ارحلوا أيها الطغاة
بقلم/ عبد الله ناجي علي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 31 يناير-كانون الثاني 2011 05:58 م

لا نستغرب إذا ما نظرنا اليوم إلى حالة الرعب التي تعيشها أنظمة الفساد في وطننا العربي بعد نجاح الثورة الشعبية في تونس التي أطاحت بأقوى نظام بوليسي في الوطن العربي وهاهي مصر في الطريق والبقية ستأتي.. ونجزم أن الوقت قد حان لاجتثاث الحكام الطغاة الذين عاثوا في الأرض فسادا وحولوا الأوطان وخيراتها إلى ملكيات خاصة لهم وأبنائهم وأقاربهم ومن لف لفهم من الفاسدين في أجهزة الدولة.. واحرموا شعوبهم من التمتع بخيرات أوطانهم.. وكل ما صنعوه لشعوبهم هو الفقر, والبطالة, والاستبداد, والخوف, والفساد..

أنظمة الفساد في وطننا العربي دمرت شعوبها من خلال تزاوج السلطة بالتجارة, وقد حذر ابن خلدون في مقدمته من هذا الأمر الخطير, عندما قال "إن تزاوج السلطة بالتجارة يؤدي إلى خراب الأوطان", وهذا ما حدث بالفعل من قبل أنظمة الفساد في وطننا العربي, وبلادنا للأسف في المقدمة, وها نحن نشاهد خراب الأوطان أمام أعيننا.

الثورات الشعبية التي نشاهدها اليوم في الشارع العربي هي نتيجة طبيعية بل ومتوقعة لمواجهة المظالم التي صنعتها لنا أنظمة الفساد التي اغتصبت السلطة لعقود من الزمن.. وهاهي اليوم تواجه الغضب الشعبي الذي يطالبها بالرحيل ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم تجاه شعوبهم, وإعادة كل ما نهبوه من أموال الشعب المهربة في الخارج.. أنظمة الفساد في بلادنا العربية ظلت تراهن على بقائها في كرسي الحكم أطول فترة ممكنة من خلال ارتهانها للخارج وإرضاء الخارج يأتي في مقدمة اهتماماتها.. بينما إرضاء شعوبها يأتي في مؤخرة تفكيرها!!

فغالبية أنظمة الفساد العربية لم تول شعوبها في الماضي الاهتمام المطلوب وأهملت إلى درجة كبيرة جدا قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أصبحت اليوم التحدي الأكبر أمام شعوب المعمورة في عصر العولمة الذي لا يرحم الضعفاء.. فخلال العقود الماضية كرست غالبية أنظمتنا العربية معظم وقتها وإمكاناتها للحفاظ على كراسي الحكم وما يترتب علية من إنفاق ضخم من الأموال لبناء الجيوش والأجهزة الأمنية التي تحمي هذه الكراسي؛ خوفاً من الإطاحة بها من قبل شعوبها.. وها نحن نرى اليوم إن وقت الحساب قد حان, فأنظمة الفساد أينعت وحان قطافها.

وراحت أنظمة الفساد تتعامل مع شعوبها باعتبارهم "رعايا" وليس مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات.. وقسمت المجتمع إلى درجات من المواطنة.. والأخطر من هذا كله أن أنظمة الفساد صارت تنظر إلى شعوبها باعتبارها العدو رقم واحد, بدليل أن الجيوش والأجهزة الأمنية التي بنتها على حساب التنمية الاقتصادية توجه غالبا لقمع الشعوب, والأمثلة كثيرة لا تحصى.

إضافة إلى أن هذه الأنظمة أخضعت شعوبها من خلال سياسة الإفقار التي تبنتها تماشى مع المثل الشعبي القائل "جوع كلبك يتبعك", بينما الحكام ومن لف لفهم يعيشون حياة الترف والتخمة إلى درجة التبذير الشيطاني المحرم شرعاً في عقيدتنا الإسلامية السمحاء.

والطامة الكبرى أن هذه الأنظمة تستأثر بثروات شعوبها وتحولها إلى أرصدتها في البنوك الخارجية خوفاً من يوم الحساب الذي ينتظرهم من شعوبهم أن عاجلاً أو آجلاً.

كل هذا الذي نشاهده اليوم في الشارع العربي سببه الأول والأخير أنظمة الفساد التي ارتهنت للخارج وأهملت شعوبها في الداخل بل ودمرتها.. وما زرعته أنظمة الفساد من تخلف خلال العقود الماضية تحصده اليوم.. ولكنه حصاد مر.. وهذه هي النهاية الطبيعية لكل من يحكم شعبه بأنظمة بوليسية فاسدة.. نقول لكم ونحن مبتسمون اذهبوا أيها الظالمون إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليكم.

ويا مخارج خارجنا..

A_nagi44@yahoo.com