مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار
مرت على اليمن قاطبة الأسبوع الفائت, الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل أحد رجالات اليمن المخلدين في التاريخ بسجل ناصع ومشوار مكتظ بالبطولات بدأه منذ النصف الأول من القرن المنصرم, إلى أن وافاه الأجل في السادس عشر من أغسطس عام 1976.
فلقد كان الراحل العظيم عبد الله عبد الرزاق باذيب أحد الأفذاذ الذين ما كانوا ليرضخوا لإملاءات مستعمر, ولا لفكر متقزم, لينطلق حاملا مشروعه الفكري النهضوي الوطني الذي رافقه منذ برز على الساحة الوطنية ككاتب مأمول, وهو ما زال في سن صغيرة حاولت بنجاح أن تجتاز مسمى فارق الزمن.
فـ«باذيب» المولود في مدينة الشحر بحضرموت عام 1931م, أصدر عام 1949 مجلة «المستقبل» الشهرية, وهو ما زال في سن الثامنة عشرة, إذ كان المحرر الرئيسي فيها, واستطاع أن يبلغ بها مصافى المجلات الثقافية والأدبية التي كانت تصدر على مستوى الساحة الوطنية, بل والعربية, مستندا إلى ثقافته الكبيرة التي استمدها من قراءاته المتعددة في أكثر من مجال من مجالات الفلسفة والفكر.
وعمل بعد إصدار مجلته «المستقبل» محررا في صحيفة “النهضة” قبل أن يصبح سكرتير تحريرها, وكان حينها في عدن, إلا أنه قرر الخروج إلى تعز أواخر الخمسينات وأصدر هناك صحيفة “الطليعة”, قبل أن يتوقف صدروها بعد صدور 13 عددا.
وفي الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1961, وقد عاد إلى عدن, أسس حزب “الاتحاد الشعبي الديمقراطي” رافعا شعار “نحو يمن حر ديمقراطي موحد”. وكانت نقطة جوهرية في حياة باذيب, قديما, وحديثا.. كان في القديم الاستعمار وأعوانه أعداء لفكرة اليمن الموحد الحر والديمقراطي, واليوم ذات الصيغة ما زالت متواجدة باختلاف الأشخاص.. من هنا وهناك. وبعد قيام الثورة في الشطر الجنوبي من الوطن حينها, أصدر باذيب مجلة “الأمل”, في يونيو 1965, استبشارا بالأمل الجديد الذي انطلقت بوادره في 1963, إلا أن القوى المعادية لهذا الأمل قامت بإحراق مطبعة المجلة ظنا منها أنها تستطيع كبح النزوع نحو التقدم, وإن كان هذا التقدم قد أصيب ببعض الانتكاسات في عدد من المراحل في وقت لاحق.
ولعل أبرز ما ميز الراحل باذيب أنه حمل مشروعا وطنيا مضى في سبيله إلى مقارعة من وقفوا عائقا أمام الثورية والتقدم, أكانوا من المستعمر البريطاني أو من أعوانه في البلد..
وقد خلد لنا التاريخ عبد الله باذيب في أكثر من محطة, وفي أكثر من سجال.. وكان المفكر الوطني الذي, ونحن به في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، كأنه يتحدث بلسان حال اليوم, والوضع المزري والحالك الذي نحن فيه.
إننا اليوم, ومع انتهاء العقد الأول من الألفية الثالثة, أحوج ما نكون لقامة فكرية كـ”عبد الله باذيب”؛ لأن هذا الواقع الكئيب بحاجة ماسة لمشروع ثقافي فكري نهضوي يسعى إلى معالجة الاختلالات والاختلافات على نحو عميق, بمشاريع أكثر نطاسة في الثقافة والتنوير, وليس بالاجتزاء السياسي.
وسيظل تاريخ الراحل مشعلا للفكر ونبراسا للنور من الواجب على الأجيال الحديثة أن تستمد منه هداها الوطني والديمقراطي؛ من أجل يمن حر جديد وموحد.
ولن يفي بتاريخ وشخصية مفكرنا العظيم باذيب مقال, ولا دراسة, ولا بحث, ولا حتى مجلدات.. إنه معلم بارز, ومنارة سامقة ومنبع متجدد يكفينا شرفا أن نجعله مرجعا وأبا روحيا نستمد منه تجارب لا تعرف النضوب ولا الاضمحلال.
فأي مشعل للفكر هذا الذي انطفأ في السادس عشر من أغسطس 1976، وأي قلب قد توقف عن الخفقان؟؟.
*نقلا عن صحيفة "14 أكتوبر".