بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
خرجنا من السجن شم الانوف
كما تخرج الاسد من غابها
نمر على شفرات السيوف
وناتي المنيه من بابها
قال هذه الابيات ابو الاحرار محمود الزبيري في اشاره الى خروجه مع الثوار الاحرار من السجن، وانا استعير هذه الابيات بعد إذن صاحبها لاسقاطها على الحاله الثوريه الرائعه التي اطلقها ويعيشها شباب اليمن ومعهم جميع شرائح الشعب اليمني.
إن السجن الذي اشار اليه ابوالاحرارهوالسجن الذي نعرفه وله حوائط واسورا عاليه ويحيط به وبداخله الكثير من الحرس غلاظ القلوب كغلظة من كلفهم وخاصه اذا كان المساجين هم من اهل الراي والمشوره، لكن ما أعنيه هنا هوسجن معنوي وهو اليمن ارضا وانسانا حيث ان هذا الوطن حوله النظام الحاكم الى سجن كبير، تعددت انواع معانات الشعب اليمني السجين واخذت صور شتى ربما اشدها التردي في التعليم وليس اقلها الفساد المالي والاداري في جميع مؤسسات الدوله ناهيك عن التوجه نحو التوريث، هذه الصور المختلفه من المعاناه اورثت شعبنا الجهل والتخلف، وادى هذا الى تشويه صورة المواطن اليمني لدى نفسه اولا ثم لدى الشعوب الاخرى، ومن الصور السيئه التي حرص النظام على تاصيلها في المجتمع هي صورة المواطن الذي نسي العالم اسهاماته في الحضاره وتقزمة الصورة حتى اقتصرت على عبارة "ابويمن والقات"، قد يسال البعض ماشان النظام في هذا الامر؟
المعروف ان الشعب اليمني يتناول هذه النبته الشيطانيه من قبل، اقول ان هذا صحيح ولكن من المعروف ان اي نظام السياسي يقوم بدور رب الاسره في تقويم سلوك الامة ومحاربة اي عادات او ظواهر سيئه وهذا لايدخل ظمن انتهاكات حقوق الانسان والا لما حاربت دول متقدمه المخدرات ومع ذلك تعتبر دول تحترم حقوق الانسان الى حد كبير، لان الكمال في كل شيئ لله عزوجل، اما هذا النظام فقد اضاف الى انتهاكاته لحقوق الانسان في مجالات عده تبدا من تزوير الانتخابات ولاتنتهي بتغليب الانتماء للمؤتمر في التعيين في مناصب علميه واكاديميه يُفترض ان تكون قائمه على معيار الكفاءه والدرجه العلميه والامثله اكثر من ان تحصى ولكن لك اخي القارئ ان تتخيل ان يتم تعيين رئيس جامعه بعد حصوله على الدكتوراه باشهر قليله وهو مالم يحدث حتى في الصومال التي يهددنا رأس النظام بها كل جمعه سبعينيه (نسبه الى ميدان السبعين)، وغيرها الامثله كثيره.
عوده الى موضوع القات (اسميها شجرة زقوم الدنيا مع اعتذاري لشجرة زقوم الاخره)، ماهو التغير الذي حدث على القات في عهد صالح؟
نتذكر فترة ماقبله حين كان لايوجد في صنعاء اي سوق للقات بل كان يتم تسويق القات في بعض الازقه على خوف من الشرطه العسكريه ورجال الامن حينها، اي ان نظام ماقبل صالح (الحمدي تحديداً رحمه الله) كان يبذل جهودا كبيره في محاربة القات من خلال عدم إضفاء الشرعيه على تسويقها وبالتالي يقل تناولها وخاصه من الفئات العمريه الشابه والاطفال بل ادى هذا الاسلوب بالكثيرين الى ترك تناولها.
مع الانتكاسه التي مُني بها اليمن بوصول هذا النظام الى السلطه بزغ فجر القات الذي كان على وشك الانحسار وبدأ النظام يشجع على الاكثار من تناول القات من خلال تنظيم اسواق للقات ثم إعطاء تراخيصها للمقربين واولهم اذا لم اكن مخطأ هو شميله الذي كان يشغل منصب قائد الحرس الخاص وبدأ مايُعرف الان بسوق شميله (حتى الاسم التاريخي بيرعبيد تم إلغاءه وهو تزوير للتاريخ ومنجز آخر للنظام) وكان نقله نوعيه في إضفاء الصبغه المنظمه لبيع وتناول القات، تلاها قيام اسواق اخرى في صنعاء والمحافظات، وادى ذلك الى سهولة وصول القات الى ايدي جميع فئات العمريه بمن فيهم الاطفال ولواستطاع النظام لاوصله الى الاجنه وحديثي الولاده!!
قد يبدو الامر مضحكا لكن شر البليه مايضحك.
وفي عهد ماقبل الوحده في جنوب اليمن كان النظام حينها قد ادرك خطورة القات على المجتمع وبدأ بحملة توعيه رافقها ايضا إجراءات على الارض للحد من زراعة القات، واتذكر حينها الرئيس السابق علي ناصر محمد عندما نزل الى بيحان بمحافظة شبوه للمشاركه والتشجيع على إقتلاع شجرة القات، الى جانب ذلك تم عمل تشريع يسمح بتناول القات فقط في ايام الخميس والجمعه تمهيداً لمنع تناوله مطلقاً، لكن ومع دخول الجنوب في الوحده وبدلاً من أن تستفيد الدوله الجديده من هذه الخطوه عمل صالح على الانقلاب عليها وبرغم محاولة الكثيرين من السياسيين في الشطرين للبقاء على هذا المنجز حاول صالح ان يصوره على انه من مخلفات التشطير وبذلك اتسع نشاط نشر ثقافة القات في الجنوب وبنفس الطريقه في الشمال من خلال استحداث اسواق منظمه للقات في المحافظات الجنوبيه وهو مالم تعرفه من قبل وساعد صالح في هذا الامر انقلابه وتنكره لجميع اتفاقيات الوحده واولها إلغاء مجلس الرئاسه حتى ينفرد بالقرار السياسي لدولة الوحده تماما كما انفرد به في شمال ماقبل الوحده، ولم نكن حينها ندرك ان صالح ينقض العهود بل وكنا نصدق الاعلام الرسمي ان من ينقض العهود هم الطرف الاخر، لكن الاحداث اثبتت خطأ ماكنا نظنه وثبت ان صالح ينقض العهود مع الداخل ومع الخارج وتنكره للتوقيع على المبادره الخليجيه دليل على ذلك.
عوده الى موضوع القات لأذكر بأهم مشروع تبناه الرئيس والشهيد ابراهيم الحمدي الا وهوموضوع التشجير الذي كانت الدوله حينها تحتفل بموسمه اكثر من الاحتفال بالاعياد الوطنيه، وقد كان الهدف منه تشجيع المجتمع على زراعة اشجار اخرى مفيده للتقليل من زراعة القات، ورافق ذلك التضييق على منافذ بيع القات حيث كانت تقوم الشرطه العسكريه بمطاردة بائعيه في الحواري والازقه ناهيك عن منع بيعه في الاسواق العامه، وحتى الجيش تم منع افراده في عهد الرئيس الحمدي من تناوله او حمله اثناء الخروج بالزي العسكري او اثناء اداء الواجب، مايعني ان الشهيد الحمدي كانت لديه استرتيجيه لتغيير سلوك المجتمع تجاه القات ولكن باسلوب يختلف عن النظام في جنوب الوطن آنذاك مع الاشتراك في الهدف وهو الوصول بالمجتمع الى حاله حضاريه يترك معها المواطن اليمني تناول القات ليمحو عار لصق به ربما لقرون خلت ويستعيد معها دوره الحضاري بعيدا عن سخرية الشعوب الاخرى "لابويمن" بسبب هذه النتبه الخبيثه، لكن جاء هذا النظام وقضى على طريقة الحمدي واسلوب النظام في الجنوب في هذا الامر ليعلو نجم القات في عهده المشؤوم ويظل ابويمن رهين المحبسين، نظام سياسي فاشل وعادة تناول القات المسيئة لليمن ارضاً وانسانا.
حفظ الله اليمن وشعبها ووحدته من كل سوء ومكروه، والنصر للثورة، والخلود انشاء الله في الجنه للشهداء الابرار، والصحه والعافيه لجرحانا الابطال.