الريال اليمني يستقر عند مستوى جديد لأول مره في التاريخ مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة
أنا كنت واحداً من المتفائلين جداً في إحراز ولو بعض التقدم لمنتخبنا الوطني أمام قطر والكويت بعد خسارتنا مع السعودية ، رغم علمي بمدى قوة واحتراف كلا الفريقين ، ولكن ليقيني وقناعتي بأن النجاح في مباريات كرة القدم لا يقتصر فقط على حرفية اللاعبين وشهرة أسمائهم ، ولكن أستطيع القول بأن 50 % من النجاح يعتمد على الحظ ، والـ 50% الأخرى على الاحتراف والخبرة وكثافة التدريب وشهرة اللاعبين .
لكنني أرى أن هناك عدة أسباب قد اجتمعت وأدت بمنتخبنا إلى الخروج بتلك النتيجة " الثقيلة " والمحبطة لكل الجماهير الرياضية اليمنية أهمها :
أولاً : ضعف منتخبنا من حيث اللياقة والخبرة امام بقية المنتخبات ، والتي تمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة ومن اللياقة ، والتاريخ الطويل في هذا المضمار .
ثانياً : سوء حظنا في مباراة الافتتاح بأن يكون أول لقاء لنا مع المنتخب السعودي صاحب الصولات والجولات ، فلو كان أول لقاء لنا مع عمان أو البحرين مثلاً لربما كانت النتائج مختلفة وقادت الفريق إلى مزيد من الثقة بالنفس في اللقاءات الأخرى .
ثالثاً : الضغوطات النفسية التي واجهها الفريق وخاصة في مباراة الافتتاح ، بسبب تدفق ذاك السيل من الجماهير الغفيرة التي حضرت لمؤازرة المنتخب ، ثم حضور فخامة رئيس الجمهورية ورؤساء دول وكبار مسئولين ، الأمر الذي انعكس سلباً – بتقديري على نفسية اللاعبين ، أضف إلى ذلك أن البطولة تقام لأول مرة في اليمن ، والفريق لم يتعود على خوض مثل هكذا مباراة .
ربما كانت تلك بعض الأسباب المنطقية والمبررة ، لكن ثمة أسباباً أخرى جوهرية ، لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال وهي التقصير الحاصل من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم ، في تأهيل وتدريب اللاعبين والاهتمام بهم بشكل مستمر ، وليس في المناسبات الرياضية فقط ، فوزير الشباب والرياضة مثلاً ظهر علينا بمبررات لا ترتقى إلى مستوى المسئولية التي يجب أن يتمتع بها كوزير للشباب والرياضة ، حين قال بأن الوزارة قدمت كل التسهيلات التي طُلبت منها سواء في بناء الملاعب أو التجهيز والإعداد لهذه البطولة ، كما قال أيضاً " أنا لست لاعباً ولا رئيساً للاتحاد ، ومن يطالبني بالاستقالة شخص معتوه " وهذا كلام ينم عن تنصل من المسئولية الملقاة على عاتقه باعتباره المسئول الأول عن الرياضة في اليمن ، ومن جهته برر رئيس الاتحاد تلك الهزيمة بقوله " يكفي أن اليمن حقق انتصاراً سياسياً في استضافته للبطولة دون حدوث أي مشاكل أمنية كما كان يراهن البعض ، وإن شاء الله سنحاول تفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل " على حد قوله .
إن وزارة الشباب والرياضة اليوم والاتحاد اليمني لكرة القدم ، كلاهما أمام مسئولية كبيرة تجاه كل تلك الجماهير الغاضبة ، والتي ذهب بعضها حد المطالبة باستقالة كل المسئولين على الرياضة اليمنية وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة ، ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم ، بعد تلك الهزيمة النكراء لمنتخبنا ، والتي يجب أن يتحملوها بدون خلق أية أعذار أومبررات واهية ، وخاصة بعد أن رصدت لهم كل تلك الأموال الطائلة والتي ذكرت بعض المصادر أنها تصل إلى ستة مليارات من الريالات .
شخصياً .. أتساءل ! تُرى على أي أساس يتم اختيار اللاعبين المشاركين في منتخبنا الوطني لخوض أي مباراة ، سواء في هذه البطولة أو أي بطولة أخرى ؟ وماهي المعايير الفنية التي يتم اختيارهم على أساسها ؟ وهل تلعب " الوساطة " دور في هذا الجانب ،حيث وكلنا يعلم أننا بلد لا يصل الفرد فيه إلى أي منصب إلا بالوصفة السحرية " الوساطة " أو إذا كان معه ظهر " يركي له " ، إن حدث ذلك فإنها الكارثة بعينها ، بل هي اللعنة التي ستضل تطارد الجماهير الرياضية اليمنية في كل البطولات القادمة .
أنا أرى أن تقوم الجهات المعنية بمراجعة حقيقية لاختيارلاعبينا ابتداءً ، وذلك من خلال لجنة دولية ، يتم تشكيلها من رياضيين عالميين معترف بهم دولياً ، على أن يقوموا باختيار لاعبين لمنتخبنا وفق معايير دولية محددة ، دون أي تدخل لأطراف يمنية في هذا الاختيار ، وبعدها يتم الاعتناء بهم بشكل مستمر ودائم وليس في المناسبات الرياضية فقط ، عندها يمكن أن نخوض منافسات مشرفة في المستقبل ، مالم فالكرة اليمنية ستظل هامشية وبعيدة عن تحقيق أي نجاحات قادمة .
كما أطالب وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوزير الشباب والرياضة ، والاتحاد اليمني لكرة القدم ممثلاً برئيس الاتحاد ، بأن يتمتعوا بروح رياضية عالية ، ويتحلوا بالشفافية ، ويجيبوا عن تساؤلات الجماهير الغاضبة والتي يأتي في مقدمتها سؤال كبير وهام وهو :
تُرى أين ذهبت كل تلك المليارات من الريالات ؟!!
*كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية