الضالع ..عنصر حوثي يقتل بائع خضروات في دمت صورتان للضحية والقاتل.. مسلح حوثي يقتل أحد أقاربه بدم بارد وسط مدينة إب ويلوذ بالفرار الرئاسي اليمني يؤكد على ضرورة التسريع في إقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي اليمن ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان شركة صافر بمأرب تعلن إعادة آباراً نفطية لخط الإنتاج مترو الرياض.. مشروع عملاق سيغير وجه العاصمة وقف القتال جنوب لبنان يدخل حيز التنفيذ وهذا ما طلبه الجيش اللبناني من المواطنين صورة وتعليق: ماذا حدث لوجه أحد أشهر مدربي كرة القدم في العالم؟ شاهد الصور.. جمرك المهرة يضبط كمية من المخدرات كانت داخل جذور أشجار كبيرة محملة على قاطرة يقودها باكستاني رئيس الحكومة يطير إلى الرياض بحثاً عن دعم اقتصادي عاجل لإنقاذ العملة
بينما كنت منهمكاً في عملي وبين أوراق مكتبي محاولاً استباق عقارب ساعتي لإنجاز ذاك العمل الذي كان في يدي ، إذا بعقارب الزمن كانت أكثر سرعة لتتجاوزني وعقارب ساعتي الصغيرة ، وتقفز بي إلى حيث اللحظة التي يتوقف معها كل إحساس بالحياة واللهث وراءها ، إنها لحظة سماعي لخبر وفاة الإعلامي الكبير يحيى علاو رحمة الله عليه ، وبذات اللحظة وجدت نفسي أتمتم وبشكل عفوي ولا إرادي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ووجدتني عاجزاً عن حبس بعض عبرات تساقطت على خدي ، ربما ألماً على فقدان علم من أعلام الصحافة والإعلام اليمني ، وربما كانت وفاءً لأستاذ لطالما تعلمنا منه الكثير عبر الشاشة الصغيرة .
وبذات اللحظة وجدت نفسي أغرق في بحر من التفكير ، عميق بمقدار عمق الحقبة التي بدأت معها رحلة نجاحات وتألق ذاك الراحل العزيز على نفسي ، مع أنني لا تربطني به علاقة شخصية مباشرة ، سوى علاقة الشاشة الصغيرة بالمشاهد ، وبدأت أغوص في أعماق ذاكرتي لأستخرج منها بعض ذكريات من ألقه ، فكان عالم عجيب هو البداية التي شكلت ملامح إعجابي بأدائه الرائع و المتميز ، إنه البرنامج الذي استهواني وأنا لازلت طالباً في المرحلة الإعدادية لدرجة أنني كنت أقوم بتسجيل العديد من حلقاته على أشرطة الفيديو آنذاك .
تذكرت .. ذاك المشهد الاستثنائي والجريء للراحل ورفيق دربه الإعلامي المتميز كذلك الأستاذ / عبد الغني الشميري ، في نشرة الأخبار الاستثنائية التي جمعتهما معاً على التلفزيون في أول يوم تفجرت فيه حرب صيف عام 94م ، وإعلان الانفصال من قبل البيض وزمرته الانفصالية آنذاك ، حيث كان الراحل أول صحفي يجرؤ على قراءة مثل ذاك الخبر الحساس آنذاك ، والذي كانت تكمن حساسيته في أن البيض كان منصبه نائباً للرئيس حينها ، ويُنْعتُ في نشرات الأخبار بهذه الصفة ، فمن هو المذيع الذي سيجرؤ – هكذا بين عشية وضحاها - على الظهور ليقرأ ما نصه ( ... الخائن البيض وزمرته الانفصالية ... الخ ) في تلك اللحظة التاريخية ، والتي عكست مدى وحدوية ووطنية هذا الراحل الكبير .، كما تذكرت ذاك الثنائي الرائع من خلال الكشكول – إن لم تخونني الذاكرة - ، والذي قدما فيه باقة من الحلقات المنوعة التي كانت تحظى بإقبال كبير آنذاك .
تذكرت .. ذاك الصوت الذي أجاد وأبدع في فن الكتابة للصورة منذ أول يوم عرفته في عالم عجيب قبل حوالي عشرون عاماً أو تزيد ، وانتهاءً بـ أسواق شعبية و أولي العزم الذي كنت أتابع إحدى حلقاته على قناة السعيدة قبل يومين فقط من رحيله .
تذكرت .. البدايات الأولى لفرسان الميدان ، وكيف كنا نتسابق على مجالس السمر نحن والأصدقاء لمتابعة ذاك البرنامج الأشهر – محلياً – على الإطلاق ، ثم تذكرت تلك اللفتات الإنسانية والقيمية والأخلاقية التي كانت تعكس لي وللمشاهد مدى نُبل وصفاء جوهر ذاك الرجل – الإنسان - ، حين كنت أحس وكأنه ينتقي الفئات والأفراد ، من أولئك الناس الذين أجهدهم الفقر في مناطق مختلفة من الريف اليمني ، والذي كان يبدوا لي وكأنه يحبذ أن تقع جوائز برنامجه عليهم تحديداً .
لا زلت أتذكر .. ذلك المشهد للراحل في إحدى حلقاته مع تلك العجوز التي بلغت من العمر عتيا ، وهي لازالت تعمل في الحقل الزراعي في أحد الأرياف ، ورغم محدودية معرفتها بدا صبوراً عليها وكأنه مُصِر على أن تكون جائزة ذاك السؤال من نصيبها ، لما يراه من بؤس حالتها وهي في تلك السن ، وفعلاً كانت من نصيبها .
تذكرت .. وتذكرت .. وتذكرت ..
تذكرت أن العظماء والناجحون فقط هم من تبدأ حياتهم عند رحيلهم ، فكم من أناس نراهم أحياء على هذه الأرض ولكنهم في الحقيقة أموات ، وأحسب أن راحلنا العزيز لم يمت ، ولكنه غادر دار الفناء إلى جوار ربه – وأي جوار لعمري أفضل من ذاك الجوار ، وأحسب كذلك أن له من اسمه نصيب ، فهو وإن رحل عنا فسيبقى يحيى في ذاكرتنا ، وسيبقى يحيى فينا ومعنا من خلال ذاك الإرث الكبير من الألق والتميز والنجاح ، الممتد منذ ثلاثة عقود مضت ، والذي تعلمنا منه وسنظل نتعلم الكثير والكثير .يا كوكباً ما كان أقصر عُمره * * وكذاك عُمر كواكب الأسحارِ إن الكواكب في علو مكانها * * لتُرى صغاراً وهي غيرُ صِغار أبكيه ثم أقول معتذراً له * * وُفِّـقْتَ حين تركتَ أَلْأَم دارِ جاورتُ أعدائي وجاور ربه ¬¬¬* * شتان بين جواره وجواري ختاماً : إن بعضاَ من كلمات الرثاء .. ربما لا تفي للفقيد حقه ، ولكن حسبنا أن يتقبل ربنا سبحانه وتعالى منا هذا الدعاء ، فقولو معي :
اللهم اغفرله وارحمه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، ولا تحرمنا أجره ، وأسكنه فسيح جناتك ، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .