الريال اليمني يستعيد شيئًا من قيمته أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' ''فضيحة''.. مليشيا الحوثي تُعين تاجر مخدرات في منصب مدير أمن مكافئة وإشادات بأول فوز لأهلي صنعاء في بطولة الخليج للأندية محافظ مأرب يؤكد دعمه الكامل للمجلس الطبي الأعلى ويشدد على حماية المواطنين من الأخطاء الطبية الحوثيون يشيعون ''الزليل'' عسكري في القوات البحرية قتلته أميركا هل هُزم حزب الله، أم فشلت إسرائيل؟ تعرف على بنود اتفاق وقف الحرب في لبنان السبت والأحد القادمين إجازة رسمية في اليمن على وقع حراك دبلوماسي بالرياض.. الحكومة اليمنية تؤكد وجود مساعٍ لإطلاق عملية سياسية جديدة في اليمن منظمة الصحة العالمية تُعلن عن 280 حالة وفاة بمرض الحصبة في اليمن بعد هدنة لبنان.. القصف الإسرائيلي يدك غزة واعتقالات بالضفة
إن الشعب اليمني لو كان يشبع ويسد رمقه عبر منفذ سمعه لكان صنع تمثالا لرئيسه صالح لأن التصريحات لو كانت تسمن أو تغني من جوع لكان الرئيس قد أغنى شعبه من خلال ذلك السيل من التصريحات والوعود عبر خطاباته الاستعراضية، ولكان استحق فعلا أن يصنع له تمثالا ثناء عليه؛ بيد أن مخاطبة قناة واحدة وهي (السمع) من بين عدة قنوات لا يكفي ولا يسمن ولا يغني من جوع؛ إذ الشعب قد سمع حتى سئم كثرة تصريحات الرئيس ووعوده، وقد صَمُمَت أذنه من كثرت السماع، وتلك التصريحات على الرغم من كثرتها إلا أنها ما زالت وستزال تبقى حبرا على ورق أو قل ظاهرة صوتيه تردد في شاشات الفضائيات فقط دون أن تلمس في واقع الناس؛ فيجد المتابع نفسه أمام تصريحات ووعود لكنها مع وقف التنفيذ.
سيادة الرئيس ينبغي أن تدرك أن للشعب اليمني أكثر من قناة تلقي (!) فلماذا أنت تصر أن تخاطب فيه قناة واحدة فقط، وماذا تعني لك بقية القنوات البصرية واللمسية والشمية، سيادة الرئيس إن الشعب يريد من الآن فصاعدا أن يرى أفعالك لا يسمع أقوالك حَيْثُ إنَّهُ متشوق للأولى وقد سئم من الثانية، فجميل منك أن تري الشعب توقيعاتك لأنه قد اكتفى من تصريحاتك واكتسب منها مناعة فلم تعد تؤثر فيه، إنه يريد أفعالا يراها بعينه ويسلمها بيده ويشمها بأنفه، ويهضمها بمعدته، فتنعكس على بشرته وسمته.
أما التصريحات والمبادرات عبر شاشات التلفزة فإنها ما تلبث أن تزول أو تتبخر بمجرد الانتهاء منها، يا سيادة الرئيس إن الذي يتعود على لدغة الأفعى يكتسب مناعة من سمها فلم تعد تؤثر فيه لدغاتها وإن كثرت، وأنت من كثرة تصريحاتك قد أكسبت شعبك وقاية منها، فلم يعد الشعب يتأثر بها ولم يعد يؤمن بتصريحات ووعود وإنجازات لا تتجاوز قنوات التلفزة إلى الواقع المعاش، ولم تعد تنطلي على الشعوب الخطابات الرنانة ولا تؤثر فيهم شيئا يذكر؛ لأنها قد تجاوزت زمن الاستخفاف والسذاجة وعليكم معشر الزعماء أن تؤمنوا بذلك، فافعل شيئا يلمس ويرى ويشم وقل للشعب اليمني: إن الجواب ما تراه لا ما تسمعه.
وللأسف حتى التصريحات لا تأتي في زمانها؛ بل تأتي في التوقيت الخطأ أو في الوقت الضائع، فعلى سبيل التمثيل لا الحصر كانت تصريحات الرئيس ووعوده بتأجيل الانتخابات وتصحيح السجل الانتخابي، وعدم التمديد أو التأبيد الذي عبر عنه بعض المحبين للرئيس بعبارة (قلع العداد) والتصريح برفض التوريث والعزوف عنه؛ كل تلك التصريحات جاءت في نهار يوم الأربعاء الذي كان يعقبه خروج جماهيري يوم الخميس دعت إليه أحزاب اللقاء المشترك، وقد كان الغرض من تلك التصريحات هو محاولة تجميد التظاهرة التي كان المشترك قد أزمع على القيام بها، أو حتى محاولة فض الناس عنها لتظهر في صورة القليل فلا تؤثر في الناس، وأكبر دليل أن تلك التصريحات كانت للتخدير أن المؤتمر اخرج في الوقت نفسه مظاهرة مؤيدة للرئيس، ولو كانت التصريحات صادقة ما خرت تلك المظاهرات المؤيدة للرئيس.
سيادة الرئيس إن ما حصل هو العكس؛ إذ خرج الناس تلبية لنداء للمشترك في سبيل التغيير أفواجا، وحتى يتأكد لك سيادة الرئيس بأن الشعب اليمني بالفعل – مثله مثل بقية الشعوب – قد اكتسب مناعة من التصريحات فلم تعد تؤثر فيه، كما يكتسب الجسم مناعة من سم الحية إذا تعود منها كثرة اللدغ.