آخر الاخبار

خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب

الساعات الأخيرة لنظام صالح.. ماذا بعد؟
بقلم/ نشوان محمد العثماني
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
السبت 26 مارس - آذار 2011 06:11 ص

*نظام الرئيس علي عبدالله صالح, ذو الـ33 عاما, وصل إلى طريق مسدود وشارف على الرحيل, ومرحلة ما بعد صالح بدأت بالفعل. الإشكالية هنا لم تعد متعلقة برحيل النظام بل في المرحلة التالية لهذا الرحيل.

*نقل السلطة سلميا يواجه احتمالات عدة: مجلس عسكري وهو احتمال مستبعد. مجلس رئاسي من 5 أشخاص على الأرجح. حكومة وحدة وطنية انتقالية لإدارة شئون البلاد مرحليا والإشراف على حوار يشمل كافة الفرقاء ورعاية اتفاق يقود إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. هناك خياران أيضا: نقل السلطة إلى نائب الرئيس أو إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال مرحليا.

*أهم شخصية سياسية للمرحلة المقبلة هو الدكتور ياسين سعيد نعمان, الرئيس الدوري الحالي للقاء المشترك والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.. ولا يستمد أهميته إلى أي من هذين المنصبين بل من تاريخه وشخصيته المحورية والفاعلة, إضافة إلى انتمائه للجنوب إذ يشكل قاسما مشتركا بين معادلات اليمن الجغرافية والسياسية إضافة إلى تمتعه بتاريخ نزيه وسمعة طيبة, في حين سيشكل اللواء علي محسن الأحمر أهم شخصية عسكرية, وهو قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع.. استمد ذلك من حضوره العسكري الفاعل وسط الجيش اليمني وقراره اللافت في الانضمام لثورة الشباب, الاثنين 21/3/2011. ولا يفهم الأمر أنه حكر على هاتين الشخصيتين, فحسب, فهناك شخصيات وطنية عديدة, مدنية كانت أو عسكرية, لا يمكن التقليل من أهميتها.

*تركة الرئيس صالح, دون شك, تركة ثقيلة للغاية, ومسألة حلها يتطلب جهدا كبيرا.. على رأس تلك التركة تقف القضية الجنوبية, إضافة إلى المسألة الاقتصادية للبلد, ومشكلة الحوثيين في صعدة.

*الأهم من ذلك هو الحفاظ على وحدة البلد.. وأمام كافة القوى السياسية والوطنية خيارات عدة, لعل في مقدمتها الأخذ بالخيار الفيدرالي الذي يكاد يشكل قاسما مشتركا لمعظم القوى على الساحة اليمنية. وهو الخيار الذي طالما ظل ينادي به حزب رابطة أبناء اليمن (رأي).

*أبرز حزب على الساحة اليمنية في المرحلة المقبلة هو حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن), وهو أكبر حزب معارض ويعد أحد أحزاب تكتل اللقاء المشترك, إلا انه قد يجد منافسة من أحزاب سياسية أخرى في ظل جو ديمقراطي حر تنافسي وخلاق.

*ستضمن المرحلة المقبلة مزيدا من تكافؤ الفرص إذا ما تم الاتفاق على قانون جديد للانتخابات وفقا للقائمة النسبية.

*أكبر قوة محورية والتي أجبرت صالح على التنازل من سدة الحكم هي القوة الممثلة بفئة الشباب, لكن انتظام جميع الشباب على مستوى الساحة اليمنية, المستقلين تحديدا, في إطار حزب أو تكتل واحد يظل مستبعدا, ومن ذلك فإن هذه القوة قد تتلاشى بين الأحزاب السياسية الموجودة في الوقت الراهن, وقد تشكل ذاتها في صيغة سياسية جديدة لمواكبة مرحلة ما بعد صالح.

*انطلاق الثورة اليمنية الشبابية السلمية من المناطق الوسطى, وتحديدا من محافظة تعز, سيؤدي إلى صياغة معادلة مراكز القوى, جغرافيا, على نحو أفضل وأكثر توازنا.

أريد أن أشير هنا إلى أن إرهاصات الثورة قد بدأت في أكثر من مكان, سواء في المحافظات الجنوبية أو في العاصمة صنعاء, إنما كبداية فعلية كانت قد انطلقت من محافظة تعز, مساء الـ11 من فبراير الماضي.

*مرحلة ما بعد رحيل صالح, ولا أريد أن أسميها مرحلة ما بعد الثورة, ستشهد صراعا بين قوى الحداثة والقوى التقليدية وقوى الراديكال, إلا أن ما يقلص احتمالية هذا الصراع مع القوى التقليدية – يقلصه ولا ينهيه - هو انضمام تلك القوى وبطريقة سلمية إلى الثورة الشبابية, وهو ما يفسر توقها الشديد إلى بناء الدولة ونفورها الأشد من اللادولة التي كلفتها الكثير في عهد صالح, في حين تظل مسألة المواجهة مع القوى الأخرى, اليمينية المتطرفة, واردة.. وفي حالة لم تحقق الثورة أهدافها في بناء الدولة الحديثة, فمسألة استمرارها محتمل بنسبة كبيرة, إذ أن الشباب الذين خرجوا لإسقاط نظام صالح سيخرجون غدا لإسقاط أي نظام يشعرون أنه سرق أو التفّ على الأهداف التي تروم إليها متطلبات الحالة الثورية الراهنة.

*الأخذ بالنظام البرلماني قد يكون الأنسب لليمن التي امتازت وتمتاز بالتعدد الجغرافي والمذهبي والذي قد يتواءم كثيرا مع خيار الدولة المركبة.

*وإحدى أهم النقاط هي حيادية واستقلالية المؤسسة العسكرية.. وكم هو جميل أن يكون للجيش اليمني قائد عسكري مستقل استقلالية تامة عن السلطة التنفيذية على أن تكون الأخيرة مدنية بامتياز.

ولا توجد ثورة في أي مكان دون أن تعترضها صعوبات وعراقيل, وفي أحيان كثيرة عقبات كأداء, إلا أن الاختبار الحقيقي هو أن تبلغ الثورة أهدافها بمزيد من الإصرار والعزيمة الثورية مهما كان الثمن.. وخالص أمنيتي ألا تلحق ثورتنا الثالثة بسابقتيها اللتين تعرضتا إلى ما تعرضتا له من قبل القوى التي أوصلت اليمن إلى ما وصلت إليه.

nashwanalothmani@hotmail.com