لا يا فخامة الرئيس .. لم ينتهي الاشتراكي وما ينبغي له
بقلم/ محمد عبد الوهاب اليزيدي
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
الثلاثاء 04 يناير-كانون الثاني 2011 01:12 م

لطالما ظهر علينا فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح وهو يدعوا الى طي صفحات الماضي وفتح صفحة جديدة خالية من شوائب الماضي , ولكن وللأسف الشديد من يسمع خطاب الرئيس الأخير يوم أمس في محافظة حضرموت والذي ألقاه في قاعة المؤتمرات برئاسة جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا يقول غير ذلك , فمن يسمع الرئيس صالح وهو يهاجم القيادات السياسية الجنوبية والحزب الاشتراكي ويقول أن الحزب قد انتهى في يوم 13 من يناير من عام 1986 يظن أن حزب الرئيس هو الموجود . لا يافخامة الرئيس حزب المؤتمر الشعبي ليس له ذلك الوجود الكبير والأسطوري الذي يتغنى به حزب المؤتمر الشعبي في اليمن بل هو وجود بصور رسمية فقط , نعم فلولاء الوظيفة العامة والمال العام لما تبقى لحزب المؤتمر الشعبي العام أي وجود, وإذا دارت الأيام وعاد المؤتمر إلى صفوف المعارضة وخسر الحكم فسيختفي من الساحة وأتمنى إلا يحدث هذا لأنة ورغم كل شي فهو حزب مهم وله مكانته في الساحة السياسية اليمنية .

الحزب الاشتراكي قد لا يكون ذو حضور كبير على الساحة وقد لا يكون تأثير في الساحة السياسية في اليمن بسبب الإحداث السياسية التي شهد البلاد , ولكنة موجود في القيم المدنية والعدالة والقانون والكثير من القيم التي زرعها الحزب في نفوس أبناء شعبنا خصوصاً في الجنوب .

يافخامة الرئيس لكل حزب مكانته والاشتراكي مثل غيرة هو حزب وطني بغض النظر عن مواقف بعض قياداته فتاريخ الحزب يعرفه القاصي والداني ويكفيه شرفاً خوضه لحرب التحرير والاستقلال من خلال تكويناته , وشرف توقيع الوحدة .

سيادة الرئيس وأنته تسترجع الماضي وتحديداً عندما تم إعلان الوحدة اليمنية ألن تشعر بالأسى في حال لو اختفى الحزب الاشتراكي وانتهى من الساحة اليمنية , ألن تقول أين ذهب ذلك الشريك الحقيقي , ذلك الشريك الذي جعل من الوحدة اليمنية شعارا له طوال خمسة وعشرين عاما وما زال حتى ألان ..

أنا لست باشتراكي ولا انتمى لأي حزب سياسي ولكنى مثلي مثل غيري أخاف على بلدي وتاريخها وأرثها مهما اختلفنا حوله, كما أني ولست هنا في بصدد الدفاع عن تاريخ الحزب الاشتراكي أو القيادات الجنوبية المشردة في الخارج بعد أن ضحت بكل شي من أجل الوحدة اليمنية لأنهم هم الأولى منا بالدفاع عن أنفسهم ولكن كلمة الحق يجب أن تقال .

جميعنا يعلم ما أرتكب من ماسي وانتهاكات بحق المواطنين في زمن الحزب الاشتراكي ولكن إلا يجب أيَضاً أن نتحدث عن منجزات ومميزات ذلك الزمن الغابر.

لماذا لا نتحدث عن المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية الناجحة التي أنشأها الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن , أين المدارس أين المصانع صحيح أنها كانت قليلة ولكنها وفي ذلك الوقت كانت انجازات عظيمة, أين المدنية أين العدالة في الحقوق والواجبات أين حب الوطن وحب الوحدة الذي غرسها الحزب الاشتراكي في نفوس جميع أبناء جنوب اليمن .

إلا تستحق هذه الانجازات البسيطة الثناء عليها بدلاً من التهرب والاستنكار لذلك الجزء العزيز من تاريخ شعبنا .

في زمن حكم الحزب الاشتراكي لم نكن نسمع بانتهاكات للسيادة الوطنية اليمنية مثلما يحدث ألان , في الحقيقة لقد لفت انتباهي كلام السيد نائب الرئيس السابق علي سالم البيض في أحد مقابلاته التي أجرتها معه قناة الحرة الأمريكية , لقد قال أن الولايات المتحدة عرضت على الجنوب أبان حرب 94صيف عام أن تقف عسكرياً وسياسيا معهم ضد الرئيس صالح وذلك مقابل تسهيلات تضمن للأمريكان أنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية , ورغم أن العرض كان مغري جداً خصوصا في تلك المرحلة ورغم حاجة الجنوب في ذلك الوقت لمن يقف معه في وجه الرئيس صالح إلا أن الحزب الاشتراكي رفض العرض الأمريكي وفضل الحزب مواجهة مصيره المحتوم وحيداً , لأنة وبكل بساطة لم يكن يريد أن يرى سيادة اليمن تنتهك من قبل الأمريكان مهما كان السبب .

في زمن حكم الحزب الاشتراكي لم نكن نسمع عن تجرى جمهورية أرتيريا على اختطاف الصيادين اليمنيين وقواربهم , في زمن الاشتراكي كان الجميع يعمل ألف حساب للمواطن اليمني . كانت جميع العواصم المجاورة لليمن ترتعش خوفاً عندما تعلن حالة الطوارئ في قاعدة العند الأسطورية .

أما ألان فأن هذا كله قد أصبح غبار ذكريات لزمن ليس ببعيد , فسيادة البلاد أصبحت تنتهك يومياً فالأمريكان يدخلون البلاد ويقصفون أينما اشتهت أنفسهم المتعطشة للدماء ويخرجون بكل بساطة في ظل سكوت كامل من قبل حكومتنا وكأن الأمر يحدث في منطق القبائل الباكستانية .

ليس الأمر مقتصر على الأمريكان فهنالك البوارج الدولية التي تجوب البحر العربي وخليج عدن بحجة محاربة القراصنة ولكنها في الأساس أتت لتكمل ما بقي من السيادة اليمنية حيث أنها تقوم بطريقة شبة مدروسة في الاعتداء المتكرر ضد سفن وقوارب الصيد اليمنية وفي بعض الحالة نتج عن هذه الاعتداءات قتلى من الصيادين اليمنيين ولم نسمع أي احتجاج ذو مصداقية أو فعالية من الحكومة اليمنية ..

الماضي الذي لا يريد أن ينتهي ..

 

كثيراً ما كنت أسمع دعوات الرئيس إلي نسيان الماضي ولكني أيضا أستغرب تصريحات فخامة الرئيس وأستعراضة لكارثة يناير دائماً , لماذا يصر الرئيس على تذكير أبناء شعبة في جنوب الوطن بحربهم الأهلية في 13 من يناير عام 1986 أليس من حقهم نسيان ذلك التاريخ الأليم .

يا فخامة الرئيس شعبك في الجنوب ليس بحاجة لتذكيرك لهم باقتتالهم الأهلي, هم بحاجة أليك لكي تساعدهم في نسيان ذلك التاريخ هم بحاجة أليك لكي تعوضهم حرمان من فقدوهم , هم بحاجة أليك لتعيد الحياة المدنية والقانون والمساواة إليهم, هم بحاجة أليك لكي تعيد لهم الأمل في هذا الوطن بعد أن قضي على جميع أحلامهم بذلك اليوم والى ألان , هم بحاجة أليك لكي تأمر بتنفيذ توصيات لجنة بآصرة وهلال.

يا فخامة الرئيس أن ما يريده شعبنا اليمني بأكمله منك أن تظهر لهم أنة لا أحد فوق القانون من خلال محاكمة كل من قام بارتكاب جميع أنواع لجرائم ونهب المال العام .

أتدري شيئاً يافخامة الرئيس وأنته تخوض الصراع مع أحزاب المعارضة من أجل الانتخابات البرلمانية أتدري أن الأغلبية من شعبك لا يفكرون بهذا الاستحقاق الدستوري أتدري لماذا ؟

لأنهم يفكرون بلقمة العيش وكيف سيتمكن رب الأسرة من أطعام أولادة الجياع وكيف سيتمكن من دفع فواتير الكهرباء والمياه وووو والكثير من الالتزامات في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض القيمة الشرائية للريال اليمني .

أتدري ما يرده شعبنا منك يافخامة الرئيس هم يريدون أن يروا نهاية سعيدة وسريعة للوضع السياسي المتأزم في البلاد , هم يريدون أن يروا لمعاناة مهجري الجعاشن , شعبنا يريد إن يرى نهاية لتلك الأنهار من الدماء التي تسيل في صعده , شعبنا يريد أن يرى كرامة المواطن اليمني مصانة ومحفوظة في دول الاغتراب, شعبنا يريد أن تفتح السجون السرية وأن يتم إغلاق جميع السجون الخاصة بالمشايخ والجماعات.

كثير هيه الأشياء التي يريدها منك شعبنا اليمني ونعلم جيداً أنك تستطيع أن تنفذها وتريد أنت أيضاً أن تراها فأنت مثلك مثلنا تحب هذا الوطن وتريد له أن يكون في مصافي الأمم .

m-ahmd2009@hotmail.com