اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟ الكويت تسحب الجنسية عن فنان ومطربة مشهورين النجم الكروي ميسي مدلل الفيفا يثير الجدل في جائزة جديدة أول بيان لجيش النظام السوري: أقر ضمنياً بالهزيمة في حلب وقال أنه انسحب ليعيد الإنتشار الكشف عرض مثير وصفقة من العيار الثقيل من ليفربول لضم نجم جديد
لا أدري حتى اللحظة من أطلق على لحظة التأمل الذاتي، والتجلي والتحليق، والتحديق، اسم "الساعة السليمانية"، وأسبغ عليها أجواءً سحرية لم تستطع جنيات ألف ليلة وليلة أن تأتي باليسير منها، لماذا؟ لأن المقيل متحف الكائنات المسخية اليمنية، قد كفى ووفى في استخراج الخيال المركّب، فالمخزون الخيالي للإنسانية قد تكفل به المقيل، حياً – واقعياً ومباشراً.
أن يتحول الإنسان اليمني المُخزن الى كائن آخر، كتلة من الرومانسية، والمشاعر الدافئة العذبة، فتتجلى قريحته المشعّة بالأُلفة مطعمّة بالموسيقى وعنفوان الحب، بحيث تصبح المعضلات والكوارث من التوافه، ولا تذكر أمام انسيابية تجليات الساعة السليمانية.
الخراب عمار :
فكل ماهو "مدقدق" ومخرب وضائع من حضاراتنا التليدة ينصلح حاله ويرجع يرفرف من جديد على أعمدة سبأ وقتبان..الخ، وكل الدّمار والمخانق المتناسلة التي تلتف حول أنفاسنا اليوم، سابرة حالها.. لا يضيرالإنسان اليمني أن ترتفع الأسعار، تتدمّر أسرته، يشحت أولاده، يتعطل التعليم، يتدمّر البلد بتسونامي الكوارث، يبتسم بابتسامة سليمانية غبية، بل وتصل حد العته: "خليها على الله يا راجل.. كل شيء يسبر". كل شيء تمام التمام في حضرة الساعة السليمانية..
وكلما سمعت هذه الأوصاف المجانية أحس بحنق وغيض. وأنا أتفحص الوجوه المُخزنة وأتذكر تلك الأوصاف والقصائد والأغاني الممجدة لهذه الساعة، ينغمس نظري أكثر وأكثر، وأصل الى نتيجة مغايرة لتراث الساعة السليمانية الإلهية.. مهما بالغوا بوصفها.. إننا أمساخ شائهة، ملطمون بأرجل الجن.
عضاريط متقفزين :
الساعة السليمانية: ما هي إلا ساعة جن، عفاريت وعضاريط من كل شكل ونوع، شغلهم يتقفزون في وجوه المخزنين، يتراكضون، فكل "شغمة" تتنازع على عضو في الوجه، ترى مجموعة من الجن متحلقين على نخرة المخزن، وتجد مجموعة جن آخرين مدججين باسلحة ثقيلة يتازعقون حول أحقية بقعة الأنف لإحلالها محل العين، وآخرين من الجن اصطفوا في صفوف منتظمة يتشارعون على سحب الأنف إلى خارج الوجه نهائياً، وهكذا هي في بقية أعضاء الإنسان اليمني في تلك الساعة السليمانية.
فأية ساعة سليمانية! ووجوهم ساحة حرب كل عضو في غير مكانه، حتى ترى الأعين مُقلبات، وفي معظم الأحيان مُقلعات، تسأل: أين ذهبن؟ في أي مكان من الجسد اليابس مختفية؟ لا ندري سر اختفائها حتى اليوم .
بعد هذه الساعة الإلهية -بحسب وصف اليمنيين- يخرجون وهم مسطولين، مدبوشين، مقُرعين، جنون جماعي، ليصفونها بـ"حالة من الاسترخاء المقدّس"، حباهم الله به دوناً عن البشر!!
والحقيقة، ما هي إلا فيالق من العضاريط قد فعلت فعائلها في الجسد اليمني الممصوص المنهوك، وساعدتهم في ذلك كميّة المبيدات التي روت بها "قيتان" الساعة السليمانية.
اليمني كائن يهذي :
ولذا الساعة السليمانية ما هي إلا "هذيان سليماني" لا يمت لنبي الله سليمان بصلة، فعصافير نبي الله أُسكرت من الموسيقى والأشعار، وليس من مذابل القات، والمتاكي، وأدخنة الموت، والهذيان الممجوج الذي يتكرر كل يوم في مقايل الإبادة الجماعية.
أجساد ووجوه "مسفلة" ملطومة، مسفوخة من كل الإنس والجن وعفاريت الدنيا، أمساخ من صياد.. هذا الوجه / العنوان الممجوج والمخزي لليمن يوسع من حجم الدمار والكارثة التي يتفنن به الإنسان اليمني حكومة وشعباً، فيجمل موته السريع بمقايل خمسة نجوم، ويزهنق أثاثها بالمستورد المطعم بالتراث اليمني، إنها المليارات التي تصرف لتجميل صناعة الموت في الساعة السليمانية. حتى "الطيرمانة" الجميلة ما هي إلا محرقة مزخرفة.
هذا المقيل الذي لا يختلف عن أية غرزة أو غرقة، الفارق بين الغرزة المصرية أنها ملاحقة ومستهجنة، أما غرزنا فهي غرز خمس نجوم مباحة للجميع وراعيتها الحكومة، ولأن اليمنيين تتناقض أوصافهم فالخراب جمال، والحفرة قصر، والمعلامة جامعة، وقد جرى تسمية المقيل بـ"المفرج، والمفرج يحمل دلالة الفضاء المفتوح، وليس الغرقة المكان المكتوم "المقيل".
ما الفرق؟
وأنت تدلف الى مقيل من المقايل، دوماً تحضرك غرف الإعدامات، أو ما تُسمى "الهولوكوست"، تلك المحارق والأفران التي تفنن فيها هتلر في إبادة إخواننا اليهود، وأتساءل: ما الفرق بين أفران هتلر في أربعينيات القرن العشرين، ومقايل اليمنيين في الألفية الثالثة.. أليست كلها محارق وتوابيت؟
فكل مُخزن حامل ورمة في وجنتيه، ومركب في الوقت نفسه "صُعد" أو تنور في فمه، إن ذلكم "المدكى" ما هو إلا تابوتاً مع الأيام يتحول قبراً مرعباً.
فما الفرق بين هولوكوستهم، والهلوكوستية السليمانية في اليمن؟ بل ربما نحن –اليمانيين- من فجّرنا قريحة هتلر بصناعة المحارق، و"المحطابات" المشتعلة، فبدأت من عندنا من مقايلنا /غرق الموت. وأظن أن الهولوكوستية يمنية بامتياز، وكان من المفترض على هتلر أن ينسب الحقوق الفكرية للمقيل اليمني!!
كل واحد هتلر نفسه :
كل واحد هتلر نفسه يتفنن بإبادة نفسه بنفسه في مقيله الخاص به.
في هذا السياق، لا يختلف المثقّف عن المسؤول، عن الحطاب، عن ربة البيت وطالبة الجامعة ورجل الدِّين والطفل،...الخ، كله للمحراق.
شيزوفرينيا بالمطلق :
لننظر إلى أنفسنا وقت الصحو، إذا ما كرر شخص أمامك حديثه مرتين، فإنك تتثاءب، وتنعته بـ"المُلتِتْ"، وأنه "دُكَاك". لكن في وقت التخدير السليماني تتغيّر الطبيعة والمزاج اليمني 180 درجة، فلا يملّون من أحاديثهم المكرورة من عقود من الزمن يظل (السليماني اليمني/ الرازم اليمني) يهذي عُمره كله، على أي مشكل، كغلاء الأسعار ولن يمل مطلقاً، فالمرسل والمتلقي من جنس بعض، أحاديث المربوشين والمعتوهين، هذيانات الديمومة السليمانية فلا يختلفون عن قاطني المصحّات النفسية المصابين بالشيزوفرينيا والبارنوريا الخطرين على أنفسهم، وعلى غيرهم. وأتمنّى من الهيئات الدولية أن تضعنا تحت العناية النفسية المركّزة وتتدخل بحزم لإنقاذنا من أنفسنا.
العته السليماني :
مثلما يجاهد المسلمون ويقاتلون إذا ما رأوا أي أجنبي قادم إلى بلادهم، يسارعون، لا للترحيب به، ولكن ليدخلونه الإسلام، هكذا نحن -اليمنيين- ما أن يزورنا أي صديق أجنبي أو سائح ، حتى نسارع كلنا لتحويله الى كائن مُخزن مدكي، متفل/ مبصق، كائن من رغوة خضراء لينال شرف البصمة الهولوكوستية اليمنية، ويعود الى بلاده، لروي تجربته بعد ذلك من أن اليمن حافلة بنازيين وأن الهتلرية ما زالت تشتعل وتشتغل شغلها في اليمن.
متحف المحرقة اليمنية :
وبعد هذا كله، ما ذا نتوقّع من بلدنا وشعبنا "المسفل به" الذي تستوي عنده الحياة والموت، القذارة والنظافة، الأمية والجهل، القصر والغرقة، العالم والأمي المعتوه، الخراب والعمار من هذه المحرقة الجماعية التي يشتعل فيها قرابة 25 مليون يمني -الا ما ندر- ما هو المستقبل الذي ينتظرنا وينتظر أولادنا؟!
لا أبالغ، ولا أكتب قصة من محض الخيال، في الألفية الثالثة في دولة اسمها "اليمن" قائمة على عودي قات، وصُعد / محطابة قراراتها لا تختلف عن أي مصاب بلوثة وهذيان مستدام.
بقعة من الأرض اسمها اليمن، لا تختلف عن أي مغرس قات، تحيطه المحاريس والمتاريس وثكنات الأسلحة لحراسة المغرس من أي ناهش. وقديماً عند ما قيل إن اليمن مقبرة الغزاة كان نسيج معمارها لا يكتمل إلا ببناء القلاع والحصون الحربية في كل جبل وحيد. وما أشبه الليلة بالبارحة، واليمن الآن ما هي الا مغرس قات مسورة بالمحراس، والمتراس، وفيالق الحراس.
فما الذي نتوقّعه من هذا الشعب المسطول بامتياز، الذي يبقبق ليل نهار بأحاديث الحياة، وينظر لمفاهيم الحُرية والتغيير والتحديث وهو لا يستطيع أن يزحزح مدكى، أو أن يقطع المخانق الملتفة على رقبته. فالعبد صانع المحارق والمخانق المرتهن للمِحطابة الجماعية لن يحرر قرص "روتي" أو "قفوعة" من فك الظالم.
البحث عن ديكتاتور :
ولذا لا يجب أن نبحث عن ديكتاتور نقول هو سبب الكوارث، ونسبح في انتظار المُخلّص.. إنها دائرة الهذيانات المزمنة المشبّعة بالماء المبخّر، ورائحة العودة والبخور والهيل والقرنفل.
في انتظار الشمس :
متى نصحو من غيبوبة الإنسطال الذي ينهش ما تبقى من أدميتنا المنتهكة، وترجع إلينا صحتنا النفسية والعقلية، ونودع هيئتنا ذات الدمغة السليمانية من: الوجوه المموصوصة المقحززة، والعيون المقلبة، والنخر المعصورة، والشوارب المنتّفة، واللحى المبرقطة، والشفائف التي من غلاظتها واسودادها كأنها "ملحة وصلة" ثخينة الحواف؟