النظام يختار السقوط
بقلم/ د. هشام المعلم
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 12 يوماً
الخميس 17 مارس - آذار 2011 06:04 م

أو السقوط سقطت كل الأوراق الصفراء للنظام اليائس و المتهاوي و لم يتبقى له إلا أن يختار سيناريو المشهد الأخير للسقوط .

فمن أي المرافئ سوف يهربون و دماء الشهداء طوفانٌ يحاصرهم و صيحات الشباب بالرحيل زلزال يدك عروشهم و لا عاصم لهم من أمر الله و إرادة التغيير. أين سيهربون ؟ و أرواح الشهداء الزكية كابوس يلاحقهم أينما ذهبوا و حيثما حلوا , و كيف سيقفون في وجه الثورة و قد سقيت بدماء طاهرة زكية سفكت برصاص القمع و الغدر و الجهل و البلادة .

سقيت بدماء الشباب و الأطفال في مختلف المحافظات

محمد شاعن , فضل الحنشي ,عبدالله البان , عبدالحكيم , مقبل الكازمي , أيمن النقيب, غسان, علي الخلاقي , على محمود , و غيرهم كثير في عدن وعوض السريحي , محمد مطلق , عبدالله الجائفي , احمد المليكي و عرفات القباطي في صنعاء و مازن البذيجي , و احمد العريقي في تعز و عبدالله الضيف في البيضاء و رامي بارميم في حضرموت

هشام خميس , سامي الزئبق , الصبري , و الزيتونة في لحج و علي حيدر و جلال عصا في عمران و عمر عبدالرحمن في إب و الكثير من شهداء المحافظات الأخرى التي لم يعرف أسماءهم كمحافظة صعدة و لكن مسك دمائهم الزكية تعطر سماء الوطن .

فإلى أين سيهربون و أي المعابر ستقبل خطاهم المتعفنة و أي البلاد ستسع القتلة و مصاصي الدماء؟ .

إن نظام لا يتحرج من أن يناصب شعبه العداء و يبارزهم بالمعصية و كبار الذنوب من تعيينات و تنقلات و تبديد للأموال العامة حتى في أحلك الظروف في حالة من التخبط .. عليه أن يعلن نهايته .

إن نظام يقيل مدير أمن عدن \" قيران \" بعد أن طرز سماء المدينة بأرواح أكثر من 25 شهيد و عطر أرضها بدمائهم بدم بارد بشهادة لجنة التحقيق المكلفة من النظام نفسه , و ليس ليحال إلى المحاكمة أو إلى مجلس تأديب و لكن ليكرم به محافظة اخرى \" تعز \" حتى يستمر في غيه و جبروته على رقاب المعتصمين و المناهضين .. عليه أن يعلن نهايته .

النظام الذي تتساقط ولاءات أتباعه يوماً بعد يوم في نهيار متوقع ثم يقوم بنشر قضايا الفساد و المخالفات التي ارتكبوها و قد كانوا بالأمس تحت حمايته و في ظل فساده آمنيين لسنوات طويلة ..عليه أن يرحل .

النظام الذي لا يجد أدنى حرج في قلب الحقائق و تزييف الوقائع في محاولات يائسة لستر سوءته التي تبدت للناس على الملأ فيستثير المتعصبين و اصحاب الولاءات و المصالح الضيقة و المنتفعين و المأجورين من أجل خلق الفوضى و الجر إلى الفتنة و منع المعتصمين من التوجه إلى ساحات الإعتصامات السلمية بالقوة و إقامة الحواجز و تجنيد الأطفال بالعصي و الحجارة في طريق المارة دون أن يعي أي فكر يزرعه في عقول هؤلاء و أي مبادئ ينشرها بينهم و أي شق يخلقه في جسد الكيان الواحد .. حريٌ به ان يرحل .

النظام الذي يتبع مبادئ الأرض القفر أو المحروقة في محاولة مستميته لتمسك بالكرسي بتبديد أموال البلد في جمهرة الناس و و تحشيد المسيرات مدفوعة الأجر و أتباع سياسة الإرهاب و التخويف لكل من يعارضه أو يساند ثورة الشباب و التغيير ..عليه أن يعلن نهايته .

النظام الذي يرى الملايين المحتشدة من الشعب في سائر المحافظات و المدن و ليس لهم إلا مطلب واحد و واضح و هو الرحيل ثم يوهم نفسه و يستغبي الأخرين بأنهم ليسوا سوى المئات أو الالوف من المأجورين و المغرر بهم و العملاء لأمريكا و إسرائيل .. يعلن نهايته و يوقع على شهادة وفاته في الوقت الذي لم يكن له يوماً ما شهادة ميلاد شرعية..

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الدكتور / المقالح … خلود في ذاكرة الاجيال
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
محكمة في قفص الاتهام
د. محمد جميح
كتابات
عارف أبو حاتمأشاوس الرئيس !!
عارف أبو حاتم
مشاهدة المزيد