فخامة الأخ الرئيس أخاف عليك دعوة فهد القرني
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 24 يوماً
السبت 30 أغسطس-آب 2008 10:21 م

فخامة الأخ الرئيس كل عام وأنت بخير وعافية ، وشهر مبارك وفقك الله والمسلمين جميعا لإحيائه بالطاعات وما يرضي الرحمن ....

أحب لك الخير في العاجل والآجل ، وأن يختم الله لك بالصالحات وحسن العمل ، وأكره لك أن تقع في الظلم ، فليس أخطر منه خاصة إذا كان من ذي ولاية وسلطان تجاه من لا يجد في مواجهته إلا الاستعانة بملك الملوك ديان يوم الدين من حرم الظلم على نفسه ....

حينما يستطيع المرء مغالبة من ظلمه ومواجهته بأكثر من حيلة وسبيل ربما تتأخر استجابة الله للمظلوم لأن هذا الأخير يمتلك بعض السعة والممكنات وقد اتكل في بعضه على نفسه وإمكاناته ، أما حينما لا يجد المظلوم على ظالمه ناصرا إلا الله فان دعوته في الحال تقعقع السماء وتحل بالظالم قارعة على مقدار مظلمته والكيفية التي يستحقها ...

ومن عجيب العلاقة بين الظالم والمظلوم ، أن الأول ينسى ظلمه ومظلومه مع زحمة الحياة وتوزع الهموم ، إلا أن المظلوم لا ينسى البتة ، فهو باستمرار عيناه تترقرق ويداه ترتفعا ونحيبه يعلو ويشتد بين يدي مولاه في أنين اقرب إلى المناجاة منه إلى الدعاء على غرار ( سيدي ومولاي خلقتني أرنبا وخلقته أسدا لحكمة أنت تعلمها ولك الحمد في كل الأحوال ، فاقتص بعدلك للأرنب من الأسد ، يا صاحب الصراط المستقيم ، من قضى على نفسه بتحريم الظلم ، فأنفذ حكمك وقضائك على خلقك ........ )....

وعندما يأتي حكم الله هنا ، فانه يختلف في مقداره وكيفيته ، بحسب النمط الذي عليه الظالم بين كونه سلطانا أو عادي من الناس، فالأول تكون قارعة مضاعفة أشبه بالاقتلاع من الجذور تلحق الأعقاب وربما قواعد المملكة ذاتها ، لان الأمر هنا يتجه للعبرة كما هي السنة الإلهية بشان أمم وسلطان من قبلكم والذي ظل القرءان يردد في التعقيب عليها في أكثر من موضع ب (قل سيروا في الأرض فانظروا ........... ) أو ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) أما حينما يكون الظالم في موازاة من ظلمه في الحجم والرتبة فان قدر الله هنا يكون على قاعدة الجزاء من جنس العمل وعلى نفس المقدار والوزن فان زاد فقليلا لتقدير الله في خلقه والأمر على غرار دقة بدقة وان زدت زاد السقاء ....

فخامة الرئيس اسأل الله أن يجنبك الظلم بصوره المختلفة ، وان تحل عليك رحمات الله ........

فهد القرني ، أبو أويس القرني (سمي التابعي الجليل المستجاب الدعوة ) مظلوم ، وقد أعلن خصومته ضدك بشخصك ، ثم حبس نفسه في محبسه ساجدا متمرغا بين يدي بارئه يشكوك إليه بسره وجهره ....

أبو أويس ، الأشعث الأغبر ، يقولون عنه انه كان – قبل السجن - من أهل السحر ، أواه أواب ، رقيق القلب كثير الاستغفار والتسبيح والدعاء والمناجاة ، ويتغنى بالقرءان لا يقصد إلا أن يرضى مولاه عنه ، هذا كان وواحته خضراء وأرضه خصبه وحريته معه تحلق به في فضاءات الحياة ، فكيف به الآن وقد حد من كل جهة ، وصارت عليه قيود ؟

بلاشك أن دموع المحراب والمناجاة ستزيد وتراتيل ( لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و (رب إني مغلوب فانتصر ) ستصبح نشيد ونشيج مستمر ، والاهم أن الملائكة سترفعها إلى العزيز الجبار ، بأنه صوت معروف من عبد معروف ....

وأم فهد القرني المكلومة هي الأخرى تبتهل وتناجي وتدعو ، والأقرب هنا أن على لسانها كما هو معتاد لمن مثلها وفي سنها ( اللهم من حرمني من ابني وزرع قلبي ، احرمه من ولده وولد ولده ، واحرق قلبه كما احرق قلبي........).

وزوجة فهد القرني هي أيضا محروقة القلب والوجدان ، قد غادرها السكن والسكينة ، فدعاءها أيضا على شاكلة حالها ....

وصبية فهد القرني مهضومي الجناح ، لا زالوا بذي مرخ يبكون ويتساءلون ولعل جدتهم أو أمهم أو أي خالة من الجيران قد علمنهم صيغة تناسبهم على مقامهم في الدعاء....

وجمهور فهد القرني له دعوات ، ومن المؤكد أن فيهم على الأقل أشعث اغبر ذي طمرين لا يؤبه له من أهل الاستغفار والأسحار والدعاء المستجاب ........

فخامة الأخ الرئيس ............أقسم بمن خلق فسوى ، وقضى بحكمته في ما خلق من الأشياء ، أني أحب لك الخير ، واني أصدق لك من الذين يرفعون إليك الأمور في غير حقيقتها تزلفا وتغريرا وزورا مقنع ....

فان لم يتضح لك ذلك الآن ستجده حتما إذا التقينا في عرصات يوم القيامة ، ويسوي العدل يومها بين القرناء والجلحاء ، ولا يترك مثقال ذرة إلا بت فيه لليمين أو للشمال ....

فهد القرني سيدي الرئيس ، لم يأت بحد أو حرابه ، أو جرما يستحق عليه ، وما فعله القاضي بحقه شينا سيلاحقه حتى يلقى الله ، وعند الله يومها التحقيق والميزان والجزاء العادل ........

القرني مشى في درب أنت مهدته و سمحت با المرور عليه ، فقال هو رأيه ‘ في حدود الكلمة والهتاف والأنشودة ، والشعار ، نعم ربما قد يكون علا صوته واشتد أثناء الانتخابات السابقة ، لكن ذلك هو طبيعة الانتخابات ، وقد قال الجميع يومها ، وهو مشهد عظيم يحسب لعلي عبدالله صالح على أية حال ، وصورة ايجابية ومشرقة لليمن في السوق الخارجي في إطار التسويق والتكتيك مع النظامين الإقليمي والدولي........

قد يتطوع مفتي من ذي العمائم المسخ من باع دينه بدنياه فيفتي ويؤصل بان الله لن يستجيب دعاء فهد القرني ، وان له مع ذلك ألف شاهد ودليل ، فعلى قلبه أضع حقيقة يعرفها الجميع ، أن الله سبحانه يحب عبده الملحاح ، وأنه حيي يستحي أن يرد يدي عبده خائبا ، ثم اذكر لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعاء على قطيعة رحم أو مثلها إلا خشية أن تجد ساعة مستجابة ، ولعل فهد هو الملحاح الوحيد المنكب ساجدا من بين كل السجناء ، فما من ساعة إلا وهي معه ....

ثم أرأيتم لو أن أحدا ظل ملحاحا في مسألة ما على كريم من ذي المروءة والحياء ، فانه حتما سيقضيها وهذا مألوف ومشاهد ، فكيف بأكرم الكرماء الحيي السميع المجيب........الذي ينزل إلى السماء الدنيا عند الثلث الأخير لأجل ( هل من سائل ؟ هل من حاجة ؟ الخ ...)

في النهاية ، فاني أحمل في قلبي الظن الحميد والحسن تجاه فخامة الرئيس ، الذي عرف عنه البشاشة والود والوجه الصبوح والقلب السموح ، وأرمي بها في وجوه من مسخ الله ضمائرهم وأماناتهم فصاروا بئس الأعوان وشر البطانة ، فهم في الحقيقة السبب والمشكلة من ألفها إلى يائها ، في الوقت الذي تقع فيه المسئولية كاملة أمام الله ثم أمام الخلق على رأس الأمر في هذا البلد باعتبار مكانته وما هو عليه........

فان أبيتم علي فانتظروا ولننتظر جميعا ، وحفظوها عني فو الله وألف والله إن دعوة فهد القرني وحدها توازي كل دعوات هذا الشعب ، فكيف إذا كان يتنفس بهموم وقضايا الشعب ، ويبتهل إلى الله باسم الشعب ........

اللهم هبنا الإخلاص والموافقة والسداد ، وأحفظ هذا البلد ، ووفق رئيسنا لما تحب وترضاه....

alhager@gawab.com