ارفع رأسك .. أنت يمني
بقلم/ رياض الأديب
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الأحد 22 مايو 2011 08:55 م

واهم من يعتقد أنه صبح بمقدور أي من موظفي مطارات الدولة العربية والعالم برمته وبعد اليوم احتجاز جواز سفر لمجرد أن يملح في واجهته ( الجمهورية اليمنية ) والتعامل مع صاحبه كمواطن من الدرجة التاسعة إن لم نقل الثالثة ؟

اليوم تمر اليمن بمنعطف تاريخي هام وفريد في المنطقة وعلى مستوى العالم أن يخرج شعب إلى الشارع ويحي مناسبة وطنية في حفل نوعي لم يشهد العالم من قبل ودون أن تهدر الدولة فلس واحد من خزينتها . ما يعد برهان واضح عما يختلج نفوس هذه الملايين من حب لليمن وتجسيدا حقيقي للوحدة اليمنية على أرض الواقع .

ما تشهده اليمن اليوم من تحولات تجاوزت السطحية وهي تقترب من الجذرية لهو دليل ساطع على عظمة هذا الشعب الآبي والذي استطاع ومن خلال فترة وجيزة لا تتعدى أربعة أشهر أن يذهل العالم بأسره وينفض عن عقلة صورة نمطية كونتها تراكمات ثقيلة وناتجة عن ممارسات فردية خاطئة طيلة ثلاثة عقود وأكثر من الزمن .

ببضعة أشهر فقط تمكن شباب الثورة من عكس نظرة ايجابية لدى شعوب الأرض نحو اليمن وبالمقابل يتسابق الكثير من مفكرين وباحثي هذه الشعوب لعمل دراسة عن الثورة اليمنية بما ينبئ عن تحويلها إلى رسائل علميه ومناقشتها في أرقى الجامعات الدولية كون الدلائل التاريخية تخلو من الإشارة إلى تخلي شعب سلاحه وإصراره على سلمية ثورته ومواجهة الآلة القتل بصدور عارية .

ليست مصادفة بقدر ما هي المشيئة الإلهية في أن تتزامن ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 العام القادم 2012 مع تاريخ مولدها 22 مايو واليمن نظيف وطاهر من مخلفات سلطة أسهمت في تغليب المصلحة الأسرية على اليمن , فعمدت إلى التسول بدل من التقدم وكرست من الفرقة بدل من اللحمة , وعملت على تأجيج الصراعات فأشعلت الحروب وزرعت الفتن ووسعت الثارات فظهر الفساد وانتشرت المحسوبية والوساطة والرشوة وغيبت كل مجالات التنمية فاتسع الفقر وتفاقمت البطالة وأنتصر الباطل على الحق وسلب القوي حق الضعيف واستولى المتنفذين على أملاك المغلوبين .

خسر المراهنين على ثورة الشباب كل رهاناتهم فمنهم من فقد عقله ومنهم من ينتظر وعلى رؤؤسهم الطير ومن تحت أقدامهم تشتعل الأرض بالحمم البركانية التي فجرتها هذه الثورة السلمية التواقة إلى الحرية والعزة والكرامة والمتطلعة إلى تشييد يمن جديد يجاري العالم بتقدمه فيما حدوده السماء في البناء والتنمية .

ليس بمقدور أحد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء بعدما تنفس الناس الحرية في كل ربوع اليمن , خاصة والجميع أضحى على يقين أن حلم النهضة لم يعد مستحيلا , وأن مستقبلا مشرقا ينتظر اليمن بما يعيد له أرثها التاريخي ومكانتها بين الأمم ومعها يستعيد اليمني مكانته ومهابته بين شعوب الأرض وأينما وطأت قدمه يشار إليه بالبنان هذا يمني .