معاريد ومصاريع الجنوب العربي
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 21 يوماً
الخميس 12 مايو 2016 10:51 ص

أعتقد أن خطاب الكراهية الذي ظلت طهران تبث مفرداته طيلة العشر السنوات الماضية عبر قناة "عدن لايف" قد أثمر ينعه وأزهرت أحقاده السوداء عبر مجاميع من المعاريد والمصاريع في شارع الجنوب العربي كما يحلو للبعض تسميته بهذا المدلول , حتى أضحوا سخرية لدي الشارع العربي نظرا للعقلية المتحجرة والمتخلفة التي ينطلقون منها خلال نقاشاتهم وحواراتهم مع الآخرين .

قوائم الفيسبوك وتويتر اليوم تكشف عن انعدام كلي لأي جنوبي من الجنوب العربي .. طبعا .. يحمل في مفرداته اللغوية عند نقاشه خلال أي حوار مع مخالفه في الرأي أو الرؤية عن مفردات الذوق والاحترام وقبول الرأي الأخر .. وتظهر البيانات عن مستنقعات فظيعة من الألفاظ التي تكشف عن صورة صنمية وبدائية لتلك المخلوقات التي تعود بثقافتها إلى عصر رجل الكهف .

الغسيل الفكري الذي مارسته طهران عبر قناتها الخاصة "عدن لايف " - هكذا أعترف البيض أخيرا- حولت متابعيها إلى نسخة حوثية فاشية حاقدة تتحرك خارج إطار الذوق والأخلاق والإنسانية والإسلام.

في عدن أظهرت عمليات التهجير القسري لأبناء الشمال مدى الانحطاط القيمي لتلك الشخصيات التي تربعت على هرم السلطة المحلية ومارست بتحركاتها الميدانية جرائم العصابات وأعمال المرتزقة .

هناك مئات من الشهادات لأبناء الشمال وثقت أعمالا عدائية يحاكم عليها القانون الدولي قبل القانون المحلي, خاصة الجرائم المنظمة التي مورست على أساس العرقيات والجغرافيا .

لقد نجحت إيران في توحيد صف التحركات الحوثية ومعاريد الجنوب العربي في النيل من أبناء اليمن, فالحوثة مارسوا التهجير والقمع والإذلال بإسم الدين والمذهب وشلة شلال مارسوا ذات الدور بإسم العرق والجغرافيا .

الحوثيون طيلة السنوات الماضية وهم يتسابقون إلى فنادق الضاحية الجنوبية , ووكذلك "مصاريع الجنوب العربي" كانوا يتهافتون إلى ذات الضاحية الشيعية, كونها السيرفر الرئيسي لتحميل وبرمجة لغات الكراهية والأحقاد .

طيلة العقد الماضي كانت قناة المسيرة "الحوثية" تبث برامجها من ذات البناية التي تبث منها قناة "عدن لايف" ومن نفس الطابق بل كانت كل قناة مجاورة للأخرى, بل أن بعض المحررين والفنيين كانوا يتناوبون العمل بين الشقة ألأولى والثانية لأن الإدارة المالية واحدة .

أعلن علي سالم البيض في وقت سابق صحة هذه المعلومات بل وأكد أن من يقوم بإدارة القناة المعبرة عن "الجنوب العربي " -حد وصفه - هم عناصر حزب الله اللبناني .

خلاصة القول أن ما يجري الآن في جنوب الجمهورية اليمنية هو نزوة شيطانية يمارسها مراهقون مرضى نفسيا قد نلتمس لهم العذر في الوقت الحالي كالسفيه الصغير الذي يلعب بمال الورثة حتى يتم الحجر عليه بحكم شرعي من قبل أهل الحل الحق والميراث.

لقد سمعنا عشرات الأصوات من عقلاء الجنوب سواء كانوا في رأس هرم السلطة أو قيادات في التنظيمات السياسية ومراكز المجتمع والقبلية ترفض سياسية التهجير وتأجيج مشاعر الكراهية بين الأخوة الأشقاء .

المطمئن أن العقلاء في الجنوب يقدمون خطابا مطمئنا ومتزنا أمام هذه النازية الحاقدة.

ما يجري اليوم لا يخدم شرعية هادي ولا اليمن ولا دول التحالف , وإن كان "ثمة مهابيل في الوسط " من هواه السياسية عبر الشيكات ونوافذ الصرافة يحاولون فرض سياسات خاصة بهم , فهي مغامرات سترتد إلى أعناقهم.

هناك من يحاول أن يرقص في الجنوب في لحظة سهو وانشغال الكل, كراقصة مجهولة في ملهي ليلي تحاول أن تلفت انتباه الساقطين من حولها في ذلك البار .

لكن ليس كل من هز مؤخرته قيل راقص ,فلكل "رقصة" دقة " ولكل شيلة موال .. وما شلال الجنوب إلا راقص مهفوف سيرمى به خارج المسرح دون أن يكمل تمايله الساقط.