إيران .. 40 عاما من تصدير الموت والصمت الدولي
بقلم/ كاتب صحفي/حسين الصادر
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 5 أيام
الجمعة 26 مارس - آذار 2021 08:59 م
  

لم يشهد العالم في تاريخه الحديث حالة مشابهة ومماثلة للفوضى التي تصدرها أيران للعالم ،ومن الصعب العثور على بلد يقوم بفوضى تحت شعار استمرار الثورة لمدة تزيد عن أربعين عام.

الظاهرة الايرانية ظاهرة تستحق التحليل من نواحي مختلفة كالتالي :

1- من الصعب العثور على تفسير لاستمرار الحالة الثورية أكثر من أربعة عقود فكل ثورة تتحول إلى دولة.

2- استهدفت الثورجية الايرانية الأمن الإقليمي منذ انطلاقها قبل 41 عام وتسببت في خسائر لشعوب المنطقة تقترب من سبعة ترليون دولار، وهذا المبلغ يمثل نصف كلفة الحرب الباردة التي استمرت 45 عام بين الغرب والشرق، لك أن تتخيل أن 10% من هذا المبلغ تم استخدامه للتنمية في المنطقة.

لم تقدم الثورة الايرانية شيء يذكر للشعوب الايرانية أو شعوب المنطقة غير تنمية العنف.

بالنسبة للتيارات الحداثوية لديها موقف من الثورة، وبالنسبة للتيارات الدينية بغض النظر عن الانتماء الطائفي فهي معنية اليوم بتقييم الثورة التي تدعي اسلاميتها، وعلى العمائم الثورية ان تجيب عن سؤال واحد ماذا قدمت الثورة للمسلمين؟ 

ماذا قدمت للجاليات الاسلامية؟ 

أنا كمواطن عربي يمني مسلم، هناك مشاريع تنموية لكثير من الدول العربية والأوروبية في بلدي اليمن، ولم أسمع عن مشروع واحد إيراني.

وفي محافظتي مأرب ، قدمت دولة غربية مثل المانيا الاتحادية دعما كبيرا للبنية التحتية في مجال التعليم المهني وشيدت أول معهد عالي للعلوم الصحية قبل 15 عام.

وقدمت السعودية أكبر مشروع في الشرق الأوسط لنزع الألغام يعمل من مأرب وتقدم المملكة برامج طويلة المدى لمعالجة آثار الحرب وإعادة الاعمار، ويقدم مانحون من مختلف هذا العالم دعم لبلادنا تعبر في رمزيتها ومعناها التعاطف مع هذا البلد الذي كان لإيران الدور الأكبر في الكارثة التي وصل إليها، وبدلاً عن ذلك ترسل أدوات الدمار والموت.

وشيدت حكومة أبو ظبي سد مأرب بالتعاون مع حكومة بلدي.

ويجب أن يعلم الجميع أن اليمن خرج من عزلته الثقافية والسياسية ونهض كدولة ومجتمع بدم عربي غزير ومساندة عربية شاركت فيها معظم الدول العربية المقتدرة، وكاد ان يتخطى الصعاب ويحدث عملية تحول سياسي جبارة، وجاءت الخنجر الإيرانية في الوقت الحرج وكانت غادرة ومسمومة.

قدمت منظمات ودول عديدة مساعدات محدودة ورمزية لملايين النازحين في مأرب وهي لازالت رمزية تعبر عن التعاطف الانساني، بالمقابل تقوم المليشيات المدعومة ايرانياً بقصفهم وتهجيرهم لمرات عديدة، ويشجع إعلام طهران على قتلهم تحت عناوين ومسميات مختلفة، وعندما أصدر الخميني فتوى بقتل الكاتب سليمان رشدي انزعج ما يسمى العالم الحر، ونحن بالتأكيد ضد استباحة حياة اي شخص نتيجة رأيه الديني أو السياسي.

كل المهندسين والفنيين والأكاديميين الذين يقودون عملية التنمية في مأرب معظمهم درسوا عن طريق منح دراسية كانت تقدمها العديد من بلدان العالم ليس بينهم تقني أو فني واحد درس في إيران.

وهذا لايعني أن لدى طلاب العلم من اليمنيين موقف من أيران في العقود الماضية فالطلبة اليمنيين يتلقون العلوم في مختلف التخصصات بأكثر من خمسين لغة حيه حول العالم، في بلدان مختلفة لها ثقافات وديانات مختلفة ومنفتحين على كل الشعوب والأمم في هذا العالم.

لكن طهران لا تحترم الدول وسيادتها، وكانت تقوم بسرقة الشباب خارج بروتكولات المنح المتعارف عليها، وتحقنهم بدراسات ايدلوجية وربما ملشنة عسكرية، وبهذه الطريقة لم يكن لديها استعداد لتعليم طبيب أو مهندس وهذا طبيعي فاليد الإيرانية ممدودة للخراب وليس البناء.

ما سمعته عن أيران صواريخ صناعة ايرانية قتلت أبرياء في مأرب؛ ألغام تم تجهيزها بخبرات ايرانية انفجرت بأبرياء وتجاوزت ذلك إلى قتل مواشيهم في الصحراء.

واذا كانت أيران بكل افعالها الشريرة ستمضي دون خوف أو قلق من العقاب نتيجة المعايير المزدوجة، فهذا يعني أننا نعاني في كل المستويات من اختلال في القيم الأنسانية المشتركة.

ترفض أيران أي تفاهمات أو مبادرات للسلام وآخرها المبادرة السعودية وهي تهدف إلى إخراج اليمن من مستنقع الموت الايراني، وبدلاً عن ذلك تشجع مليشياتها على المضي باتجاه مزيد من العنف والدمار.

إن الملايين من الناس في هذا البلد من المشردين والجرحى والمكلومين والمختطفين والجياع ينتظرون موقف سياسي واضح من صناع القرار الدولي يوقف جنون طهران، وتهورها وإدانة أعمالها التحريضية الجنونية. .

في نهاية المطاف على اليمنيين أن يحددوا موقفهم من طهران، وأعني هنا كل اليمنيين، ويجب ان يعي الجميع أن البلدان الهشة والضعيفة ستظل مصدر قلق حقيقي للأمن على كل المستويات محلياً وإقليمياً ودولياً ،وأن أي سلام قادم لأي حل جذري واضح يرسي دعائم الاستقرار الدائم في هذا البلد، فسوف يظل اليمن الضعيف والمفكك مصدر خطر دائم.

ومن سوء الحظ أن هذا البلد في تاريخه الحديث لم تسنح له الفرصة لبناء استقرار مستدام ، ولا يملك الكثير من عناصر القوة التي تمكنه من ذلك، مالم يكن هذا الخيار هو خيار اصدقائه وأشقائه.

  • رئيس قسم الأخبار في إذاعة مأرب