المعارضة أبدت سوءة صالح .. بيد أنها لبست ثيابه !
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الإثنين 23 مايو 2011 12:28 م

سمعنا قرار المشترك - كما سمعه العالم - عبر شاشات التلفزة برفض المبادرة الأخيرة، وأنهم لن يلتقوا الزياني الذي قدم إلى صنعاء، فتفهمنا رفضهم، وأنه كان بسبب طول تعنت صالح تجاه مبادرات الخليجيين، وكثرت ترقيع الآخرين لها خوفا وطمعا؛ خوفا من أن تمضي الثورة وتنجح، فتنتقل عدواها إلى شعوبهم؛ كون اليمن جارا لهم، وطمعا في قبول صالح المبادرة، وعندها فعلا استطاعوا نيل ما طمعوا به؛ وهو إلباس الثورة لباس الأزمة، فهذه الأخيرة دائما ما تنتهي بمصالحة أو مبادرة، في حين الأولى (الثورة) لا تنتهي إلا بسقوط النظام – وفي اليمن (العصابة)، وعودا على بدء، فأن ما حصل من ترقيع للمبادرات اضطر الأخوة في المعارضة إلى رفض المبادرة الأخيرة رفضا معلنا، وكذلك اضطروا إلى الإعلان عن رفض اللقاء بالزياني – الذي حاول – برأيي - تزيين وجه صالح المتقلب والملطخ بدماء شعبه.

وبناء على ما سبق فإننا فهمنا أو تفهمنا موقف المعارضة، لكن الذي أدهشنا هو عودة المعارضة إلى القبول والتوقيع على المبادرة على الرغم من أنها ولت وجهها نحو طالح، وفي الوقت نفسه ولت وجهها عن شعبه الصالح، وبهذا يكون التوقيع عليها والقبول بها يجعل المعارضة تولي وجهها عن الشعب وثورته، وبدلا من أن تكون جزءا من الشعب، رضت لنفسها أن تكون جزءا في المبادرة/المؤامرة بقراءة الشعب.

صحيح إن المشترك في موافقته على المبادرة رقم (1) - والتي رفضها الشعب على الرغم من أنها تنص على تنحي صالح المتريث - أرادوا من خلال ذلك تعريف الخليجيين بحقيقة صالح، فما أن عدلت أو رقعت إلى رقم (2) - فزاد الرفض الشعبي لها عن سابقتها - وقبلها المشترك ووافق بالتوقيع عليها رغبة هذه المرة في تعرية صالح تماما وكشف سوءته للخليجيين وغيرهم، مع أن هؤلاء الآخرين قد تفهموا حقيقة صالح ولم يعودوا بحاجة إلى المزيد من الكشف من قبل المعارضة، وهكذا ضل المشترك يقبل وصالح يرفض، والخليجيون يزيدون الترقيع في المبادرات لعل صالح يتقبل أو يرضى، فكان أن جعل صالح أو جعلته المعارضة في قبولها مبادرات - يرفضها الشعب – في عزلة تلو عزلة عقب رفض الأول المبادرة تلو المبادرة، وفعلا أصبح صالح في عزلة داخلية وإقليمية ودولية، وأصبح معرىً ومكشوف السوءة للجميع بأنه ليس له مثيل في التناقضات ونقض العهود والوعود.

تفهنا موقف المعارضة من المبادرات وموافقتها عليها لكن على مضض وقلنا لعل وعسى، بيد أن صالح ما برح ما فتئ ما دام في غيه وتناقضاته، ولما كان ذلك كذلك لم يستطع ولن يستطيع أحد أن يتفهمهم المعارضة وهي تردد المبرر نفسه؛ أي أنها بتوقيعها على المبادرة الأخيرة والتي سماها الشعب - وقد صدق- بمؤامرة إنما تريد أن تكشف سوءة صالح؛ وما علمت إن هذا المبرر بالنسبة للشعب أصبح كالاسطوانة المشروخة ولم يعد مبررا منطقيا مقنعا ألبتة، والذي سيفهمه الشعب - بتصوري - أن المشترك هذه المرة لم يعري صالح أو يكشف عن المزيد من سوءته؛ لأنها قد انكشفت للعالم بما فيه الكفاية؛ بل أقول – متأسفا – إن المشترك هذه المرة – غير مضطر - لبس ملابس صالح بعدما كان استطاع أن يكشف سوءته، فجعل نفسه في الصورة المتناقضة لصالح نفسها، فبعد أن أسمع العالم بأنه لن يلتقي بالزياني، ولن يوقع على المبادرة ولم يف بما وعد؛ فما هي إلا أيام قلائل حتى نكث ورجع عن أقواله ليضع نفسه في صورة صالح وليجدد قبوله بلقاء الزياني وقبوله التوقيع على المبادرة سابقا توقيع صالح؛ قد يكون ظنا منه أن صالحا لن يوقع المبادرة، وأعتقد – جازما – أن الأخير سيوقع المبادرة هذه المرة لكن بعد أن استطاع أن يسلخ المشترك عن ثيابه، ويلبسه ثوبه الملوث بالكذب والتناقضات والتقلبات.

أتمنى على المشترك أن يشرح للرأي العام اليمني أو يفسر له هذه التناقضات التي لم نكن نألفها إلا من صالح، وأرجو ألا يبرر بالمبرر نفسه وهو السعي إلى عزل صالح إقليميا ودوليا بعد تعريته، لأن هذا المبرر لم يعد مهما ومثل المشترك إذا أصر وبرر بمثل هذا مبرر كمثل من يريد أن يقنع الرأي العام بأن الشمس تطلع من المشرق، وإن عدتم إلى طرق هذا المبرر؛ فإنكم فعلا تكررون الاسطوانات مشروخة ليست من طبعكم؛ لكن إذا ما عدتم إلى ذلك المبرر فإن سيتأكد للجميع أن صالح استطاع – بعد أن عريتموه – أن يلبسكم جبته، واختم بالقول: إن الشعب ينتظر منكم ماذا أنتم قائلون وبما تبررون تناقضات هي من اختصاص صالح وليست من اختصاصكم فالحقوا أنفسكم - مبررين – وإلا وصمكم الشعب بالمتآمرين ؟؟؟