الرئيس الشيطان وغالب القمش والوسطاء!
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر
الخميس 26 مايو 2011 10:53 م

عندما تقوم عصابات الرئيس بقطع الطرقات والكهرباء وقتل المواطنين، وعندما يقوم الرئيس بالدفاع عن بقائه بعيداً عن الأخلاق والأعراف والمواثيق والإنسانية فإنه يصبح مخلوقاً متوحشاً يجب على بني الإنسان التكاتف للتخلص منه..

قبل أيام وصل إلى ساحة التغيير في صنعاء أحمد الحمدي وهو شقيق الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، وكشف عبر منصة الثورة، التحول الأول لعلي عبدالله صالح، الذي حوله من مواطن وجندي إلى "تيس الضباط"، وذلك في العام 76 تقريباً عندما قام بزيارة إلى العاصمة الاريترية أسمرة.. وفي أسمرة أدى البيعة للموساد وتدرب على بعض أساليبهم، وما إن عاد إلا وقد أصبح يلقب بـ"تيس الضباط"..

الرجل حكم اليمن وكان له شركاء منذ اللحظة الأولى، وهم إلى اليوم لم يتفقوا بعد على تسليم البلد لأهلها، وقد قام بمهمات عظمى عن جهلٍ وعن قصدٍ، أدت إلى هذا اليمن الفقير المدمر الذي ثار مؤخراً وكشف عن سوءات صالح الذي دافع عن بنائه الهش، وكشف لنا ما لم نكن نعلمه عنه..

أين ذهب اليمن الموحد العظيم صاحب أفضل موقع جغرافي في العالم، وأقدم حضارة في التاريخ، وأعظم شعب في الجزيرة العربية، وأين ذهبت جزر اليمن وسواحلها وثرواتها، وأين ذهبت أحلام الثورة والجمهورية والوحدة؟

واليوم ونحن نراه يدافع عن نظامه، ظهر لنا على حقيقته، قائد عصابة تنهب وتقتل وتكذب بدون حياء أو خوف من الله ولا من الناس ولا من المجتمع الدولي ولا من التاريخ.. أي ذنبٍ علينا حتى تأمرنا مثل هكذا شخص، وأين كنا طوال عقود عندما قبلنا به رئيساً علينا.. واليوم عندما سقط قناعه واكتشفنا أن مثله لا يجوز حتى أن يسير على الأرض ولا أن يبقى في الحياة!.. اليمن وسوريا وليبيا والعصر المُعلّب الذي حكمتنا به الشياطين والعملاء..

 وأثناء نقاشٍ لي مع أحد المسؤولين، اختلفت معه حول موقف أمريكا من الثورة، وخصوصاً إدارة أوباما، فأجابني أن علي عبدالله صالح لديه نفوذ وسلطة داخل الموساد أكثر بكثير من الأمريكيين وهو صاحب مكانة كبيرة لدى الأمريكان والصهاينة لا يمكن معها أن يخاف منهم، لأنه أكبر من خدمهم في تدمير هذا البلد وضياعه.. 

لمَ لا؟ وهو صاحب إحدى أكبر مهمة في الوطن العربي، ألا وهي تدمير الشعب اليمني ونهب ثرواته والفتنة بين أهله، وإفساد القيم والمبادئ والقوانين. ومثله الأسد الذي تكلف بضرب العراق ولبنان من الظهر بأوامر إسرائيلية إيرانية..

الأدهى من ذلك أن هؤلاء وعلى رأسهم علي عبدالله صالح يستخدمون السحر والأوراق الأخلاقية وحبوب الهلوسة لإفساد المسؤولين ممن حولهم وإذلالهم.. حتى لكأننا سنكتشف أن مخلوقاً أعاذنا الله منه، كان يوماً أميراً علينا! ثم ماذا سيقول عنا أحفادنا؟ إن أجدادهم عاصروا "العهد .... "؟

يا له من عهد لعين، وجهل مشين.. كيف تأمروا علينا، ولماذا تم قتل مليوني عراقي ونحن لم نفعل شيئاً؟ هل كنا أحياء؟ تخيلوا أن رئيس الجمهورية وصاحب الفخامة مثلاً، يجتمع بالشياطين والمجرمين وكبار اللصوص ليحكم هذا الشعب.. وهل ستثبت الأحداث أن علي عبدالله صالح من بين سيئات معدودة وجدت من عهد آدم حتى اليوم..

صحيح أن الأمريكان أصبحوا يطالبونه بالرحيل، لكنه يعرف أنه عندما يؤجج الأوضاع ويحارب الثورة، يقوم بتأجيلها وإرهاق الثوار، وهذا يخدم المشروع الصهيوني بطريقة أو بأخرى، أما عندما يقوم بإجهاض الثورة، فإن المخابرات الصهيونية ستقوم بترقيته إلى رتبة "شيطان رجيم" وستغدق عليه دول المنطقة وأمريكا بالمال، ليس لأنه يدمر الشعب اليمني، ولكن لأنه الوحيد الذي استطاع مواجهة الطوفان الشعبي في الوطن الشعب والذي ليس من المؤكد أنه سيتوقف في اليمن أو سوريا.. وهذا الإجهاض ليس مشروع أوباما وإدارته بالضرورة ولكنه مشروع التيار الصهيوني في الولايات المتحدة..

وبالتالي علينا أن لا نركن إلى الضغوط الدولية، والشعب اليمني هو الضمانة الوحيدة لانتصار اليمن، والثوار الحقيقيون لا يتراجعون مهما كلف الثمن، وهذا ما لا يحسبه النظام ومن يسانده..

غالب القمش

حاول علي عبدالله صالح اغتيال رئيس جهاز المخابرات غالب القمش مصراً على ذلك.. وهي رسالة يجب أن يفهمها أصدقاء صالح وشركاؤه.. وعلى رأسهم علي الآنسي، وعلي الشاطر، وعبده بورجي وكل من يخاف منهم صالح مستقبلاً..

خلصونا منه، قبل أن يتخلص منكم..

أسماعيل أبوحورية

هذا الرجل يرسله صالح كواسطة إلى اللواء علي محسن صالح، وإلى الشيخ صادق الأحمر، ثم يحاول اغتياله معهم.. وينجو ويعود وسيطاً من جديد.. ليت شعري أي وساطة تقودونها يا أصحاب الوساطات..؟

نحن أمام أمرين لا ثالث لهما.. النصر أو الموت.. نحن ثرنا، ولن نتراجع ولن يتراجع علي محسن أو غيره.. فلماذا تعبثون بأنفسكم؟ نريد بلادنا.

يرسل الرئيس الذي يطمح إلى رتبة "شيطان رجيم"، هؤلاء الوسطاء ليطمن الخصوم في أنه لا يزال يأمل الحوار معهم.. وهو في الحقيقة يعد للحرب، ولقتلهم وقتل الوسطاء معهم طالما كان ذلك ممكناً..

ونحن نحذر الأبرياء من دخول الرئاسة.. لأن من يدخل معرض لمخاطر بعيدة المدى..