ مُحتَكِر! الدين والسياسة والفن والثقافة ,ولكل أعرج عكازه ولكل عجين خبازه , أم إن هذا حديث سابق لأوانه ..لاعليكم واعتذر منكم أخوتي .. ولكنني أحببت معرفة من وزيره ومن سلطانه ؟!

ـ هل سيستمر هذا التحالف بعد ذلك ؟ أم سيبداء عقده في الانفراط وسهمه في الانحطاط ؟ .. وبدل التحالف .. التخالف .. انتهت البرجماتية وحلت العقائدية .. المادية الديالكتيكية .. وفصل الدين عن الدولة .. وحب العروبة مقدم على الإيمان .. وليت اللي جرى ما كان ... وعسى العواقب سليمة !

ـ هل حسبتم ذلك جيدا ؟ .. أم إن المهم الآن إزاحة الهم الأكبر من على صدورنا وعقر الخيل الصافن بأوراقنا ؟ .. وبعد ذلك لكل حادث حديث .. وأفغانستان وفلسطين ولبنان قد تكون مثلا لنا .. أجيبوني فحبكم قد فاق في قلبي حب المنى ..!!

*ولنا لقاء مع أصحاب المخرج الثالث : وخارطة .....؟؟؟!!!!!