إلى الأستاذ محمد عبد الله اليدومي..نشبع مع الوحدة؟!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و أسبوع و 4 أيام
الإثنين 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 03:08 م

مأرب برس - خاص

دعني في البداية أقترف خطيئة نقدك لأن نقد أمثالك مازال في ثقافة بعض العقليات الإصلاحية خطيئة دين الله منها برئ .

كإصلاحي أود أن ألفت نظرك إلى مجانبة خطابك الذي ألقيته الثلاثاء الماضي ،لصواب واجتزت بدون شعور تحت صياحات التكبير والتهليل منطقة الحذق السياسي إلى دائرة الإنفعال المعبر عن مكنون التوجه .. وأريد أن أقول لك أن خطابك لن يمر مرور الكرام من قبل السلطة وإن كان بعضاً منه يعاضد إدعاءاتها الخائفة على الوحدة الوطنية التي لم تخف عليها يوماً بدليل تشهوات ما يحدث وإرتجاجات ماينبئ عن شرخ عميق في النفوس قبل الأرض .

إن تهديدك بالمواجهة خطأ كبير لأنك واهم أن ظننت أن من يدعوا إلى الإنفصال قلة وأن الوحدة ثابت فثوابتنا يا أستاذ محمد نسفت منذ ان تحايلنا على دين الله والغينا الحق حكما واحتكمنا إلى العرف القبلي وفهوة البندقية ونبذنا دين الله وراءنا ظهريا .. ولا أدري كيف انساق مثلك سياسي متأمل.. إلى خطاب المواجهة بعد صمتك الطويل كنا نظن أن الحكمة غارت فيك حتى خرجت برؤى وتأملات قادرة على إستلهام فكر متوازن يسمو فوق لغة القديم الذي كان من نتائجه ماترى لا ما تسمع ، في السابق حارب الناس بوعي او بدون وعي لأنه كانت هناك أيدلوجيا مقابل أيدلوجيا ..أما اليوم فمن سنواجههم يحملون ذات الدين الذي نحمله وإلى القبلة وجوههم تتجه.. وإن كانوا قبل ذلك كذلك، إلا أن عمى الفتاوي أعمانا وأحالنا إلى هائجين لا نرعوي ولم نستطع الإتيان بفكر متوازن يحول دون تقطيع أوداج الـدماء وشرايين تدفقها .

قلت يا أستاذ محمد أننا "نجوع مع الوحدة "و أرد عليك أن الجوع كفر وخطيئة تدفع إلى ماهو أكبر من تقطيع جسد البلاد .. وأننا مع الوحدة يجب أن نشبع إذ لا يجوز أن نجوع موحدين يحكمنا قطيع الموت وعصابات الدمار والمحن وآكلات العقول والقلوب ويستأثرون بالثروات كان عليك أن لا تحاضر وأن تمسك عليك لسانك وليسعك بيتك ودعنا نصارع هذا النظام المستبد الذي أفسد العقول والقلوب وألجم الحناجر .. فنحن أحرص على الوحدة من محاضرات في صالات مغلقة ومعزولة عن واقع الأمة وأقدر على تضميد جراحاتنا ولم شملنا وإن كان هناك ما يحدق بوحدتنا من خطر فحضورنا في قلب الحراك سيبددها ويؤطرها بإطار وطني وحدوي يتجاوز طموح التمزيع إلى آفاق الوحدة الرحبة الروحية والنفسية في بوتقة النضال والهم الواحد .

سترى معنى أن يكون الموقف ذكيا يحاول أن لا ينساق الى تهديدات مستفزة لها مردود لا يعود إلا بما يعرقل ويكدس ركام الزيف أمامنا وستعرف لاحقا كيف سيوظف الخطاب المنفعل تحت صيحات التهليل الذي لا يرضاه الله في مثل هذه الأيام..!! لأنه سيؤدي إلى ما تعلم ..وأبشرك أن هذا الخطاب سيؤرشف في أدراج العقل القديم الذي مازال " يحكم " على نبش جثث الموتى وإشعال الحرائق والمتناقضات وإن غدا لناظريه قريب.