موتى ومقابر منتزه لعيد اختلف جدا
بقلم/ نبيلة الحكيمي
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و 6 أيام
الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:10 ص

مأرب برس - خاص

اهدآ لكل من أراد بأقلامنا شرا ولكل مفلس كدبنا أو هددنا وللوطن الغالي حبنا الأبدي سيبقى لايفجع الروح ويفطر الفؤاد ويحرق النفس مثل فقدك عزيز، إنه أكثر الأحزان والآلام توغلا في القلب والروح وحتى البدن، و ذالك لأن طعم مرارته يغص به الفاقد ليل نهار، ولا يستطيع التعايش معه أو استيعابه، وأكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة، هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وه ادم اللذات، ذلك أن الغربة والهجران والبعد عن الوطن والأهل وقسوة الحياة هي فقد بغيض ومرير لكنه ليس قوي وصريح وحاسما مثل الموت، الذي يحضر مقتحما فينهي كل شيء، وأي شئ، فأوجاع الافتقاد الأخرى تداوى وتعود بالوله والولع والوجد والشوق والمناجاة وحتى الدمع، غير أنه لا أمل في الرجوع حين الاصطدام بحقيقة الموت، هذا الفقد النهائي.. يأخذ منا الأحباب و يبعد عنا الأهل والأصحاب .. دون إنذارا ولا يسبقه عتاب.

وما يزيد من لهيبه وعدم نسيانه شعورك بحقائق تتجلى لك أن داك الموت ليس قدرا فقط مع إيماننا ويقيننا بالأقدار بل أن هناك سبب كان وراء داك القدر سبب حرمك من روحك واعدم جسدك بقتله تلك النفس التي كانت تعايشك وتحميك وتصونك ولم تعد تعرف ماالعيد وما المناسبات

فهل لك عيد بعده

وهل لك أن تنسى من فجعك بقتله

وهل لك أن تخشاه أو تخافه رغم تهديداته لك بالصمت أو اللحاق بمن فارقت

هل لك أن تخشاه وهو يهدد قلمك أن لايبوح

وان لايخط سطرا فيه كشف لما أرادوه وما بيتوه

هل تفجع وتخاف وتسكت لو قيل لك , أن الواجب الوطني قد حان لتصفيتك لأنك بنظرهم إنسان بسيط لأتحمل بندقية ولا رشاشا ولا منصبا وكرسي يحميك إنما تحمل قلما هو اخطر إرهابي سيقاتلهم وقلمك جزء من تلك الروح التي قتلت فكيف تخشاهم ؟

بل انك تحمل مشاعر ثورية تبحث عن حقائق لاضرورة لان تبعث حية لتحاسب عن ا موات لأحياء عند ربهم يرزقون فهم الشهداء حقا

هل تخافهم وأنت مهدد بعرضك وشرفك أن يلوث من أفواههم التي غرقت في بحر لجي من الذمم لأناس قتلوا ا دون ذنب

وقد بدئوا حربهم عليك برسائل تهدى لك كعيديه وما قبلها من أيام بعثت لك

هل تغير نمط عيدك وأعيادك وأيامك ومبادئك ومشاعرك فتصمت خوفا على حياتك وحيائك خاصة وأنت بنظرهم قارورة تكسر مع أول هبة ريح عاصفة تعريك وتفضحك حسب قولهم أخلاقيا وأنت عشت أربعين عاما من عمرك وربما أكثر تصون الفضيلة وتدعوا للعزة والإباء والشرف وهم يعلمون حقا دالك

 وقد حاولوا أن يتآمروا عليك بهدف الحصول على تلك المعلومات والأمنيات التي لم يحصلوا عليها من أفعالك المحصنة بعقيدتك وإيمانك بالله

ولم يدركوا أن الله مع المتقين

فخابت أمنياتهم ومومراتهم وكشف الله سيارتهم التي قالوا أنها لمعاكسين مروا بها رغم أنها تحمل رقم شرطه وهدفا خبيثا لم يحققه الله لهم فعادت السيارة التي تحمل رقم 2437 بخفي حنين وعادوا ليعيدوا ترتيب أوراقهم بما يتناسب مع فريستهم التي ينتظرون وقوعها

وشاء القدر أن يقتلوا من يحمي تلك الفر يسه حسب وصفهم وقولهم جاء الدور والواجب الوطني يحتم عليهم مراقبة قلمها وفكرها وعقلها فلم يعد من يخشونه موجودا ونسوا وربما تناسوا أن الله مع المتقين

هل نرحل , ونختفي في وطن يعد العدة لكل مخالف للرأي معهم بحسب تهديداتهم وقولهم أنهم جندوا إبليس متمثلا في خدمهم الأمني الذي يراقب أقلامنا وسلوكنا وأخلاقنا كما يصفون,

وانه آن الأوان لفضحنا صوتا وصورة كما يدعون .

وهل ولي نعمتهم ومن يدعون أنهم يحموه ويحموا الوطن من الفاسدين أمثالنا يعلم بفسادهم .

مع يقيني وجزمي التام واعتقادي القاطع انه لايعلم بهم وليس له يد أو ضلع فيما يزعمون إنما هم المفسدون ولكن لايعلمون.

كيف تقضي العيد مع أبنائك وصحبك واهلك وربك وأنت تقرا رسائلهم القدرة الميتة من القيم والأخلاق والآداب

هل تصمت وتدعوا الله حال الكثير من الضعفاء في وطن ميت مشلول من جراء ما ينتهكه أمنهم من قمع ضد كل قلم حر

كل ذنبه انه قلم ناطق بالمطالبات العادلة سواء كانت قانونية أو إنسانية 

أم انك لن تعيرهم كونهم مفلسون وعلى جرف انهار سيدفنون بغيضهم وحقدهم وحسدهم وأفعالهم

أم انك ستقول نحن قوم لأتوسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر

وستتجه في يوم عيدك بعيديه مختلفة جدا

عيديه تبحث عن أن تكون في الصدارة تعايش العدالة والقانون والحق والمساواة ولا تخشى على عرضك وخلقك المحصن بادن الله بمبادئ تدعوا لها وتربيت عليها ومن منطلق إيمانك بالله

تومن بقول رسوله فوا الله لو اجتمعت الآمة على أن يصيبوك بشر لن يصيبوك ألا بشر قد قدرة الله عليك

ومن هدا المنطلق وأيماننا به اخترنا و قررنا بعد عودتنا من صلاة العيد أن نعيش يوم عيد مختلف جدا

عيد وزيارة للمقابر وصباحية عيديه في جوار قبر ميتنا وشهيدنا وشهيد الوطن وقد كان أعظم وقت قضيناه معا في يوم كهدا

حقا انه الإحساس الذي لم يخطر ببالنا أطلاقا أن نحس به

رغم أننا أصبحنا من زوار المقابر كل جمعة كبديل لأطفالي اللذين كانوا مع صاحب القبر ينتظرون مثل هدا اليوم للخروج والسفر واللعب والتنزه في جنة الأطفال أو مايسمى بالحدائق

وهانحن نجلس أمام قبر لطالما كنا ننادي صاحبة بابا هكذا قال ابني المعتز بالله عندما نزلت دموعه وهو يزور قبر أباه

بابا هل تسمعني (أنا المعتز بالله ) هل يحس من تأمر عليك أني يتيم واني بحاجة إليك في هدا اليوم

هل يحس قتلة الوطن أننا نقرا فوق قبرك وندعو لك بالجنة

وندعو عليهم دعوات كل المظلومين في وطن تيتم أبنائه وتشردت قيمه ومبادئه

ولم يبقى فيه إلا حراس لأحياء هم موتى بأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم

ايها العظيم الذي هزنا موتك لازلنا أحياء رغم حياتك في كنف المولى عز وجل ولكننا موتى ننتظر اللحاق بك يوما ما

لنقول لك

رغم الألم فعيدنا كان مختلف جدا

رغم الحزن فقلوبنا تشبعت من ذكراك ولم نحس بالعيد إلا ونحن في كنف قبرك نقرا وتتلوا آيات الرحمن

أما احمد الشاب الصامد رغم صغر سنه فانه ولأول مرة يذرف الدمع فوق مثواك رغم انه لم يذرفها حين موتك تجلدا وصبرا على ماساتنا بك

بإحساس المفارق لآب وعطش المحب لان تكون معنا في يوم العيد بكى وسمع كل من في القبور المجاورة بكاءه ودعائه

وها نحن نقول للمفلسين من الأخلاق والقيم

ها نحن نعيش لنموت بنفس الطريق الذي اخترناه ولن نخشاكم

وهاهو قبر روحنا عاش معنا عيديه اختلفت شكلا لكنه يعيش معنا روحا فانا نراه يخاطبنا وقد خرج جالسا معنا في منتزه الموتى وإنا نراه بأحلى حلة كان يرتديها في مثل هدا اليوم ليقول لنا لاتخافى وقرى عينا فان الله معكم

ومرحى بكم في الحياة الحقيقية الابديه التي جئتم تروني بها

فنعم العيد انتم

ونعم ما اخترتموه متنزه لكم فقد آنست وني بدعائكم لي واني لأقول لكم

لاتخافى ما دام الله معكم

وعيد سعيد لكل حر وكل حرة